تكبير الخط تصغير الخط

باستثناء منع بث الصلوات في وسائل الإعلام بالسعودية، تعود أجواء شهر رمضان المبارك إلى دول الخليج هذا العام، بعد غياب غالبية مظاهرها خلال العامين الماضيين.
يأتي ذلك بعدما قررت السلطات في دول الخليج الست تخفيف تدابير فيروس "كورونا"، بما يشمل السماح بعودة الطقوس والروحانيات والموائد الخاصة بالشهر.
ومنعت تدابير كورونا رواد رمضان في عامي 2020، و2021، من طقوس وروحانيات معتادة دينيا وشعبيا، فألغت عربيا تجمعات الإفطار بالمنازل وموائدها بالشوارع والمساجد، كما حظرت كليا وجزئيا الاعتكاف والتراويح وانتقلت تأديتها للبيوت.
غير أن شهر الصوم في هذا العام والمتوقع فلكيا في 2 أبريل/نيسان المقبل، يعود مع إطلالة جديدة، سمحت دول عربية بإقامة بعض مظاهره التي حظرها الوباء.
ومن المنتظر أن يعود الاعتكاف والتهجد والتراويح والدروس الرمضانية في المساجد وموائد الإفطار وخيامها الشهيرة بالشوارع والأماكن المغلقة، والأنشطة التراثية والفنية المرتبطة بالمناسبة بكامل طاقتها.
وتشهد دول الخليج في الشهور الأخيرة انخفاضاً ملحوظاً في معدل الإصابات والوفيات بفيروس كورونا، ما سمح بتخفيف الإجراءات الوقائية فيها.
وفيما يلي أبرز القرارات والتوجيهات في دول الخليج بشأن الطقوس الرمضانية العائدة هذا العام كالتالي:

1- سلطنة عمان
في 28 مارس/آذار الجاري، قررت وزارة الأوقاف والشؤون الدينية العُمانية عودة إقامة صلاة التراويح في المساجد خلال شهر رمضان المبارك، بعد انقطاع عامين بسبب جائحة كورونا.
وأكدت الوزارة، في بيان، أن وزير الأوقاف والشؤون الدينية كلف الوعاظ والمشرفين الدينيين بإمامة المصلين لصلاة التراويح للمساجد والجوامع التي ليس بها أئمة.
يأتي ذلك تاليا لقرار السلطات العُمانية، في فبراير/شباط الماضي، تخفيف الإجراءات المرتبطة بمنع تفشي كورونا في عموم البلاد، بعد "تسطح المنحنى الوبائي" واستقرار نسبة الإيجابية للفحوصات.
وشملت قرارات رفع القيود إقامة صلاة الجمعة، واستمرار إقامة الصلوات الخمس، على ألا يتجاوز عدد المصلين 50% من السعة الاستيعابية للمسجد أو الجامع، مع الالتزام بجميع الضوابط الموضوعة.

2- السعودية: عودة الاعتكاف وموائد الإفطار
في 22 مارس/آذار الجاري، أعلنت السعودية عودة الاعتكاف للحرمين الشريفين (المسجدين الحرام والنبوي) في رمضان، عقب تخفيف إجراءات مواجهة كورونا بعد منع عامين في 9 مارس/آذار 2020 و6 أبريل/نيسان 2021.
وللسبب ذاته، عادت مشاريع إفطار الصائمين في المملكة، وأصدرت وزارة الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد ضوابط بشأنها في 22 مارس/آذار الجاري من بينها الترخيص المسبق.
هذه العودة للكثير من الطقوس الروحانية التي تميز الشهر الفضيل، لم ينغصها سوى قرار وزارة الشؤون الإسلامية السعودية، في 23 مارس/آذار الجاري، بحظر استخدام الكاميرات الموجودة في المساجد لتصوير الإمام والمصلين أثناء الصلاة، وكذلك نقل الصلوات أو بثها في الوسائل الإعلامية بشتى أنواعها.
وهي الخطوة التي أثارت غضبا وجدلا واسعا من سعوديين على مواقع التواصل، والذين تساءلوا مستنكرين عن منع بث الصوات فيما يتم التوسع في بث المسلسلات وحفلات الترفيه.
3- الإمارات: عودة خيام الإفطار
أعلنت الإمارات في 14 مارس/آذار الجاري عن بروتوكول عودة نشاط خيام "إفطار صائم" لشهر رمضان تزامنا مع إجراءات تخفيف التدابير مثل إلغاء التباعد الجسدي.
كذلك، أتاحت دائرة الموارد البشرية لحكومة دبي في الإمارات للجهات الحكومية تطبيق أنظمة الدوام المرن والعمل عن بُعد، خلال شهر رمضان؛ وبما يتماشى مع القرارات المنظمة للعمل المرن ونظام العمل عن بُعد، في الحكومة، وبما يضمن استمرار تقديم الخدمات، وحسن سير العمل.
4- الكويت: عودة موائد رمضان
أعلنت وزارة الصحة الكويتية في 14 مارس/آذار عن مباركتها لعودة شهر رمضان بكامل حلته وأنشطته هذا العام، مع السماح بعودة الموائد الرمضانية وحملات "إفطار الصائم"، مع "استمرار لتحسن مؤشرات الوضع الوبائي في البلاد".
وفي 6 مارس/آذار، قال وكيل وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية الكويتية "فريد عمادي"، عقب اجتماع بمناسبة شهر رمضان، إن "المساجد ستستقبل جمهور المصلين في صلاة التراويح والقيام كما كان معتادا قبل الجائحة (بنسبة 100%)"، وفق بيان نقلته صحيفة "القبس" المحلية.
وفي 12 مارس/آذار، نقلت الصحيفة ذاتها، عن مصادر لم تسمها قولها إن "الاعتكاف سيعود إلى المساجد هذا العام، إضافة إلى الدروس والمواعظ".
5 – البحرين: عودة المجالس الرمضانية
أعلن الفريق الوطني للتصدي لفيروس كورونا في 28 مارس/آذار، الشجيع على إقامة تجمعات المجالس الرمضانية (عائلية وأصدقاء) في المناطق الخارجية، بعد حظر في رمضان 2020، وتحولها عن بعد في 2021.
كما أعلنت إدارة الاوقاف السنية عن فتح مصليات النساء بالمساجد خلال شهر رمضان، لأداء صلاة التراويح والتهجد، بعد منع عامين.
6- قطر: توجه إلى عودة الخيم والتراويح
صحيفة "الشرق" القطرية (خاصة)، رصدت في تقرير عن شهر رمضان نشرته بتاريخ 19 مارس/آذار، الأجواء المرتقبة في هذا الشهر "تزامنا مع انخفاض عدد الحالات وارتفاع معدلات التطعيم".
وتوقعت أن تشهد المساجد عودة لصلاة التراويح بعد أن اقتصرت في رمضان الماضي عام 2021 على المنازل، ومشاركة محدودة (5 أشخاص) في جامع الإمام محمد بن عبدالوهاب.
كما توقعت "عودة الأجواء الرمضانية في الأماكن العامة والخيم الرمضانية والتجمعات في المطاعم على موائد الإفطار والسحور بطاقة استيعابية كاملة بدلا من محدودة التي شهدتها المطاعم في رمضان الماضي".
وبنت هذا التوقع على استمرار قرارات صادرة بعضها في مارس/آذار الجاري منها تخفيف القيود مثل إلغاء التباعد في صلوات الفروض والجمعة، وفتح مصليات النساء ورفع القيود المفروضة على الطاقة الاستيعابية والعدد المسموح به بالأماكن المفتوحة والمغلقة.