تكبير الخط تصغير الخط

فجرها الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بتلاعب سياسي من خلال سؤال حيلي يطرحه على الطلبة الجزائريين والأجانب في باريس: هل كانت هناك أمة قبل الاستعمار الفرنسي للجزائر؟

طبعا الرد سيكون بالمرصاد على سؤال كهذا، سؤال يشكك في هُوية بلد بأكمله بلد كالجزائر التي لو سألت شعبها سؤال ماكرون فكأنما قال لك أحد إن هذا ليس منزلك أنت هم بنوه وأنت استوطنت فيه. 

وعلى سيرة الاستيطان أتذكر الآن محاورا مغربيا في حصة تلفزيونية يقول فيها بالقَسَم إن الجزائر تكونت تماما كما تكونت إسرائيل ولا فرق بينهما؛ ما يعني أن الجزائري مستوطن مثل الإسرائيلي. 

ولننظر من زاوية أخرى، كيف نقنع سائلا بأن هذه الجزائر أمة قائمة بذاتها قبل الاستعمار الفرنسي وفي تلك الحقبة كانت ممثلة سياسية وتاريخية بارعة تلعب دورها باحتراف وبنعومة اسمها تركيا؟ ولو رجعنا خطوات إلى ما وراء تركيا نجد الحملات الصليبية للتدخل الإسباني في الجزائر، وقس على ذلك حسب الترتيب التسلسلي للتدخلات الأجنبية بقَبول أو عن كراهية. وأشير هنا إلى أننا لن نتطرق إلى أسباب الاحتلالات على الجزائر بقدر ما نتساءل فعليا هل كانت هناك جزائر أصلا أم مجموعة جزر أصبحت مع مرور الزمن جزائر كما يقول البعض!

وهل لك أن تقتنع بالكينونة المستقلة للدولة إذا قلت لك إن الجزائر من أشهر دول العالم التي تعاقبت على تاريخها العديد من العواصم والحضارات أبرزها النوميدية والبيزنطية والقرطاجية والفينيقية والرومانية والأمازيغية وغيرها فأيهم أصل للجزائري الأصلي إذا كان حتى المغرب الآن ينسب لنفسه العديد من قادة الجزائر كالأمير عبد القادر وغيره.. 

بالمختصر التاريخ ليس أهلا للتصديق المطلق، أصل الجزائري هو الإنسان وأصل الإنسان هو الإنسان بعينه.