- ℃ 11 تركيا
- 25 ديسمبر 2024
أوراسيا ريفيو: الإسلاموفوبيا تشوه صورة الهند شعبيا في الخليج
أوراسيا ريفيو: الإسلاموفوبيا تشوه صورة الهند شعبيا في الخليج
- 10 نوفمبر 2022, 4:45:07 م
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
رأي "حسن الحسن" زميل وباحث مشارك في المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية عن الشرق الأوسط، أن موقف حزب "بهاراتيا جاناتا" وقيادته غير المتسامح تجاه الإسلام والمسلمين يشوه صورة الهند شعبيا بشكل متزايد في دول الخليج.
ولفت في تحليل نشره موقع "أوراسيا ريفيو" أن هذا التشويه، يأتي وإن ظل الضرر جراء ذلك على مستوى العلاقات الرسمية بين البلدين محدودا بعض الشيء بسبب المصالح المتبادلة.
واستشهد "الحسن" بتوجيه دول الخليج الست (البحرين والكويت وعمان وقطر والسعودية والإمارات) انتقادات قوية ونادرة للحزب الحاكم في الهند "بهاراتيا جاناتا" (قومي هندوسي) بسبب تنامي ظاهرة الإسلاموفوبيا (الرهاب المرضي من الإسلام).
وجاءت الانتقادات على خلفية تصريحات مسيئة للنبي محمد أدلت بها المتحدثة باسم القومي الهندوسي الحاكم "نوبور شارما" في مناظرة متلفزة في يونيو/ حزيران المنصرم.
علاقات رسمية وثيقة
وأشار "الحسن" إلى أن العلاقات الرسمية بين نيودلهي والعواصم الخليجية الست وصلت لذروتها خلال حكم رئيس الوزراء الحالي الهندي الحالي وزعيم حزب "بهاراتيا جاناتا"
واستشهد المحلل بالترحيب الحار والتكريم الذي حظي به "مودي" في الرياض وأبوظبي والمنامة، حتى بعد أن أقدمت حكومته في أغسطس/آب 2019 على إلغاء المادة 370 من دستور البلاد والتي تمنح سكان "جامو وكشمير"، منذ 1974، الحكم الذاتي والحق في دستور خاص يكفل لهم عملية صنع القرار بشكل مستقل عن الحكومة المركزية.
ينظر مودي إلى دول الخليج على أنها أهداف لأجندته الدبلوماسية الدينية العالمية، على أمل استخدام بناء المعابد الهندوسية أو المعابد في الخارج لتحسين شعبيته بين دائرته القومية الهندوسية.
وبالفعل، وضع "مودي" في عام 2018، حجر الأساس لأول معبد هندوسي رسمي في الإمارات. وفي عام 2019، أطلق مشروعًا بقيمة 4 ملايين دولار لتجديد معبد هندوسي عمره 200 عام في البحرين والذي خصص أرضًا لبناء معبد هندوسي ثانٍ.
في المقابل، تنظر دول الخليج العربي إلى الأجندة القومية الهندوسية لحزب بهاراتيا جاناتا على أنها ثمن زهيد مقابل علاقات أوثق مع الهند، وقوة صاعدة، وإحدى دول مجموعة العشرين الاقتصادية.
منذ منتصف العقد الأول من القرن الحادي والعشرين، طورت دول الخليج علاقات أوثق مع أكبر شركائها التجاريين في آسيا - الصين والهند واليابان وكوريا الجنوبية.
ومنذ صعود الأمير "محمد بن سلمان" لمنصب ولي العرش في السعودية، لم تعد المملكة تعتبر نفسها نصيرًا للقضايا الإسلامية العالمية كما فعلت في الماضي، حيث يعتزم ولي العهد على تحويل بلاده إلى قوة اقتصادية تتجاوز النفط، معتمداً جزئياً على بناء شراكات مع القوى الاقتصادية مثل الهند للوصول إلى المعرفة والتكنولوجيا.
في غضون ذلك، استثمر "مودي"، الذي يتمتع بأغلبية قوية في البرلمان، وقتًا وجهدًا أكبر في رعاية تعاون الهند مع دول الخليج أكثر مما استثمره أسلافه. وقام رئيس الوزراء الهندي بزيارات رسمية إلى كل دول الخليج باستثناء الكويت، وأجرى محادثات رفيعة المستوى مع القادة.
تشويه وتقويض
وذكر المحلل أن التصريحات المنفردة المسيئة للنبي "محمد" من قبل المتحدثة باسم القومي الهندوسي الحاكم "نوبور شارما" عبر المناظرة التليفزيونية، تقوض استراتيجية مودي تجاه الخليج وتقلبها رأسا على عقب.
في 5 يونيو/حزيران 2022، أدانت قطر والكويت تصريحات "شارما" وطالبت الحكومة الهندية باعتذار، وحذت دول الخليج الأخرى حذوها.
في الكويت، ظهرت تقارير عن مقاطعة وشيكة للمنتجات الهندية حيث تم إزالة صور للمنتجات الهندية من أرفف السوبر ماركت على وسائل التواصل الاجتماعي.
وبالنظر إلى أن استجابة حكومة مودي وتحركها السريع لاحتواء الأزمة عبر قيامها بتعليق عضوية في الحزب، فمن غير المرجح أن تؤدي هذه التصريحات المعادية للإسلام إلى شل علاقات الهند مع الإمارات أو السعودية أو عمان أو البحرين.
وفي غضون ذلك، سعت منظمة التطوع الوطنية الهندية (راشتريا سوايامسيفاك سانج) منظمة يمينية هندية وقومية هندوسية شبه عسكرية تطوعية، إلى طمأنة المسلمين بأنهم لن يواجهوا أي خطر من الجماعات القومية الهندوسية.
ومع ذلك، فمن المرجح أن تظل الكويت وقطر الاستثناء إزاء الهند في الخليج، وذلك بسبب أن المعارضة الإسلامية القوية في الكويت ودعم قطر للإسلام السياسي والجماعات الإسلامية قد يقيدان علاقات البلدين الخليجيين مع الهند طالما أن حكومة مودي تتبع أجندة قومية هندوسية، على قول "الحسن".
على الرغم من أن الضرر الذي لحق بعلاقات الهند مع شركائها الخليجيين الرئيسيين لا يزال محدودًا، فإن موقف حزب بهاراتيا جاناتا غير المتسامح تجاه الإسلام والمسلمين يشوه صورة الهند بين الناس العاديين
فبعد تصريحات "شارما"، انتشرت دعوات لمقاطعة التجارة مع الهند، كما تداولت مقاطع فيديو لمتجر كويتي يسحب المنتجات الهندية من أرففه. شجبت مقالات الرأي في الصحف العربية من مختلف الايدولوجيات السياسية تحول الهند نحو الاستقطاب الديني.
يعمل النشطاء والمؤثرون على وسائل التواصل الاجتماعي على زيادة الوعي بالسياسات الوحشية لحكومة "مودي"، مطالبين بممارسة الضغط على الحكومات في الخليج للتعبير عن انتقادها لنهج الحزب القومي الحاكم.
وبينما كان يُنظر إليها ذات مرة على أنها جارة نابضة بالحياة ومتعددة، أصبحت تنتشر مقاطع الفيديو والصور للمسلمين الهنود الذين تعرضوا للانتهاكات على أيدي السلطات والعصابات اليمينية المتطرفة بشكل روتيني في الخليج..
تسبق العلاقات الثقافية والهجرة والتجارية التي تربط الهنود وعرب الخليج نمو التعاون الدبلوماسي الرسمي. في حين أن العلاقات الرسمية للهند مع دول الخليج قد تكون سليمة، فإن تلطيخ صورة الهند بين الناس العاديين في الخليج يمكن القول إنها نتيجة أكثر إثارة للقلق.