المجاعة تطرق أبواب كل بيت

أهالي غزة يلجأون إلى لحم السلاحف لمواجهة الجوع مع استمرار الحصار الإسرائيلي

profile
  • clock 19 أبريل 2025, 2:37:35 م
  • eye 463
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01
تعبيرية

في ظل الحصار الإسرائيلي المشدد على قطاع غزة، وفي ظل غياب البدائل الغذائية، لجأ بعض سكان القطاع لتناول لحم السلاحف كمصدر بديل للبروتين، في مشهد يعكس مدى الكارثة الإنسانية التي يعيشها أهالي القطاع منذ اندلاع الحرب في أكتوبر 2023.

وجبة اضطرارية: طهي السلاحف على نار الحطب

مع شحّ اللحوم والخضروات، قامت السيدة ماجدة قنان، البالغة من العمر 61 عامًا، بطهي لحم السلحفاة لأسرتها للمرة الثالثة، بعد أن اضطروا للنزوح إلى خيمة في خان يونس جنوب القطاع. قالت قنان: "كان الأطفال يخافون من شكل السلحفاة، فقلت لهم إنها لذيذة مثل لحم العجل. بعضهم أكلها، والبعض الآخر رفض".

يُغسل اللحم بالطحين والخل، ثم يُطهى مع البصل والفلفل والطماطم والتوابل فوق نار الحطب، في غياب الغاز ووسائل الطهي الحديثة.

أزمة إنسانية غير مسبوقة في ظل الحصار الإسرائيلي

ومنذ إعادة فرض الحصار الإسرائيلي الكامل في 2 مارس، والذي دخل أسبوعه السادس، تحذر الأمم المتحدة من أسوأ أزمة إنسانية تمر بها غزة منذ بدء الحرب. أكثر من 22,000 مريض بحاجة إلى العلاج خارج القطاع عاجزون عن السفر، و12,500 مريض سرطان مهددون بالموت، و350,000 مريض مزمن لا يحصلون على أدويتهم الأساسية.

وفي الوقت ذاته، تم تدمير 3,700 كيلومتر من الطرق، واستُهدفت 232 منشأة إيواء، مما أدى إلى تشريد أكثر من مليوني شخص، وتلف أكثر من 111,000 خيمة.

المجاعة تطرق أبواب كل بيت

وحذرت 12 منظمة إغاثة دولية من أن "المجاعة لم تعد خطرًا بل أصبحت واقعًا سريع التحقق". وقالت ماجدة قنان: "لا يوجد معابر مفتوحة ولا توجد مواد غذائية في السوق. كيسان صغيران من الخضروات يكلفان 80 شيكلًا (22 دولارًا) ولا يوجد لحم".

وبحسب عبد الحليم قنان، أحد الصيادين في غزة، فإن لجوء السكان إلى أكل السلاحف يأتي بعد نفاد كل مصادر البروتين. وأضاف: "لم نتوقع يومًا أن نأكل سلحفاة. لكن لا يوجد لحم أو دجاج أو خضار. السلاحف البديل الوحيد".

الاحتلال يستخدم التجويع كسلاح حرب

أعلنت منظمة الصحة العالمية أن بعض السكان باتوا يأكلون طعام الحيوانات، والعشب، ويشربون مياه الصرف الصحي. وبدورها، اتهمت حركة حماس إسرائيل باستخدام "التجويع كسلاح" عبر منع دخول المساعدات.

من جهته، أعلن وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت أن بلاده ستواصل منع دخول المساعدات إلى غزة، دون التطرق إلى المجاعة والمعاناة الجماعية التي يعيشها سكان القطاع.

معاناة بلا نهاية

وبينما تستمر المعارك وتتعثر جهود الإغاثة، تتفاقم الكارثة الإنسانية يومًا بعد يوم. ومع استمرار انقطاع الإمدادات من الغذاء والدواء والماء، يبدو أن سكان غزة باتوا يواجهون المجاعة وجهًا لوجه، مع خيارات محدودة للحياة.

 

التعليقات (0)