- ℃ 11 تركيا
- 25 ديسمبر 2024
33 عاما على غزو العراق للكويت.. نقطة تحول تاريخية لمنطقة الخليج
33 عاما على غزو العراق للكويت.. نقطة تحول تاريخية لمنطقة الخليج
- 3 أغسطس 2023, 12:20:16 م
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
سلط موقع "ذا ميديا لاين" الضوء على الذكرى 33 لغزو العراق للكويت، في 2 أغسطس/آب 1990، مشيرا إلى أن الحدث مثل نقطة تحول تاريخية لمنطقة الخليج.
وذكر الموقع، في تقرير ترجمه "الخليج الجديد"، أن القوات العراقية توغلت بالكويت في الساعات الأولى من صباح 2 أغسطس/آب 1990، ليغزو أكثر من 100 ألف جندي عراقي، تدعمهم 700 دبابة، البلد الخليجي الصغير، ويضموها فعليًا إلى بلادهم.
وأضاف أن إذاعة الكويت أعلنت، في أول نشرتها الإخبارية بيوم الغزو، أن "القوات العراقية بدأت في الساعة الثانية صباحا بالتوقيت المحلي بانتهاك حدودنا الشمالية ودخول أراضي الكويت واحتلال مواقع داخل الكويت".
وعقب الاعلان انطلقت موسيقى وطنية وصدرت دعوات للكويتيين "للدفاع عن أرضهم"، لكن سرعان ما طغت القوة العسكرية العراقية على قوات الدفاع الكويتية، التي تراجعت بعد تدمير أغلبها إلى المملكة العربية السعودية.
وفي غضون ساعات، سقطت العاصمة الكويتية، وفر أمير الكويت الشيخ، جابر الأحمد الصباح، وعائلته وقادة حكوميون آخرون إلى السعودية.
وبعد هذا الاحتلال السريع، أنشأت القوات العراقية على الفور حكومة إقليمية، وهدد الرئيس العراقي، صدام حسين، بتحويل مدينة الكويت إلى "مقبرة" إذا تجرأت أي دولة أخرى على تحدي غزوه.
وإزاء ذلك، تحرك القادة، حول العالم، لعزل العراق سياسياً واقتصادياً، ما تسبب في ارتفاع أسعار النفط بالأسواق العالمية. وبضم الكويت، سيطر العراق على 20% من احتياطي النفط في العالم.
ويلفت "ذا لاين"، في هذا الصدد، إلى أن النفط جاء في خلفية الأسابيع التي سبقت غزو الكويت، إذ اتهمت حكومة العراق نظيرتها الكويتية بإغراق السوق العالمية بالنفط وطالبت بتعويض عن النفط المنتج من حقل نفط متنازع عليه على حدود البلدين.
وفي نفس يوم الغزو، ندد مجلس الأمن، التابع للأمم المتحدة، بالإجماع تحرك العراق وطالب بالانسحاب الفوري من الكويت. وفي جلسة طارئة، فرض المجلس "حظراً عالمياً على التجارة مع العراق".
ولم يغير الغزو العراقي للكويت الشرق الأوسط والعالم فحسب، بل فتح الباب أيضًا لعقود من الدمار في منطقة لا تزال تعاني من آثار قرار الرئيس العراقي آنذاك، صدام حسين.
ورداً على التهديد الذي شكله العراق للسعودية بعد غزو الكويت والسيطرة المحتملة التي اكتسبها صدام على معظم احتياطيات النفط في العالم، أعلن الرئيس الأمريكي، جورج دبليو بوش، عن مهمة "دفاعية" لمنع الغزو العراقي للسعودية.
وبدأت هذه المهمة، التي أطلق عليها اسم عملية "درع الصحراء"، في 7 أغسطس/آب 1990، عندما تم إرسال القوات الأمريكية إلى السعودية بناءً على طلب ملكها، فهد بن عبدالعزيز، وفي غضون ذلك حشد صدام حوالي 300 ألف من قواته لاحتلال الكويت.
وبحلول أواخر نوفمبر/تشرين الثاني، كانت الكويت لا تزال تحت الاحتلال العراقي، وأصدر مجلس الأمن الدولي، في 29 نوفمبر/تشرين الثاني، قرارًا يجيز استخدام "جميع الوسائل الضرورية" لإجبار العراق على الخروج من الكويت إذا لم تنسحب قواته بحلول 15 يناير/كانون الثاني 1991.
ورفض صدام سحب قواته من الكويت، واصفا البلد الخليجي بأنه المحافظة التاسعة عشرة في العراق، ما دفع بوش إلى إرسال المزيد من القوات إلى السعودية.
كما شكل بوش تحالفا دوليا، بقيادة الولايات المتحدة، بهدف التدخل العسكري إذا لم يتم الوفاء بالموعد النهائي لانسحاب العراق من الكويت.
وجمع الرئيس الأمريكي ما يقرب من مليون جندي من قوات التحالف في الشرق الأوسط لإنفاذ قرار الموعد النهائي للانسحاب من الكويت، الذي قرره مجلس الأمن الدولي.
وفي 17 يناير/كانون الثاني، بعد انقضاء الموعد النهائي وفشل جميع المبادرات الدبلوماسية، انطلقت عملية "عاصفة الصحراء" بقصف مكثف لأهداف في العراق والكويت.
وبدأت العملية بالهجوم البري في 24 فبراير/شباط، واستمرت 42 يومًا، لتنتهي في 27 فبراير/شباط 1991.
وبعد ذلك بيوم واحد، وبعد 100 ساعة من الهجوم البري الذي أجبر العراق على سحب قواته، تم إعلان تحرير الكويت .
وبعد ما يقرب من 7 أشهر من الاحتلال، وافق العراق أخيرًا على جميع قرارات الأمم المتحدة ولكن بعد تكبده آلاف الضحايا، العسكريين والمدنيين، بالإضافة إلى الأضرار الجسيمة التي لحقت ببنيته التحتية.
وخلفت القوات العراقية وراءها دمارا كاملا، حيث دمرت العديد من أحياء الكويت، وقتلت أو عذبت مئات الكويتيين، وأضرمت النيران في 700 بئر نفط.
وقسم هذا الغزو الدول العربية، حيث شارك الجيشان المصري والسوري في التحالف الدولي لتحرير الكويت، رغم إدانته من قبل دول عربية أخرى.
وفي نهاية المطاف، مهدت حرب الخليج الطريق لوجود أمريكي، أمني وعسكري، أكبر في المنطقة، بلغ ذروته بغزو العراق عام 2003 وأدى إلى الإطاحة بصدام حسين.