يسري عبدالغني : فتحي رضوان : مفكر وطني من طراز فريد

profile
د. يسري عبدالغني ناقد وكاتب
  • clock 5 يونيو 2021, 1:08:34 ص
  • eye 1070
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01

فتحي رضوان (14 مايو 1911 - 2 أكتوبر 1988) زعيم سياسي و صحفي و مفكر مصري. كان وزيرا للإرشاد القومي (الإعلام) في بدايات عهد ثورة يوليو 1952. وقبلها كان عضواً مؤسساً في حزب مصر الفتاة مع أحمد حسين. أنشأ مجلس حقوق الإنسان المصري.

فتحي رضوان اسم قد لا يعرفه كثير من الناس، ولم يسمع عنه معظم شبابنا، اسم غائب حاضر بيننا،اسم ناضل كثيراً من أجل استقلال الوطن، اسم كافح طويلاً من أجل الحريات، اسم له تاريخه الوطني ونضاله المرير منذ الملكية حتى عهد مبارك، اسم معروف لدى السجون المصرية من كثرة اعتقاله في عهد الاستعمار وأعوانه، اسم معروف أيضاً في الأوساط القضائية حيث عمل محامياً ومدافعاً عن القضايا الوطنية، اسم ليس بين أسماء الطبقات الأرستقراطية بالرغم من أنه عاش رئيساً للحزب الوطني الجديد ثم وزيرا في عهد عبد الناصر وبالرغم من ذلك مات فقيراً ذلك لأنه عاش نزيهاً عفيفاً، وليس ذلك فحسب بل اسم عُرف وسط الأدباء بأدبه ووسط المثقفين بسعة أفقه وبين السياسين بحصافة رأيه وبين جموع الشعب مواطناً منهم، اسم سجن وهو ابن السبعين لمطالبتة بالحرية لنفسه ووطنه ولم تشفع له شيبة شعره ولا هزال جسده فاستحق أن يكون بلبلاً نشد الحرية لوطنه الحزين، اسم جدير بأن يكون محل دراسة الدراسين ومعرفة المثقفين.

ولد فتحي رضوان في مدينة المنيا بمحافظة المنيا بتاريخ 14 مايو 1911 ليس من أصل صعيدي غير أن والده كان يعمل مهندساً للري في هذه المدينة، ثم انتقلت الأسرة بعد ذلك بعامين أو ثلاثة إلى القاهرة، واستقر بها المقام في حي السيدة زينب، شارع سلامة حجازي ، وفي هذا الحي تشّرب الوطنية حيث التيارات الوطنية والفكرية التي كان يزخم بها الحي،كما كانت نشأته الوطنية لها أثر عظيم في تكوين شخصيته فكانت أمه من أنصار مصطفى كامل وكانت تنشد لابنها أن يسير على نهج مصطفى كامل، كما أن أخته كانت زعيمة الطالبات في المدرسة السنية.

التحق بالمدرسة الأهلية ثم مدرسةمحمد علي وحصل على الابتدائية عام 1924م، وحصل على الثانوية من إحدى مدارس أسيوط حيث كان والده يعمل هناك.

تعرف منذ الصغر على أحمد حسين التي توطدت بينهما الصلة وصارا أصحاباً، وظلت هذه الصحبة حتى في العمل الوطني حتى انفصلا عن بعضهما البعض عام 1942م.

نبغ فتحي رضوان سياسياً وفكرياً في المرحلة الثانوية، وبعد حصوله على الثانوية التحق بكلية الحقوق عام 1929م وتخرج عام1933م ليعمل في مجال المحاماة.

نشأ فتحي رضوان في بيئة وطنية منذ الصغر، وتكاملت ملكاته السياسية، وهو بالتحاقة بكلية الحقوق وإنشأه مع صديقه أحمد حسين مشروع القرش والذي أحدث هزة في كيان المستعمر، كما عمل على عقد مؤتمر للطلبة غير أن العراقيل وُضعت أمامه ولم يقتصر على ذلك بل عمل على تشجيع الصناعات الوطنية عن طريق المناداة بإنشاء مصنع وطني للطرابيش.

وبعد تخرجه أنشأ مع صديقه حزب مصر الفتاة عام1933م وظل رضوان به حتى عام 1937م حيث اختلف مع صديقه حول بعض الرؤى، وانضم للحزب الوطنى إلا أنه لم يرق له أسلوبه في تعامله مع قضايا الأمة، فأنشأ عام 1944م الحزب الوطني الجديد على مباديء الحزب الوطني الذي أنشأه الزعيم مصطفى كامل، كما أصدر جريدة اللواء الجديد حيث صدر العدد الأول منها في 12نوفمبر1944م وظل الحزب قائماً حتى حُلّت الأحزاب عام 1953م.

تعرض فتحي رضوان للاعتقال كثيراً لمخالفته سياسة المستعمر الإنجليزي وعدم السير في ركابها، ولاعتراضه على بعض تصرفات الملك فاروق. وكما عارض وجود المحتل على أرض وطنه عارض الحكومات التي كانت تسير في ركابه فاعترض على معاهدة 1936م التي عقدها حزب الوفد مع الإنجليز وكانت خزياً وعاراً على مصر، كما اعترض على المفاوضات التى كانت تجريها الحكومات مع المحتل وكان شعاره لا مفاوضات إلا بعد الجلاء، كما كان قريب الصله بالأب الروحى للجيش عزيز المصري .

ولقد شاركه العمل الوطني رجالاً أمثال نور الدين طراف و محمود مكي و أحمد مرزوق و زهير جرانة وغيرهم.

ترشح في الانتخابات النيابية مرتين قبل الثورة ولم ينجح فيهما بسبب التزوير الذي كان يحدث، تمّ اعتقاله بعد حريق القاهرة في 26يناير1952م وظل في المعتقل حتى قيام ثورة 23يوليو 1952م حيث أخرجته حكومة علي ماهر – والتي اختارها الجيش- ليكون وزيراً بها وظل وزيراً للدولة ثم وزيراً للإرشاد القومي (الإعلام حالياً) حتى خرج من الوزارة عام1958م  كما كان نائباً في مجلس الأمة عن دائرة مصر الجديدة. ظل فتحي رضوان مناضلاً ضد سياسات السادات، ومعارضاً لها حتى اعتقل في أحداث سبتمبر 1981. وبعد خروجه عمل على إيجاد لجنة لحقوق الإنسان المصري وعمل بها من أجل أن ينال كل إنسان حريته.

لم يكن فتحي رضوان ذلك السياسي البارع فحسب، ولا المناضل الذي اشتعل قلبه بجذوة الإيمان وفقط، بل كان مثقف الفكر، عذب الحديث. تأثر بتولستوي في تكوين مزاجه الفكري كما تأثر بمصطفى كامل في تكوين ملكاته السياسية.

ولقد أثر فتحي رضوان على العديد من المثقفين في مصر و العالم العربي و ما زال يؤثر.

مؤلفاته

كتب في المسرح والأدب والسيرة والسياسة ومن مؤلفاته:-

72 شهرًا مع عبد الناصر

أسرار حكومة يوليو

الخليج العاشق

حركة الوحدة في الوطن العربي

خط العتبة

دموع إبليس

ديفاليرا

طلعت حرب بحث في العظمة

حلم صغير

محمد الثائر الأعظم

مشهورون ومنسيون

مع الإنسان في الحرب والسلام

موسوليني

نظرات في إصلاح الأداة الحكومية .

وغيرها من المؤلفات و المقالات التي تنم على سعة أفقه الفكري والسياسي.

ظل فتحي رضوان طيلة سبعة وسبعين عاماً مناضلاً من أجل الحرية، وظل كذلك حتى وافته المنية في 2 أكتوبر1988م، ودفن بجوار زعيميه مصطفى كامل و محمد فريد. رحم الله هذا السياسي المناضل والوطني الغيور والمفكر المثقف، وإن كان رحل عنّا بجسده إلا أن وطنيته ستظل شموعاً يستضاء بها نحو إنشاد الحرية.

الاسانيد

كتابه اثنان و سبعون شهر مع عبد الناصر

حياة فتحي رضوان

فتحي رضوان و وزارة الإرشاد القومي

زكريا سليمان بيومي– الحزب الوطنى الجديد 1944 – 1953 (دراسة في أوراق وصحف الحزب) الطبعة الأولى، القاهرة، دار الكتاب الجامعى، 1988م.

طارق البشري– الحركة السياسية في مصر 1945-1952، القاهرة، الهيئة المصرية العامة للكتاب، 1972م

عبد العزيز الدسوقي- فتحى رضوان ... مدخل إلى عالمة الأدبى ،القاهرة، إحتفالية المجلس الأعلى للثقافة بمرور عشر سنوات على وفاة فتحى رضوان ، 15/5/1999م

عبد العظيم رمضان– تصور الحركة الوطنية في مصر،القاهرة ، الهيئة المصرية العامة للكتاب،1998م

غالي شكري– المثقفون والسلطة في مصر، الطبعة الأولى،القاهرة ، دار أخبار اليوم ،1990م

فؤاد دوارة– عشرة أدباء يتحدثون ، القاهرة ، الهيئةالمصرية العامة للكتاب، 1996م.

لطفي عثمان– المحاكم الكبرى في قضية الاغتيالات السياسية ، القاهرة ،دار النيل للطباعة، 1948

محمد الجوادي: التشكيلات الوزارية في عهد الثورة،القاهرة، الهيئة العامة للإستعلامات ، وزارة الإعلام، 1986م.

محمد عبد الرحمن برج– عزيز المصري والحركة الوطنية المصرية، القاهرة ، مركز الدراسات السياسية والاستراتيجية بالأهرام ، 1980م

موسوعة المجاهد الوطني الأستاذ فتحي رضوان شيخ المعارضة في مصر، 10 مجلدات ، مركز الأهرام للتنظيم وتكنولوجيا المعلومات، 2004م.

علي شلبي– مصر الفتاة ودورها في المجتمع المصري 1933-1941– رسالة ماجستير (منشورة)، جامعةعين شمس، كلية آداب ،قسم التاريخ ، 1975م.

نادية بدر الدين أبو غازى – قضية الحرية في المسرح المصرى المعاصر1952 – 1967 ، رسالة ماجستير في العلوم السياسية(منشورة) ، جامعة القاهرة ، كلية الإقتصاد والعلوم السياسية، 1984م

التعليقات (0)