- ℃ 11 تركيا
- 25 ديسمبر 2024
أين الأختلاف والفارق بين أبعاد الدين الأسلامي وأبعاد ثورة يوليو في الحرية والعدالة الأجتماعية والوحدة؟
أين الأختلاف والفارق بين أبعاد الدين الأسلامي وأبعاد ثورة يوليو في الحرية والعدالة الأجتماعية والوحدة؟
- 23 يوليو 2021, 4:24:12 ص
- 709
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
رغم مرور 69 سنة على ثورة المقدّم أركان حرب جمال عبد الناصر ورفاقه الضباط الأحرار في 23 يوليو/ تموز/ 1952
وبالرغم من الكم الهائل من الحروب والأكاذيب والافتراءات عليها وعلى مفجرها
وبالرغم من الأشواك القاسية التي زرعت في دربها..
وبالرغم من القوى العظمى وإمكانياتها الجبارة التي حاولت التصدي لها
وبالرغم من الفتاوي العشوائية، والنظريات العمياء، والأحكام الملتوية، والجراح التي أصابتها...
فلا جدال بأن الأبعاد الناصرية بنيت على الأسس والأبعاد والقواعد الدينية الأسلامية المتينة فأذا بها كشجرة طيبة أصلها ثابت وفرعها في السماء
لو كان تجار الدين عموما واللاهثين للأنقضاض على السلطة (بالتواطئ مع الأنكليز منذ شهر مارس/ آذار 1928 خصوصا)، لو كانوا مسلمين ومؤمنين حقا وأستوعبوا إرشادات وأبعاد الدين الأسلامي العظيم والقرآن الكريم وطبقوها في عقيدتهم ونهجهم الأجتماعي والسياسي والوطني ( لو كانوا كذلك) لجعلوا من الرئيس جمال عبد الناصر قدوتهم الأولى، ومثلهم وقائدهم الأعلى. وذلك لأبسط بعض من الأسباب التالية. ولن نكثر من الشرح لضيق الوقت هنا:
1- حدد المقدم أركان حرب جمال عبد الناصر قبل أن يفجر ثورته في 23 يوليو 1952 أبعادا ثلاثة واضحة وضوح الشمس وهي: حرية - عدالة أجتماعية- وحدة. وهم أبعاد أستشفها بكل ايمان وخشوع من القران الكريم والدين الأسلامي العظيم. فتعالوا لنلقي نظرة بسيطة وسريعة على ما يلي:
الحرية
1- الحرية في الأسلام
الحرية مبدأ من مبادئ الإسلام، ولا تقوم حياة الأفراد الدينية ولا الشخصية إلا به؛ فلا يُتصوّر أن يُكلّف الإنسان بتكاليف دينية أو حياتية وهو غير حرّ.
- يقول الله سبحانه وتعالى:
{وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَآمَنَ مَن فِي الْأَرْضِ كُلُّهُمْ جَمِيعًا ۚ أَفَأَنتَ تُكْرِهُ النَّاسَ حَتَّىٰ يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ} (يونس: 99)
ويقول أيضا:
«لا إكراه في الدين قد تبيّن الرشد من الغيّ.... (سورة البقرة آية 256
يقول كذلك
{وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ أَن يَقْتُلَ مُؤْمِنًا إِلَّا خَطَأً ۚ وَمَن قَتَلَ مُؤْمِنًا خَطَأً فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مُّؤْمِنَةٍ ...} (النساء: 92)،
فالإسلام حريص على جعل الناس أحرارًا،
فلما بُعث النبيّ ﷺ كانت العبودية متفشية في البشر، والأسر في الحروب، والتخطف في الغارات، وبيع الآباء والأمهات أبنائهم، وغير ذلك. ولذلك فرض الله عز وجل ونبّه على أمر هام، وهو أن الحرية حياة وأن العبودية موت، فمن تسبب في موت نفسٍ حية كان عليه السعي في إحياء نفسٍ ميتة وهي الواقعة في أسر العبودية.
جعل الله للعبيد حقًا في الاكتتاب لتحرير أنفسهم من الرق: {وَالَّذِينَ يَبْتَغُونَ الْكِتَابَ مِمَّا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ فَكَاتِبُوهُمْ إِنْ عَلِمْتُمْ فِيهِمْ خَيْرًا ...} (النور: 33).
حث الإسلام على تخليص الأسرى من الأسر: {وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْعَقَبَةُ (12) فَكُّ رَقَبَةٍ} (البلد: 12-13)، فهذه الآية كما يقول العلماء: أصل من أصول التشريع الإسلاميّ، وهو تشوق الأنسان إلى الحرية..
(وَقُلِ الْحَقُّ مِن رَّبِّكُمْ ۖ فَمَن شَاءَ فَلْيُؤْمِن وَمَن شَاءَ فَلْيَكْفُرْ)
ونهى الله تعالى أن يمسك الرجل زوجته ضراراً وتعدي منه على حقوقها في صريح الآية 231 من سورة البقرة
وَإِذَا طَلَّقْتُمُ النَّسَاء فَبَلَغْنَ أَجَلَهُنَّ فَأَمْسِكُوهُنَّ بِمَعْرُوفٍ أَوْ سَرِّحُوهُنَّ بِمَعْرُوفٍ وَلاَ تُمْسِكُوهُنَّ ضِرَارًا لَّتَعْتَدُواْ وَمَن يَفْعَلْ ذَلِكَ فَقَدْ ظَلَمَ نَفْسَهُ .
وظل النبي سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم يدعو الناس للإيمان والإسلام منذ نزول الوحي حتى مماته ولم يُكره أحداً على الإسلام حتى وهو في أوج قوته وانتصاره كما حدث عند فتح مكة إذ دخلها منتصراً دون قتال يذكر فلم ينتقم من المشركين وما سببوه له من أذى حيث قال:
(يا معشر قريش، ما ترون أني فاعل فيكم؟
قالوا: خيراً، أخ كريم، وابن أخ كريم، قال:
" اذهبوا فأنتم الطلقاء... "
نعم فلقد كانت سنة رسول الله مثالاً يحتذى به في الحرية.
2 - الحرية عند جمال عبد الناصر
من منا لا يذكر تلك الصرخة الأبدية المنادية بالحرية التي أطلقها لشعبه قائلا:
أرفع رأسك يا أخي فقد مضى عهد الأستعباد.. حان للأستعمار أن يحمل عصاه على كتفه ويرحل..
صرخة مدوية زأر بها ذلك الأسد الرَهِيْص من رُبى أرض الكنانة فأهتز بها الكون ورددتها بلاد العُرب قاطبة وأصبحت أيقونتها الى أبد الآبدين.
كما يخاطبنا الرئيس جمال عبد الناصر في كتابه "الميثاق" عن الحرية قائلا:
" إن جوهر الأديان يؤكد حق الإنسان فى الحرية وفى الحياة، بل إن أساس الثواب والعقاب فى الدين هو فرصة متكافئة لكل إنسان، إن كل بشر يبدأ حياته أمام خالقه الأعظم بصفحة بيضاء يخط فيها أعماله باختياره الحر، ولا يرضى الدين بطبقية تورث عقاب الجهل والفقر والجهل والمرض لغالبية الناس، وتحتكر ثواب الخير لقلة منهم، إن الله - جلت حكمته - وضع الفرصة المتكافئة أمام البشر أساساً للعمل فى الدنيا وللحساب فى الآخرة، وينبغى لنا أن نذكر دائماً أن حرية الإنسان الفرد هي أكبر حوافزه على النضال،
إن العبيد يقدرون على حمل الأحجار، وأما الأحرار فهم وحدهم القادرون على التحليق إلى آفاق النجوم، إن الإقناع الحر هو القاعدة الصلبة للإيمان،
والإيمان بغير الحرية هو التعصب، والتعصب هو الحاجز الذى يصد كل فكر جديد ويترك أصحابه بمنأى عن التطور المتلاحق الذى تدفعه جهود البشر فى كل مكان.
إن حرية العقيدة الدينية يجب أن تكون لها قداستها فى حياتنا الجديدة الحرة.
إن القيم الروحية الخالدة النابعة من الأديان قادرة على هداية الإنسان، وعلى إضاءة حياته بنور الإيمان، وعلى منحه طاقات لا حدود لها من أجل الحق والخير والمحبة.
إن رسالات السماء كلها فى جوهرها كانت ثورات إنسانية استهدفت شرف الإنسان وسعادته، وإن واجب المفكرين الدينيين الأكبر هو الاحتفاظ للدين بجوهر رسالته، إن جوهر الرسالات الدينية لا يتصادم مع حقائق الحياة، وإنما ينتج التصادم فى بعض الظروف من محاولات الرجعية، أن تستغل الدين ضد طبيعته وروحه لعرقلة التقدم، وذلك بافتعال تفسيرات له تتصادم مع حكمته الإلهية السامية، لقد كانت جميع الأديان ذات رسالة تقدمية، ولكن الرجعية التى أرادت احتكار خيرات الأرض لمصالحها وحدها أقدمت على جريمة ستر مطامعها بالدين، وراحت تلتمس فيه ما يتعارض مع روحه ذاتها لكى توقف تيار التقدم.
إن الحرية وحدها هي القادرة على تحريك الإنسان إلى ملاحقة التقدم وعلى دفعه، والإنسان الحر هو أساس المجتمع الحر وهو بنائه المقتدر، إن حرية كل فرد فى صنع مستقبله وفى تحديد مكانه فى المجتمع، وفى التعبير عن رأيه، وفى إسهامه الإيجابى فى قيادة التطور وتوجيهه بكل فكرة وتجربته وأمله، حقوق أساسية للإنسان، ولابد أن تصونها له القوانين، ولابد أن يستقر فى إدراكنا أن القانون فى المجتمع الحر خادم للحرية وليس سيفاً مسلطاً عليها، كذلك لابد أن يستقر فى إدراكنا أنه لا حرية للفرد بغير تحريره أولاً من براثن الاستغلال، إن ذلك هو الأساس الذي يجعل الحرية الاجتماعية مدخلاً إلى الحرية السياسية بل هي مدخلها الوحيد
ان الحرية الاجتماعية طريقها الاشتراكية. إن الحرية الاجتماعية لا يمكن أن تتحقق إلا بفرصة مكافئة أمام كل مواطن فى نصيب عادل من الثروة الوطنية.
العدالة الأجتماعية
العدالة الاجتماعيّة في الإسلام
يشتق مفهوم العدالة الاجتماعيّة من العدل الذي هو خلاف الظّلم، فالعدالة الاجتماعيّة هي منظومة فكريّة، ومنهج أخلاقيّ، وأحكام تشريعيّة، تضمن للنّاس إن استقاموا عليها والتزموا بها المساواة أمام القانون، ونيل جميع الحقوق في الحياة بعيداً عن الظّلم والمحاباة.
هذا ولقد جاءت الشّريعة الإسلاميّة لتحقيق مقاصد وغايات، وجلب مصالح ودرء مفاسد وآفات من أجل تحقيق السّعادة للبشريّة جمعاء في الدّنيا والآخرة، ولم تغفلْ الشّريعة أن تتناولَ جميع جوانب حياة النّاس ومن بينها الجانبين الاجتماعيّ والاقتصادي، فقد أرست الشّريعة الإسلاميّة قواعدَ وأسساً ومنهجاً واضحاً في الاقتصاد والاجتماع يضمن تحقيقَ العدالة الاقتصاديّة والاجتماعيّة في المجتمعات الإسلاميّة.
لا شكّ بأنّ هناك منهجاً واضحاً في الإسلام يضمن تحقيق العدالة الاجتماعيّة بين النّاس، ومن أبرز ما يتضمنه هذا المنهج:
التأكيد على المساواة بين النّاس في الحقوق والواجبات، فكلّ المسلمين أمام الشّريعة الإسلاميّة والقانون سواء لا فضل لغنيّ على فقير، ولا لقويّ على ضعيف، ولا لصاحب سلطة ونفوذ على من ليس له سلطان، ذلك أنّ معيار التّفاضل في الشّريعة هو التّقوى فقط، وإنّ من شأن الإيمان بهذا الاعتقاد أن يزيل الفوارق الاجتماعيّة بين النّاس ويحقّق العدالة بينهم. الفرائض والأركان التي وضعتها الشّريعة الإسلاميّة وأكّدت عليها لتحقيق العدالة الاجتماعيّة،
وعلى رأسها فريضة الزّكاة، فالزّكاة هي فريضة كتبها الله كحقٍّ معلوم للفقراء والمحتاجين في أموال الأغنياء،
وفي أموالهم حق معلوم للسائل والمحروم (سورة المعارج).
وإنّ من شأن تطبيق فريضة الزّكاة أن تحقّق العدالة الاجتماعيّة في المجتمع فلا ترى تلك الفوارق الاقتصاديّة الهائلة بين النّاس، وما يتبعها من تصنيفاتٍ اجتماعيّة باطلة. كفالة حقوق الفرد في المجتمع، فحقّ الفرد في الإسلام محفوظٌ منذ وجودِه جنيناً في بطن أمّه، لذلك اشتملت الشّريعة الإسلاميّة على كثيٍر من الأحكام التي تتناول تلك الحقوق الفرديّة ومنها على سبيل المثال أحكام الميراث والفرائض، واحكام النّفقة، والوقف والوصية وغير ذلك الكثير من الأحكام التي تنظّم أمور الأفراد الماليّة، وتضمن حصول كلّ فردٍ في المجتمع على حقه بعيداً عن الظّلم، وبما يحقّق العدالة الاجتماعية.
العدالة الأجتماعية عند الرئيس جمال عبد الناصر
من أبلغ أوصاف العدالة الأجتماعية عند الرئيس عبد الناصر قوله:
" الأسلام نص على الزكاة. الأسلام دين اشتراكي من أول الأسلام .... الدين عمل... النبي كان يعمل. الأسلام ما كانش أبدا تجارة".
" لا يمكن بأي حال من الأحوال أن يكون الغنَى إرثاً والفقر إرثاً والنفوذ إرثاً والذل إرثاً، ولكن نريد العدالة الاجتماعية، نريد الكفاية والعدل، ولا سبيل لنا لهذا إلا بإذابة الفوارق بين الطبقات، ولكل فرد حسب عمله، لكل واحد يعمل ولكل واحد الفرصة ولكل واحد العمل، ثم لكل واحد ناتج عمله".
" إن المرأة لابد أن تتساوى بالرجل، ولابد أن تسقط بقايا الأغلال التي تعوق حركتها الحرة حتى تستطيع أن تشارك بعمق وإيجابية فى صنع الحياة".
" قالوا الفقراء ليهم الجنة طب والفقراء ملهمش نصيب في الدنيا هما كمان عايزين نصيب صغير في الدنيا ويدوكوا قصاده نصيب في الجنة"
العدالة الاجتماعية فى عهد الزعيم، أخذت عدة أشكال على رأسها دعم الفلاح المصري، وطرح أراضي زراعية كثيرة للفلاحين، وهو ما زاد من حجم المحصول الزراعي، إلى جانب إنشاء وافتتاح المشروعات والمصانع لتشغيل الشباب، وإتاحة مجانية التعليم، وإسقاط الإقطاع.
وكان مفهوم عبد الناصر عن العدالة الاجتماعية وفقا لما قاله فى إحدى خطاباته، هو تحقيق سيطرة الشعب على ثرواته والمصانع، وبناء قطاع عام قوى يملكه الشعب ويسيطر عليه، بدلا من أن تسيطر عليه فئة محدودة، فهو تحالف قوى الشعب العامل القائمة على أنقاض الإقطاع ن ذلك معناه أن الاشتراكية بدعامتيها من الكفاية والعدل هي طريق الحرية الاجتماعية.
يقول ضياء داوود، عضو مجلس النواب، إن كل التشريعات التي صدرت من سبتمبر 1952 بصدور قانون الإصلاح الزراعي ثم القوانين الاشتراكية سنة 1961، كانت تهدف إلى تحقيق مشروع العدالة الاجتماعية الذي تبناه جمال عبد الناصر، الذى تمثل فى تمكين أبناء الطبقات التي نزع حقها فى العيش بكرامة على مدار قرون.
فبعد شهرين فقط من اندلاع ثورة يوليو، صدر قانون الإصلاح الزراعي، وتم توزيع الأراضي على الفلاحين، بموجبه، قبل أن يصدر له تعديلين، قلص كل منهما الحد الأقصى لتملك الأرض، فى محاولة لتصفية الإقطاع.
وفى عام 1961، صدر قانون يقضى بإعفاء الفلاحين الذين استفادوا من قوانين الإصلاح الزراعي من نصف الثمن ومن كل الفوائد، على أن تتحمل الدولة هذا القدر، ثم تم إعفاء الفلاحين فى عام 1964 من ثلاثة أرباع أقساط الأرض.
ويضيف داوود: «المشروعات التي أقامها عبد الناصر كانت فلسفتها ذات بعد قومي وبعد اجتماعى. المشاريع الكبرى التي كانت تستحوذ على أعداد عمالة كبيرة جدًا، وتبنى مشاريع كبرى فى كل قرية ومدينة ومحافظة، على سبيل المثال مدينة دمياط، التي كان يوجد بها مصنع الغزل والنسيج والألبان وإدفينا لتعليب الأسماك».
ويتابع داوود: «الصناعة فى عهد عبد الناصر كان لها بعد متعلق بالأمن القومي وآخر مرتبط بالعدالة الاجتماعية.
مشينا كتفا بكتف مع الهند واليابان فى ذلك الوقت: مشروع نووي مصري، صناعة سيارات حديد وصلب وأسمنت وصناعات متكاملة وكان هناك توسع فى الرقعة الزراعية والمحاجر، كل هذا أدى إلى توفير احتياجات السوق المحلية بأسعار فى متناول الجميع، وكذلك وجود فائض للتصدير
وأوضح داوود: «الصناعة كانت مشاريع تشغل أكبر قدر من الناس لتحقق العدالة الاجتماعية، وتوفر احتياجات مصر الحقيقية والاستهلاكية، مثل الثلاجات والغسالات والمواد الغذائية وغيرها. وكانت كلها صناعات تستوعب أعدادا كبيرة من العمالة، مثل صناعة الغزل والنسيج».
اهتم عبد الناصر فى مشروعه الصناعي بالبعد الاجتماعي وتحقيق العدالة الاجتماعية، واتخذ فى سبيل ذلك عدة إجراءات، من بينها تخصيص 25% من الأرباح الصافية للشركات، كدخول موزعة على الموظفين والعمال فى هذه الشركات، منع الفصل التعسفي، تحديد يوم العمل بسبع ساعات، وكذلك إقرار حد أدنى وحد أقصى للأجور، وتعديل أسعار وفئات الضريبة على الدخل، بزيادتها بالنسبة للشرائح الكبيرة. كما تم تخفيض إيجار المساكن بنسبة 20% من قيمة الأجرة السائدة آنذاك للمباني التي أنشئت بعد العمل بالقانون رقم 55 لسنة 1958.
وقال داوود: «مشروع عبد الناصر نسبى، يحمل مجموعة من الثوابت الوطنية، ولكن يمكن مراجعته لتصحيح مساره، وأول من قام بذلك هو عبد الناصر نفسه.. الرجل قطع خطوات واسعة على تحقيق العدالة الاجتماعية والمشروع كان يجب أن يستمر ليكمل بعضه، يجب أن تتبناه أجيال ثم أجيال ثم أجيال، وهذا ما نراه فى الثورات الكبيرة فى العالم كله».
وتابع داوود: «أغلب القيادات الموجودة فى الدولة حتى 2011 وحتى الآن هم أبناء الطبقات التى حازت على حقها الكامل فى التعليم المجاني فى الجامعات المصرية. رئيس الجمهورية الحالي والسابق والأسبق والأسبق هم أبناء الطبقات التي استفادت من العدالة الاجتماعية التى طبقتها ثورة يوليو، حتى المعزول محمد مرسى، عاش من الخمسة فدادين التي وزعتها الثورة على أسرته، وهذه القيادات كانوا يعادون ثورة يوليو رغم استفادتهم منها».
حلم العدالة الاجتماعية الذى تبناه جمال عبدالناصر مترسخ فى وجدان المصريين، بحسب النائب ضياء داوود، الذى يقول: «عندما اندلعت ثورة يناير، الإحساس الجمعي للمواطنين جعلهم يرفعون صور جمال عبدالناصر، بدون توجيه، والتي لم تكن تعبيرًا عن شخص عبدالناصر، وإنما انحياز للمشروع الذى ترسخ فى وجدان المصريين».
من جانبه، يقول وزير التضامن الاجتماعي الأسبق، أستاذ الاقتصاد بجامعة القاهرة، جودة عبد الخالق:
«جمال عبد الناصر أصدر قوانين لها علاقة بالعدالة الاجتماعية، وبعض الإجراءات التى اتخذها عبد الناصر فى هذا الجانب، أنا شخصيا استفدت منها، ولولا هذه الإجراءات ما كنت أكملت تعليمى، وما وصلت لما أنا فيه الآن لأنني من الفقراء"».
وأوضح عبد الخالق: «الطفرة فى التعليم التي حدثت فى حكم عبد الناصر نتج عنها حراك اجتماعى كبير، أنا شخصيًا جزء من هذا الحراك، وكان هناك فئات لم يكن ممكنًا أن تطفو على السطح دون الطفرة فى التعليم وافتتاح جامعات جديدة».
يتابع وزير التضامن الاجتماعي الأسبق: «نظام عبد الناصر قام بإجراءات حققت بعض التطور السريع والملحوظ وخلقت حراكا اجتماعيا، وزادت من الطبقة الوسطى، وهي من أكثر الفئات التي استفادت من نظام عبد الناصر، وهذا يعد أحد تجليات العدالة الاجتماعية».
التعليم كان أحد الأعمدة الرئيسية فى حلم عبد الناصر للعدالة الاجتماعية، فقرر مجانية التعليم العام، وأضاف مجانية التعليم العالى، وضاعف من ميزانيته، وتوسع فى تأسيس الجامعات فى كافة أنحاء البلاد، وكذلك إنشاء مراكز البحث العلمي، ما جعل أبناء الطبقات الفقيرة يتولون مناصب عليا، ما كانوا يحلمون بتوليها قبل ثورة يوليو، لتتغير بذلك بشكل كبير البنية الاجتماعية للمجتمع المصري
الكاتب الصحفي الكبير محمد حسنين هيكل، يتحدث فى تصريحات سابقة له عن موقف الرئيس الراحل من العدالة الاجتماعية، ورأيه فى الأغنياء والفقراء، حيث قال: "لم يكن جمال عبد الناصر حاقدًا، ولكنه كان يرى الغنى الفاحش وسط الفقر المدقع جريمة لا تُغتفر، وهكذا جعل هدفه الذى لا يحيد عنه تذويب الفوارق بين الطبقات، فكل إنسان حريص على مصالح الطبقة التي ينتمي إليها، أو حتى تلك التي يتطلع يومًا للانتماء إليها".
وقال الدكتور جمال زهران، أستاذ العلوم السياسية بجامعة بورسعيد،
«البسطاء يرفعون صور عبد الناصر لأن نظام ثورة يوليو حمى وتبنى حقوق هذا الطبق، وقبل ثورة 1952 كانت الطبقة الكادحة معدمة والتعليم والجيش والشرطة والقضاء للأثرياء والرأسماليين والإقطاعيين، وجاءت ثورة يوليو لترفع شعارات القضاء على الفساد والاستغلال والاستعمار والعدالة الاجتماعية والقضاء على الرأسمالية والإقطاع، كلها إجراءات اجتزأت للأغلبية حقوقها وحققت العدالة.
وأوضح أستاذ العلوم السياسية، أن المرحلة الناصرية تبنت مشروع الألف مصنع في عهد عزيز صدقي، ووفرت فرص العمل، وحققت الاستقرار والأمان للشعب، وهو ما نفتقده حتى الآن، وعاشت الطبقة الوسطى والفقيرة ظروفا أفضل في ظل مناخ آمن، ولازال في ضمير الشعب مشروع عبد الناصر الذي يحقق مصالح الغالبية فضلا عن العزة والكرامة واستقلال القرار السياسي».
الخ....
الوحدة
الحث على الوحدة في الأسلام:
يقول الله عز وجل في القرآن الكريم:
وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا ۚ وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا وَكُنْتُمْ عَلَىٰ شَفَا حُفْرَةٍ مِنَ النَّارِ فَأَنْقَذَكُمْ مِنْهَا ۗ كَذَٰلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ. آل عمران:103
شَرَعَ لَكُمْ مِنَ الدِّينِ مَا وَصَّىٰ بِهِ نُوحًا وَالَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ وَمَا وَصَّيْنَا بِهِ إِبْرَاهِيمَ وموسى وَعِيسَىٰ ۖ أَنْ أَقِيمُوا الدِّينَ وَلَا تَتَفَرَّقُوا فِيهِ ۚ كَبُرَ عَلَى الْمُشْرِكِينَ مَا تَدْعُوهُمْ إِلَيْهِ ۚ... سورة الشورى آية 13
وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ ۖ وَاصْبِرُوا ۚ إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ (الأنفال) 46
أنَّ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعًا لَسْتَ مِنْهُمْ فِي شَيْءٍ إِنَّمَا أَمْرُهُمْ إِلَى اللَّهِ ثُمَّ يُنَبِّئُهُمْ بِمَا كَانُوا يَفْعَلُونَ. (الأنعام) (159)
إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِهِ صَفًّا كَأَنَّهُمْ بُنْيَانٌ مَرْصُوصٌ سورة الصف الآية (4)
الخ...
الوحدة في فكر ومفهوم الرئيس عبد الناصر
- يؤكد الرئيس جمال عبد الناصر قائلا: إن الذين يحاولون طعن فكرة الوحدة العربية من أساسها مستدلين بقيام خلافات بين الحكومات العربية، ينظرون إلى الأمور نظرة سطحية، إن مجرد وجود هذه الخلافات هو فى حد ذاته دليل على قيام الوحدة، إن هذه الخلافات تنبع من الصراع الاجتماعى فى الواقع العربي، واللقاء بين القوى التقدمية الشعبية فى كل مكان من العالم العربي، والتجمع الذى تقوم به العناصر الرجعية والانتهازية فى العالم العربي هو الدليل على وحدة التيارات الاجتماعية التي تهب على الأمة العربية، وتحرك خطواتها وتنسقها عبر الحدود المصطنعة.
إن التقاء القوى التقدمية الشعبية على الأمل الواحد فى كل مكان من الأرض العربية، وتجمع القوى الرجعية على المصالح المتحدة فى كل مكان من الأرض العربية هو فى حد ذاته دليل على الوحدة أكثر مما هو دليل على التفرقة، إن مفهوم الوحدة العربية تجاوز النطاق الذى كان يفرض التقاء حكام الأمة العربية ليكون من لقائهم صورة للتضامن بين الحكومات،
إن مرحلة الثورة الاجتماعية تقدمت بهذا المفهوم السطحي للوحدة العربية، ودفعت به خطوة إلى مرحلة أصبحت فيها وحدة الهدف هي صورة الوحدة.
إن وحدة الهدف حقيقة قائمة عند القواعد الشعبية فى الأمة العربية كلها، واختلاف الأهداف عند الفئات الحاكمة هو صورة من صور التطور الحتمي الثوري واختلاف مراحله بين الشعوب العربية، لكن وحدة الهدف عند القواعد هي التي ستتكفل بسد الفجوات الناشئة من اختلاف مراحل التطور.
إن وحدة الأمة العربية قد وصلت فى صلابتها إلى حد أنها أصبحت تتحمل مرحلة الثورة الاجتماعية، ولا يمكن أن تدل أساليب الانقلاب العسكري، ولا أساليب الانتهازية الفردية، ولا أساليب الرجعية المتحكمة على شيء إلا على أن النظام القديم فى العالم العربي يعاني جنون اليأس، وأنه يفقد أعصابه تدريجياً وهو يسمع من بعيد فى قصوره المعزولة وقع أقدام الجماهير الزاحفة إلى أهدافها.
إن وحدة الهدف لابد أن تكون شعار الوحدة العربية فى تقدمها من مرحلة الثورة السياسية إلى الثورة الاجتماعية، ولابد أن ينبذ الشعار الذي جرت تحته مرحلة سابقة من النضال الوطني؛ هى مرحلة الثورة السياسية ضد الاستعمار، إن الاستعمار الآن غير مكانه ولم يعد قادراً على مواجهة الشعوب مباشرة، وكان مخبأه الطبيعي بحكم الظروف داخل قصور الرجعية
إن الوحدة لا يمكن - بل ولا ينبغي - أن تكون فرضاً فإن الأهداف العظيمة للأمم يجب أن تتكافئ أساليبها شرفاً مع غايتها، ومن ثم فإن القسر بأي وسيلة من الوسائل عمل مضاد للوحدة، إنه ليس عملاً غير أخلاقي فحسب؛ وإنما هو خطر على الوحدة الوطنية داخل كل شعب من الشعوب العربية، ومن ثم بالتالي فهو خطر على وحدة الأمة العربية فى تطورها الشامل،
وليست الوحدة العربية صورة دستورية واحدة لا مناص من تطبيقها، ولكن الوحدة العربية طريق طويل قد تتعدد عليه الأشكال والمراحل وصولاً إلى هدف أخير، إن أي حكومة وطنية فى العالم العربي تمثل إرادة شعبها ونضاله فى إطار من الاستقلال الوطني هي خطوة نحو الوحدة، من حيث أنها ترفع كل سبب للتناقض بينها وبين الآمال النهائية فى الوحدة، إن أي وحدة جزئية فى العالم العربي - تمثل إرادة شعبين أو أكثر من شعوب الأمة العربية - هي خطوة وحدوية متقدمة تقرب من يوم الوحدة الشاملة، وتمهد لها وتمد جذورها فى أعماق الأرض العربية
إن مثل هذه الظروف تمهد الطريق للدعوة إلى الوحدة الشاملة، وإذا كانت الجمهورية العربية المتحدة ترى فى رسالتها العمل من أجل الوحدة الشاملة، فإن الوصول إلى هذا الهدف ليساعد عليه وضوح الوسائل التي لابد من تحديدها تحديداً قاطعاً وملزماً فى هذه المرحلة من النضال العربي.
إن الدعوة السلمية هي المقدمة والتطبيق العلمي لكل ما تضمنه الدعوة من مفاهيم تقدمية للوحدة، هي الخطوة الثانية للوصول إلى نتيجة محققة، إن استعجال مراحل التطور نحو الوحدة يترك من خلفه كما أثبتت التجارب فجوات اقتصادية واجتماعية تستغلها العناصر المعادية للوحدة كى تطعنها من الخلف.
إن تطور العمل الوحدوي نحو هدفه النهائي الشامل يجب أن تصحبه بكل وسيلة جهود عملية لملء الفجوات الاقتصادية والاجتماعية الناجمة من اختلاف مراحل التطور بين شعوب الأمة العربية، هذا الاختلاف الذى فرضته قوى العزلة الرجعية والاستعمارية.
إن جهوداً عظيمة وواعية يجب أن تتجه أيضاً إلى فتح الطريق أمام التيارات الفكرية الجديدة حتى تستطيع أن تحدث أثرها فى محاولات التمزيق، وتتغلب على بقايا التشتت الفكري، الذى أحدثه ضغط ظروف القرن التاسع عشر والنصف الأول من القرن العشرين، وما تركتها دسائسها ومناوراتها من رواسب تحجب الرؤية الصافية فى بعض الظروف، والجمهورية العربية المتحدة - وهى تؤمن بأنها جزء من الأمة العربية - لابد لها أن تنقل دعوتها والمبادئ التي تتضمنها لتكون تحت تصرف كل مواطن عربي، ولا ينبغي الوقوف لحظة أمام الحجة البالية القديمة التي قد تعتبر ذلك تدخلاً منها فى شئون غيرها، وفى هذا المجال فإن الجمهورية العربية المتحدة لابد لها أن تحرص على ألا تصبح طرفاً فى المنازعات الحزبية المحلية فى أى بلد عربي، إن ذلك أمراً يضع دعوة الوحدة ومبادئها فى أقل من مكانها الصحيح، وإذا كانت الجمهورية العربية المتحدة تشعر أن واجبها المؤكد يحتم عليها مساندة كل حركة شعبية وطنية، فإن هذه المساندة يجب أن تظل فى إطار المبادئ الأساسية تاركة مناورات الصراع ذاته للعناصر المحلية تجمع له الطاقات الوطنية، وتدفعه إلى أهدافه وفق التطور المحلى وإمكانياته، كذلك فإن الجمهورية العربية المتحدة مطالبة بأن تفتح مجال التعاون بين جميع الحركات الوطنية التقدمية فى العالم العربي، إنها مطالبة بأن تتفاعل معها فكرياً من أجل التجربة المشتركة، لكنها فى نفس الوقت لا تستطيع أن تفرض عليها صيغة محددة لصنع التقدم.
إن مسئولية الجمهورية العربية المتحدة فى صنع التقدم وفى تدعيمه وحمايته تمتد لتشمل الأمة العربية كلها، إن الأمة العربية لم تعد فى حاجة إلى أن تثبت حقيقة الوحدة بين شعوبها، لقد تجاوزت الوحدة هذه المرحلة، وأصبحت حقيقة الوجود العربي ذاته،
يكفي أن الأمة العربية تملك وحدة اللغة التي تصنع وحدة الفكر والعقل،
ويكفي أن الأمة العربية تملك وحدة التاريخ التي تصنع وحدة الضمير والوجدان،
ويكفي أن الأمة العربية تملك وحدة الأمل التي تصنع وحدة المستقبل والمصير.
وسؤالنا الطبيعي هنا:
أين هو الأختلاف والفارق بين أبعاد الدين الأسلامي السمح، وأبعاد الرئيس عبد الناصر في الحرية والعدالة الأجتماعية والوحدة؟
اين هي الشيوعية التي يتهمونه بها زورا وظلما وعدوانا معتمين بذلك على محاربته الشديدة لها وملصقين به أتهامات ما أنزل الله بها من سلطان؟
علما بأن الرئيس جمال عبد الناصر أثار غضب أمين عام الأتحاد السوفياتي ليونيد بريجنيف حين قال له:
" أن اشتراكيتنا العربية تختلف تماما عن أشتراكيتكم العلمية التي تنكر الدين، ولكننا نحن شعوب متدينة. نحن مسلمون.. أنا مثلا أتردد على المسجد وأصلي.
وحين هاجم وبعنف، نظيره السوفيتي خرشوف من داخل المسجد الأموي الكبير فى العاصمة السورية دمشق يوم 16 مارس عام 1959.. قائلا:
«دفاع خرشوف عن الشيوعيين فى بلادنا أمر لا يمكننا قبوله، ويعتبر تحديا لإجماع الشعب فى وطننا.. إننا لن نبيع بلادنا لا بملايين الدولارات، ولا بملايين الروبلات، وخرشوف حر فيما يقول ويفعل فى الاتحاد السوفيتي، أما نحن فلسنا تحت وصاية أحد.
ومن خطاب الرئيس جمال عبد الناصر في ١٣/٣/١٩٥٩
من دمشق بعد جنازة شهداء ثورة العراق
نسمعه يخاطب الجماهير قائلا:
" إن الشيوعيون عملاء لأنهم رضوا لأنفسهم أن يبيعوا بلادهم للأجنبي، وأن يتلقوا التعليمات لينفذوها، وإن الحزب الشيوعي هنا فى سوريا إنما كون من العملاء الذين كانوا يتلقون الوحي من خارج بلادهم، بل يتلقون أيضاً الأموال من خارج بلادهم. وكلنا نعرف أن الشيوعيون عملاء، ولن نقبل - أيها الإخوة - بأي حال من الأحوال أن يحكمنا العملاء؛ لأننا حينما آلينا على أنفسنا أن نتخلص من أعوان الاستعمار، آلينا على أنفسنا أيضاً أن ينتهي عهد العملاء، وانتهى فى بلادنا عهد العملاء. ونرجو الله لشعب العراق الذي هب ليخلص بلده من أعوان الاستعمار فى العام الماضي وتخلص من أعوان الاستعمار، أن يتمكن من أن يتخلص أيضاً من العملاء وأن يتمتع بالحرية والاستقلال....".
أو حين قال لأن الشيوعية – أيها الإخوة – تؤمن بالإلحاد وتؤمن بالتبعية، ونحن نؤمن بالله وبدينه وبرسوله
وحين هاجم أحد زعماء منظمة دول عدم الأنحياز وهو الرئيس اليوغسلافي تيتو بأسلوب خارج عما تعودنا عليه قال فيه:
" تيتو يعطينا خده لنقبله، ويعطى مؤخرته للرأسماليين الغربيين"
هذا ويؤكد الرئيس عبد الناصر قائلا:
الاشتراكية ليست مذهبا بل هي دليل عمل. وعندما نقول اشتراكية عربية فإننا نعنى التطبيق، أو بمعنى آخر فإننا نبني اشتراكيتنا على أساس عملي وواقعي وليس على مجرد شكل نظري، وهناك بعض اختلافات بالطبع بين تطبيقنا للاشتراكية وبين تطبيقات أخرى؛ فنحن نؤمن بالله ونتمسك بعقائدنا الدينية، ولا نؤمن بسيطرة طبقة واحدة، ونحن نؤمن بالديمقراطية لجميع الشعب، ولا نؤمن بالقضاء على طبقة بوسائل العنف، كما نؤمن بحل المتناقضات بالوسائل السلمية، وما زلنا نسير فى هذا الاتجاه بعد أن قطعنا فيه شوطاً طويلاً بنجاح
- أين هي دمويته حين فجّر في 23 يوليو 1952 أعظم ثورة بيضاء بالتاريخ؟
- أين هي ديكتاتوريته وظلمه حين أعترف بكل صدق ونزاهة وشفافية قائلا:
عندما تتعارض الثورة مع شبابها فأن الثورة على خطأ. وأفرج عن الطلاب الذين اعتقلتهم الشرطة المصرية لأشتراكهم بمظاهرات عام 1968
والجواب الوحيد عندي هو:
أسألوا عن الحل المبين عند المفترين من المتأسلمين عملاء الأنكليز، وأقطاب الرجعية العربية عملاء الولايات المتحدة الأمريكية، وأسالوا أرباب الصهيونية العالمية، والماسونيين، والمعترفين، والمطبعين مع الكيان الصهيوني الغادر، وجميع أحفاد الشياطين علهّم يخرجون من جهلهم وورطتهم التاريخية في تماديهم وتطاولهم على قيمة وقامة أبو العرب وأبو آسيا وأبو أفريقيا وأبو أمريكا اللاتينية وأبو الفقراء، والغلابى، والعمال الكادحين، وأبو المظلومين في كل بقاع الأرض الزعيم الخالد جمال عبد الناصر....
وأخيرا لا آخرا لا يسعني ألا ان أتقدم منكم صديقاتي واصدقائي في هذه الصفحة قائلا لكم بعيد ثورة 23 يوليو 1952 وقائدها العظيم والدنا جمال عبد الناصر
عذرا على طول هذا المقال مع أن الثورة تستحق أكثر من ذلك بكثير كثير
وكل عام يمر على ثورة القائد جمال عبد الناصر ورفاقه الضباط الأحرار، والأمة الأسلامية والعربية بخير وبمزيد من الأمل والعمل على الخلاص من انياب تلك الذئاب المحيطة بنا من المحيط الى الخليج.. وكيف لا؟.. ما دام فينا أجيال تردد بعد أجيال وبالرغم من الخيانات، والمطبات، والأنحرافات، والنكسات:
د. نبيل علبي
عضو مجلس القادة المؤسسين لحركة الناصريين المستقلين-قوات المرابطون
أمانة الشؤون الأستراتيجية والتاريخية.