تكبير الخط تصغير الخط

أكد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، أنه يتوجب على مجموعة الدول الثماني الإسلامية (D-8) أن تبدي رد فعل أقوى تجاه الانتهاكات التي تهدد استقرار المنطقة.

وقال أردوغان، في تغريدة نشرها عبر حسابه الرسمي بمنصة "إكس"، اليوم الخميس: "أتمنى أن تكون النتائج التي ستخرج بها الجلسة الخاصة لقمة D-8 بشأن الوضع في فلسطين ولبنان ذات خير للشعوب الفلسطينية واللبنانية والسورية".

وشدد أردوغان على أن الحكومة الإسرائيلية، بتشجيع واضح من الولايات المتحدة ودعم غير مباشر من العديد من الدول الغربية، تواصل توسيع هجماتها بشكل متزايد.

وأشار الرئيس التركي إلى أنه بعد لبنان، أصبحت سوريا أيضاً هدفاً للتوسع الإسرائيلي.

وتابع: "نشهد خطوات إسرائيلية تتجاهل تماماً وحدة الأراضي السورية، بما في ذلك توسيع المستوطنات غير القانونية في مرتفعات الجولان".

وأردف: "بصفتنا دولاً إسلامية، يجب أن نقود المبادرات لاتخاذ خطوات ضد إسرائيل".

وزاد: "لقد حصلت مبادرتنا لوقف بيع الأسلحة لإسرائيل على دعم من 52 دولة ومنظمتين دوليتين، بما في ذلك عضوين دائمين في مجلس الأمن".

وشدد أردوغان على أنه قبل كل شيء، من الضروري فرض حظر على بيع الأسلحة لإسرائيل، وإنهاء التجارة معها، وعزلها دولياً.

ولفت إلى أنه في المدى القصير، أصبح الوصول إلى وقف دائم لإطلاق النار في غزة أكثر أهمية من أي وقت مضى.

وأضاف: "علينا جميعاً أن نتحمل مسؤولياتنا في هذا الصدد. أما هدفنا طويل الأمد، فيجب أن يكون بدء عملية تفاوض لتحقيق حل الدولتين".

وتابع: "يجب أن ندعم بقوة المفاوضات التي تجريها قطر ومصر بشأن تحقيق وقف إطلاق النار، للوصول إلى نتيجة في أقرب وقت ممكن".

وأعرب أردوغان عن أمله أن يؤدي تحقيق وقف إطلاق النار في لبنان وانهيار نظام الأسد في سوريا إلى بداية فترة أكثر إيجابية.

وأوضح أنه في ظل الظروف الصعبة التي يمر بها لبنان، يجب أن نقف جميعاً إلى جانب إخوتنا هناك.

وأضاف: "وصلت إجمالي شحنات المساعدات الإنسانية التي أرسلتها بلادنا إلى لبنان إلى ما يقرب من 1,500 طن".

وزاد: "كما هو الحال في فلسطين، يجب ألا نسمح باستمرار الانقسامات السياسية في لبنان".

وأردف: "علينا أن نقود جهود تطوير ديناميكيات جديدة لتحقيق السلام الداخلي في فلسطين ولبنان وسوريا".

وشدد أردوغان على أن أعضاء مجموعة الدول الثماني الإسلامية (D-8)، يجب أن يعملوا جميعاً بجدية أكبر لتحقيق سلام عادل ودائم في المنطقة.

كان الرئيس التركي قد وصل إلى العاصمة المصرية القاهرة، اليوم، لحضور فعاليات القمة الحادية عشرة لمنظمة الدول الثماني النامية للتعاون الاقتصادي بالعاصمة الإدارية.

وفي تغريدة سابقة، قال الرئيس التركي: "عقدنا القمة الحادية عشرة لرؤساء الدول والحكومات في مجموعة الدول الثماني الإسلامية (D-8) في العاصمة المصرية، القاهرة".

وأكد أردوغان أن أهمية المبادئ المؤسسة للمنظمة والمتمثلة في السلام والحوار والتعاون والعدالة والمساواة، أكثر وضوحاً اليوم بعد مرور ما يقارب ربع قرن على تأسيسها.

وأوضح أردوغان أنه في ظل تصاعد الصراعات والأزمات والحروب، فإن المؤسسات المكلفة بضمان الأمن والاستقرار العالمي للأسف لا تقوم بمسؤولياتها.

وأشار إلى أن المؤسسات الاقتصادية العالمية إما غير قادرة على التكيف مع الواقع الحالي أو تجد صعوبة في تقديم الدعم المطلوب.

وأضاف: "آمل أن تكون القرارات التي سنتخذها في قمتنا خلال هذه الفترة الحساسة دليلاً لنا في حل المشاكل التي نواجهها".

وتابع: "يمثل موضوع اجتماعنا حول الشباب والمشروعات الصغيرة والمتوسطة (KOBİ) المحرك الرئيسي للتقدم الاقتصادي الذي حققته بلادنا على مدار الـ22 عاماً الماضية".

ونوّه أردوغان إلى أن تركيا، بصفتها عضوا في المجموعة، يتألف جزء كبير من سكانها، الذي يزيد عن مليار نسمة، من الشباب.

وزاد: "نحن في تركيا ندرك أن التنمية المستدامة لا يمكن أن تتحقق إلا من خلال المشاركة القصوى للشباب في الاقتصاد".

وأشار الرئيس التركي إلى أن حكومته تنفذ مشاريع وبرامج تهدف إلى تطوير المهارات التكنولوجية والرقمية وروح المبادرة لدى شبابنا.

وأردف: "بالمثل، أعتقد أنه ينبغي علينا استخدام إمكانيات مجموعة D-8 الحالية بشكل أكثر فعالية لدعم المشروعات الصغيرة والمتوسطة".

كما شدد أردوغان على أن انضمام أذربيجان، التي حققت إنجازات هامة في السنوات الأخيرة، يجعل المنظمة أقوى اليوم مما كانت عليه بالأمس.

وأضاف: "أقول لأذربيجان الشقيقة: مرحباً بكم في عائلة مجموعة D-8".

ولفت الرئيس التركي إلى المنطقة والعالم يشهدان أحداثاً هامة، منوها أن الشعب السوري بحاجة إلى الوحدة والتضامن والمصالحة، وإلى النهوض السريع ببلاده التي أرهقتها الحروب.

وتابع: "نحن كجيران وأشقاء نحاول المساهمة في تحقيق الاستقرار في سوريا خلال هذه المرحلة الصعبة".

وأكد أردوغان أن تطلعاته الصادقة تتمثل في بناء سوريا خالية من الإرهاب، يعيش فيها جميع المجموعات الدينية والطائفية والعرقية جنباً إلى جنب بسلام.

وأوضح أنه يتعين على أعضاء مجموعة D-8 الوقوف إلى جانب أشقائنا السوريين في نضالهم الصعب هذا.