- ℃ 11 تركيا
- 19 نوفمبر 2024
أسرار الهزيمة الأمريكية يكشفها "البرج ٢٢"
أسرار الهزيمة الأمريكية يكشفها "البرج ٢٢"
- 30 يناير 2024, 11:23:34 ص
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
يشير الوضع الميداني لتلقي الأمريكيين ضربة موجعة على يد المقاومة العراقية ليس بسبب دقة الضربة التي وجهت لقواعدهم، بل لأهمية هذه القواعد وتحصيناتها والتقنيات المزودة بها، إضافة لانكشاف الأغراض التي أوجدت من أجلها، ومن بينها البرج 22 الذي جرى قصفه.
وكانت النتيجة مقتل عدد غير محدد من الجنود الأمريكيين ويرجح أن الحصيلة تجاوزت الـ7 قتلى، بينهم ضباط متخصصين، ومعهم عشرات الجرحى معظمهم بحالة حرجة، مما ولد ردود فعل كبيرة على مستوى المؤسسة العسكرية والأمنية، وصلت إلى إحاطة رئاسية وتصريحات بدت أنها مبالغ فيها، فلماذا كان رد فعل الأمريكيين بكل هذا التوتر وعدم الاتزان، وهل توجد أسباب خفية وراء ردود الأفعال هذه؟؟ وماذا تعني العملية وما هي تداعياتها ؟؟!!
للإجابة يجب أن نفهم خصوصية البرج 22، حيث يقع في مكان استراتيجي مهم بالأردن في أقصى الشمال الشرقي عند التقاء حدود الأردن مع سوريا والعراق، أو ما يعرف بالمثلث العراقي الأردني السوري.
والغرض كما تشير المعلومات المسربة التي لا يعرف تفاصيلها سوى القلة القليلة، حيث يضم الموقع عددا صغيرا من الجنود الأمريكيين، وهذه القلة تكشف الأهمية القصوى، فهم من نخبة الاستخبارات العسكرية والمسؤولين عن استخلاص المعلومات ومقاطعتها والكشف عن الأهداف وملاحقتها وتجنيد العملاء في كلا من سوريا والعراق.
وقد اضطلعت القاعدة المعروفة بالبرج 22 بدور رئيسي في الحرب على تنظيم داعش، وبعكس ما كان يروج أن أميركا تحارب التنظيم، فقد كانت موقعا لاجتذاب قياداتهم ووضع الخطط لتحركاتهم وتنقلهم بين الجانبين العراقي والسوري.
ولا يتوقف الأمر عند هذا الحد، حيث تدار عمليات استراتيجية للكشف عن التواجد العسكري الإيراني في شرق سوريا، ومن المرجح أنها مركز قيادة خلفي مؤمن كانت تستخدمه عناصر السي اي ايه والموساد لإسناد ودعم عمليات مشبوهة في العراق وإيران، وكان لضباط الارتباط فيها دور في تتبع حركات الشهيدين الجنرال قاسم سليماني وأبي مهدي المهندس رغم عدم وجود تأكيدات بهذا الخصوص.
البرج 22 طالما كان مركز عمليات وإسناد للقوات الأميركية في التنف، وجرى مؤخرا توظيفه لتتبع منفذي العمليات التي تقوم بها فصائل المقاومة العراقية في المنطقة، وإرسال المعلومات والإحداثيات عن أماكن تواجدهم، وليس غريبا أن تصدر الأوامر لتنفيذ عمليات اغتيال مدبرة تستهدفهم بمساعدة بعض العملاء المحليين وهو ما يفسر حماسة من يسندونهم إعلاميا الذين يستقون معلوماتهم وتوجيهاتهم من غرف العمليات النفسية في هذا الموقع التجسسي الحصين.
إن عملية استهداف هذه القاعدة مثلت نقطة تحول كبيرة في مسلسل المواجهة المباشرة بين فصائل المقاومة العراقية والغزاة الأمريكيين، الذين ثبتت لهم، حجم إمكانياتها وجهدها الاستخباري، وقدراتها الدقيقة في توجيه ضربات ماحقة موجعة لمواقعهم السرية، والكشف عن حقيقة وغايات هذا الوجود الاستعماري الداعم والمساند للكيان الصهيوني المجرم.
وبعيدا عن أي حسابات أخرى، فالضربة بحد ذاتها كانت عملا شجاعا يستحق الإشادة، رغم ارتفاع الأصوات النشاز التي تصور الأمريكيين كحماة للأمن في العراق، وهو أمر باطل لا يستسيغه كل حر غيور يفهم حقيقة الأمريكيين، الذين لا يعيرون وزنا للضعفاء والمستسلمين ولا يردعهم غير القوة وضربات المقاومين الأشاوس.