- ℃ 11 تركيا
- 26 ديسمبر 2024
د.أشرف الصباغ يكتب :جولة بايدن
د.أشرف الصباغ يكتب :جولة بايدن
- 4 يونيو 2021, 11:07:16 ص
- 1013
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
جولة الرئيس الأمريكي جو بايدن في أوروبا ستبدأ قريبا. وهذه محاولة لتوصيف هذه الجولة التي تعتبر الأولى لبايدن خارج الولايات المتحدة. ومحاولة التوصيف هذه لكي لا يتلاعب إعلام وصحافة "العباسية" بعقول الناس ويوهمهم بخزعبلاته وحساباته الضيقة وغير الدقيقة...
أولى الجولات الخارجية للرئيس الأمريكي جو بايدن ستشمل لقاءات مع زعماء بريطانيا وتركيا وروسيا، إضافة إلى لقاء بروتوكولي مع بعض الملكات والملوك.
في الحقيقة، بايدن يعتزم لقاء رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون في 10 يونيو الجاري قبل أن يحضر قمة مجموعة السبع الكبار في الفترة من 11 إلى 13 يونيو في "كورنوال" في بريطانيا، حيث سيعقد اجتماعات ثنائية مع زعماء آخرين في المجموعة. أي أن الرئيس الأمريكي سيلتقي زعماء كثيرين خلال الأيام الثباثة الأولى من جولته.
وبالطبع سيلتقي بايدن والسيدة الأولى جيل بايدن أيضا بالملكة إليزابيث في قلعة وندسور في 13 يونيو.
ومن المقرر أن يغادر بايدن بعد ذلك إلى بروكسل لحضور قمة حلف شمال الأطلسي في 14 يونيو، حيث سيلتقي بالرئيس التركي رجب طيب أردوغان ويحضر قمة أمريكية أوروبية هناك في اليوم التالي. وبطبيعة الحال سيلتقي مع زعماء أوروبيين كثيرين. وستجري مناقشات ثنائية وجماعية لرأب الصدع وإصلاخ بعض مما هدمته إدارة ترامب السابقة، أو على الأقل محاولات لإعادة واستعادة الثقة المتبادلة.
وفي بلجيكا، من المقرر أن يلتقي بايدن مع الملك فيليب ورئيس الوزراء ألكسندر دي كرو.
وضمن هذه الجولة، أو على الأرجح في نهايتها، سيلتقي بايدن مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين يوم 16 يونيو في جنيف.
وبمناسبة لقاء بايدن وبوتين، فقد صادق المجلس الفيدرالي (الغرفة العليا) للبرلمان الروسي، في 2 يونيو الجاري، على انسحاب البلاد من "اتفاقية السماء المفتوحة" الخاصة بالرقابة على التسلح، وذلك بعد انسحاب الولايات المتحدة منها في العام الماضي إبان فترة وجود إدارة دونالد ترامب في البيت الأبيض. وصوت المجلس الفيدرالي بالإجماع على مشروع القانون الذي قدمه الرئيس فلاديمير بوتين، وسبق أن تبناه مجلس الدوما (الغرفة الأدنى للبرلمان)، في الشهر الماضي، حيث صوت بالإجماع أيضا.
وبعد مصادقة كلا مجلسي البرلمان الروسي على مشروع هذا القانون، من المقرر أن يرفع إلى الرئيس فلاديمير بوتين للتوقيع عليه، كي يصبح قانونا ويدخل حيز التنفيذ. وبعد ذلك ستبلغ روسيا جهتي الإيداع في الاتفاقية (وهما كندا والمجر) رسميا بانسحابها من "السماء المفتوحة"، وسيتم تعليق عضويتها في الاتفاقية رسميا بعد ستة أشهر من ذلك.
وكانت هذه الاتفاقية التي أبرمت عام 1992 وانضمت إليها روسيا عام 2001 تسمح بتحليق طائرات مراقبة في أجواء الدول الأعضاء الثلاثين، بهدف تعزيز التفاهم المتبادل والثقة عن طريق منح جميع الأطراف دورا مباشرا في جمع المعلومات عن القوات العسكرية والأنشطة التي تهمها. بذلك تصبح "السماء المفتوحة" ثاني اتفاقية دولية في مجال الرقابة على الأسلحة يتم إيقاف مفعولها، بعد فسخ معاهدة التخلص من الصواريخ متوسطة وقصيرة المدى المبرمة عام 1987 بين موسكو وواشنطن.
كل ذلك جرى خلال الأيام الأخيؤرة، وقبيل لقاء بايدن مع بوتين في قمة تحشد لها روسيا إعلاميا وتحمل أجندتها عشرات ومئات البنود التي لن تناقش بالفعل. ولكن موسكو تحشد من أجل امتلاك أوراق للمزايدة والمعايرة واللعن والتعديد والإدانة والشجب. فالإدارة الأمريكية تعرف جيدا ماذا تريد من روسيا، وتعرف كيف تجعل روسيا تستجيب للإغراءات وتحقيق بعض المصالح الصغيرة. ثم تعود "ريما لعادتها القديمة" وتبدأ واشنطن مجددا بالضغط على موسكو من أجل جولة أخرى من تحقيق المصالح الأمريكية.
وفي الحقية، موسكو تنظر إلى قمة بايدن- بوتين بحذر، حيث قال وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف إن بلاده لا تنتظر أي قرارات تاريخية من هذه القمة، بينما قال الكرملين إنه من السابق لأوانه الحديث عن توقيع أي وثائق بين الجانبين. هذا في حين ترى تقارير روسية بأنه من المستبعد أن يحدث أي اختراق في الملفات الأساسية، وعلى رأسها قضايا الحريات في روسيا وملف ألكسي نافالني والأزمة الأوكرانية وشبه جزيرة القرم. وذلك في إشارة إلى ان العقوبات الأمريكية والأوروبية على روسيا ستبقى مستمرة.
لماذا تذهب روسيا للقاء الولايات المتحدة وهي تعرف أن اللقاء لن يسفر عن أي اختراقات أو توقيع وثائق؟! لا أحد يدري!!!
لماذا تعتقد موسكو أن قمة بايدن وبوتين هي الأهم، بينما هناك لقاءات أهم وأخطر لبايدن مع زعماء أكثر من 35 دولة، بينها دولتان نوويتان، و6 دول من أقوى اقتصادات العالم وهي (ألمانيا وفرنسا وبريطانيا واليابان وإيطاليا وكندا) والتي تشكل مع الولايات المتحدة مجموعة السبع الكبار؟!