- ℃ 11 تركيا
- 13 نوفمبر 2024
74 أسيرا شهيدا نتيجة الإهمال الطبيّ... آخرهم أبو حميد الذي أمضى معظم حياته معتقلا
74 أسيرا شهيدا نتيجة الإهمال الطبيّ... آخرهم أبو حميد الذي أمضى معظم حياته معتقلا
- 21 ديسمبر 2022, 3:01:37 ص
- 345
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
باستشهاد الأسير ناصر أبو حميد (50 عامًا)، ارتفع عدد الشهداء الأسرى، الذين استشهدوا داخل سجون الاحتلال الإسرائيلي، نتيجة سياسة الإهمال الطبيّ، التي تنتهجها سلطات الاحتلال، إلى 74 أسيرا، منذ عام 1967.
وأول الشهداء الأسرى، كان الأسير خليل الرشايدة من بيت لحم، الذي استشهد عام 1968، من جرّاء تعرّضه لنوبة قلبية وعدم تقديم العلاج اللازم له.
واستشهد الأسير أبو حميد، وهو من مخيم الأمعري، في مشفى "أساف هروفيه"، جرّاء سياسة الاهمال الطبي المتعمد التي تتبعها إدارة سجون الاحتلال بحق الأسرى المرضى. وبدأت الحالة الصحية للأسير أبو حميد بالتدهور بشكل واضح منذ شهر آب/ أغسطس 2021، حيث بدأ يعاني من آلام في صدره إلى أن تبين بأنه مصاب بورم في الرئة، وتمت إزالته وإزالة قرابة 10 سم من محيط الورم، ليُعاد نقله إلى سجن "عسقلان"، ما أوصله لهذه المرحلة الخطيرة، ولاحقا وبعد إقرار الأطباء بضرورة أخذ العلاج الكيميائي، تعرض مجددا لمماطلة متعمدة في تقديم العلاج اللازم له، إلى أن بدأ مؤخرا بتلقيه، بعد انتشار المرض في جسده.
ورفضت محكمة الاحتلال طلبات الإفراج المبكر عن الأسير المريض بالسرطان أبو حميد، وذلك رغم الحالة الصحية الحرجة جدًا التي كان يواجهها.
وبحسب نادي الأسير فإن نحو 600 أسير مريض في سجون الاحتلال ممن تم تشخيصهم على مدار السنوات الماضية، يواجهون أوضاعا صحية صعبة، بينهم نحو 200 يعانون أمراضا مزمنة، من بينهم 24 أسيرا مصابون بالأورام والسّرطان بدرجات مختلفة.
وبالإضافة إلى الأسير أبو حميد، استشهدت الأسيرة سعدية فرج الله (68 عاما) في تموز/ يوليو من العام الجاري، نتيجة لسياسة الإهمال الطبي المتعمد.
وأكد نادي الأسير أن الأسيرة فرج الله كانت تعاني من أمراض مزمنة عدة، بينها السكري والضغط ومشكلات في القلب، وأن جلسة محكمة عقدت للأسيرة قبل أيام من استشهادها حضرت خلالها على كرسي متحرك، وكان محاميها قد طالب إدارة سجون الاحتلال بضرورة عرضها على طبيب مختص، بعد أن أثبتت الفحوص الطبية ارتفاع السكري والضغط لديها وتراجع وضعها الصحي.
وحذر نادي الأسير في بيان سابق صادر عنه من التزايد في حالات الإصابة بالأورام، ومنهم من تأكد من تشخيصه بشكل نهائي، وآخرون ينتظرون أن تجرى لهم مزيد من الفحوص الطبية للتأكد من نوع الورم المصابين به.
وأشار إلى أن "إدارة السجون" تتعمد إعلام الأسير بالمرض بإصابته بالمرض، بعد أن يكون المرض قد وصل إلى مرحلة متقدمة، كما جرى مع الشهيد حسين مسالمة، وغيره من الأسرى الذين استشهدوا في سجون الاحتلال أو بعد تحررهم بفترات وجيزة.
ولفت نادي الأسير إلى أن عيادة سجن "الرملة" التي يُطلق عليها الأسرى "المسلخ"، شاهد على الموت اليومي الذي يعيشونه. وكان من بين الأسرى الذين احتجزوا فيه لسنوات واستشهدوا، الأسرى: بسام السايح، وسامي أبو دياك، وكمال أبو وعر، وغيرهم من الذين واجهوا السرطان وسياسة القتل البطيء على مدار سنوات.
والأسير كمال أبو وعر (46 عاما)، استشهد في 10-11-2020 جراء الإهمال الطبي المتعمد. وأصيب الأسير أبو وعر بسرطان الحنجرة نهاية عام 2019، وتفاقم وضعه الصحي جرّاء ظروف الاعتقال القاسية التي تعرض لها، وأعلنت إدارة سجون الاحتلال عن إصابته بفيروس "كورونا"، بعد أن جرى نقله من سجن "الجلبوع" حيث كان يقبع في حينه، إلى أحد مستشفيات الاحتلال، وأجريت له عملية جراحية لوضع أنبوب تنفس له، ونقلته إدارة السجون ضمن إجراءاتها التنكيلية، وبعد فترة وجيزة إلى ما يسمى بسجن "عيادة الرملة"، ليرتقي شهيدا في مشفى "أساف هروفيه".
وجريمة الإهمال الطبي، تضاف إلى سياسة التعذيب كأبرز السياسات التي أدت إلى استشهاد عدد من الأسرى، بما في ذلك من أدوات قمعية، وتنكيلية كثيفة، تستخدمها إدارة السجون بحقّ الأسرى؛ فكان استشهاد الأسير عزيز عويسات (53 عاما) من جبل المكبر في القدس، الذي استشهد في سجون الاحتلال، في 20 من أيار/ مايو عام 2018، نتيجة تدهور حالته الصحية بسبب تعرّضه للتعذيب والإهمال الطبي المتعمد داخل السجن.
وقالت هيئة الأسرى إن جريمةً بشعة ومتعمدة ارتكبت بحق الأسير الشهيد عزيز عويسات، الذي تعرض لضرب مبرح ومميت أدى إلى استشهاده.
احتجاز جثامين شهداء أسرى
ويواصل الاحتلال احتجاز جثامين عشرة أسرى شهداء، أقدمهم الشهيد الأسير أنيس دولة من قلقيلية الذي استشهد في سجن عسقلان عام 1980، وعزيز عويسات منذ عام 2018، وفارس بارود، ونصار طقاطقة، وبسام السايح وثلاثتهم، استشهدوا خلال عام 2019، وسعدي الغرابلي، وكمال أبو وعر خلال عام 2020، والأسير سامي العمور الذي استشهد عام 2021، والأسير داوود الزبيدي الذي استشهد العام الجاري، ومحمد ماهر تركمان الذي استشهد خلال هذا العام في مستشفيات الاحتلال.
وباستشهاد ناصر أبو حميد يرتفع عدد شهداء الحركة الأسيرة إلى 233 شهيدا، منذ عام 1967، بالإضافة إلى مئات من الأسرى الذين استشهدوا بعد تحررهم متأثرين بأمراض ورثوها من السجون.
ويبلغ عدد الأسرى في سجون الاحتلال اليوم نحو 4700 يقبعون في 23 سجنا ومركز توقيف وتحقيق، بينهم 33 أسيرة يقبعن في سجن "الدامون" و150 طفلا وقاصرا، في سجون ("عوفر"، و"مجيدو"، و"الدامون"). فيما بلغ عدد الأسرى الإداريين 835، بينهم 4 أطفال، وأسيرتان.
شهيد "بدأ اعتقاله منذ كان طفلا"
وفي حديث لمراسل "عرب 48"، عمر دلاشة، أكد الشقيق الأكبر للأسير الشهيد، ناجي أبو حميد، أن "العائلة تنتظر تسلّم جثمان الشهيد ناصر، حيث يتم التنسيق بين السلطة الوطنية والصليب الأحمر مقابل سلطات الاحتلال"، لإتمام ذلك.
وحول آخر لقاء له بالشهيد، قال أبو حميد: "أمس (الإثنين) كان آخر لقاء لنا بالشهيد، وكان في حالة غيبوبة، وقبلها أيضا، التقينا به قبل 12 يوما، وكانت حالته صعبة، ولكننا تمكنا من وداعه".
وأضاف: "كانت رسالته واضحة وقالها منذ ثلاثة شهور، وهي أنه ذاهب حتّى نهاية الطريق، وإنه مطمئنّ وواثق في قضيته، وهو فخور بأن خلفه شعبا عظيما لن ينسى قضيته وقضية الأسرى"، لافتا إلى أن الأسير الشهيد "كان مؤمنا بقضاء الله وقدره؛ كما كان مسلِّما بقدر الله، ويحمد الله أنه سيستشهد".
وحول ظروف العائلة بعد استشهاد ناصر، قال أبو حميد: "نحن عائلة مؤمنة صابرة بقضاء الله وقدره. مرّت العائلة منذ شهور بظروف صعبة، فنحن كنا على علم بتدهور الحالة الصحية للأسير ومستوى الإهمال الصحي الذي تعرّض له"، من قِ[ل سلطات الاحتلال.
وفي ما يتعلّق بفترات أسْر الشهيد، قال أبو حميد: "أمضى ناصر معظم حياته في السجن، فقد بدأ اعتقاله منذ كان طفلا، حيث أمضى شهورا (معتقلا في سجون الاحتلال) وهو لا يزال ابن الـ11 عاما".
وأضاف متحدّثا عن اعتقال شقيقه: "في أول أيام شبابه أيضا أمضى سنوات رهن الاعتقال أثناء فترة الانتفاضة الأولى، واعتُقل في الانتفاضة الثانية عام 2002، وحُكم عليه بالسجن المؤبد 7 مرات وفوقها 50 عاما".