تكبير الخط تصغير الخط

عنوان مقالي هذا أثار بالقطع دهشتك! فنحن مازلنا في الربع الأول من هذا العام، ومع ذلك أقول لك أن ما حدث قبل أيام هو الأغرب في السنة كلها ولن يأتي حدث آخر أكثر غرابة منه! 

طيب إزاي؟ وليه؟ وما هو هذا الحدث؟ 

وأشرح ما أعنيه قائلا أن تونس البلد العربي الذي كان أول ما شهد ما يسمى بالربيع العربي، وهي الدولة الوحيدة التي نجحت ثورتها واستمرت حتى أنها حصلت على جائزة نوبل للسلام قبل سنوات بسبب إتفاق الفرقاء هناك على استمرار المسيرة، وكانت الخلافات بينهم على أشدها، وعندما استولى الجيش على السلطة في مصر عام 2013 خشى البعض أن يتكرر هذا السيناريو من جديد في تونس والجزائر، ولذلك أجمعت الأحزاب هناك على إدانة ما جرى ببلادنا، واشتد رفضها لسيطرة العسكر بعد مذبحة رابعة، ولم يكن هناك أي فارق في ذلك بين الأحزاب الإسلامية والعلمانية، والنظرة هناك إلى الإنقلاب في مصر ورئيسه سيئة جداً، وتدخل الجيش عندهم في السياسة خط أحمر! مع العلم أن المنظمات الدولية أعتبرت تونس الدولة الوحيدة في العالم العربي كله التي فيها حريات حقيقية وديمقراطية متكاملة. 

وفجأة حدث ما لم يتوقعه أحد أبدا، قام رئيس تلك الدولة "الحرة" التي ترفض مختلف القوى فيها ما جرى ببلادنا بزيارة مصر التي يحكمها الإستبداد السياسي، وأثنى على رئيسها، وهذا يؤكد أن تونس "الحرة" فيها حاجة غلط والحلو مايكملش وفي بلاد الديمقراطية الحقيقية لا يمكنك أن تجد رئيسها في واد، والشعب كله والقوى السياسية في واد آخر.. وأسألك أليس ما جرى حدث سياسي غريب من نوعه بل وغريب جدا كمان!!