تكبير الخط تصغير الخط

كشفت أوساط عسكرية في دولة الاحتلال عن حادث ميداني أثار توترا مع تركيا خلال عمليات الطواقم الإسرائيلية لإنقاذ ضحايا الزلزال المدمر الذي ضرب جنوب البلاد، مما دفع بأوساط سياسية من الجانبين للتدخل، دون حلّ المشكلة.

يوسي يهوشاع المراسل العسكري لصحيفة "يديعوت أحرنوت"، نقل عن محافل مسؤولة في جيش الاحتلال، أن "حملة الإغاثة التي أرسلتها دولة الاحتلال للمشاركة في مساعدة ضحايا الزلزال رافقها حراس أمن مسلحون من وحدة النخبة المعروفة باسم "شلداغ"، ومعهم أسلحة ووسائل خاصة، ولكن عند وصولهم إلى تركيا، أجبرتهم السلطات على تسليم أسلحتهم، وأعلن المسؤولون الأتراك أمامهم أن هذا غير مقبول في بلادنا، ونتوقع منكم أن تتصرفوا مثل جميع الوفود الأخرى"، مما حدا بالوفد الإسرائيلي للعودة إلى فلسطين المحتلة".

وأضاف في تقرير ترجمته "عربي21" أن "الضباط الإسرائيليين حاولوا التوضيح لنظرائهم الأتراك أن التهديدات للفرق الإسرائيلية مختلفة عن تلك التي تتعرض لها الوفود الأخرى، لكن المحاولات الإسرائيلية باءت بالفشل، وقام حراس الأمن المحليون الأتراك بتنفيذ المهمة، وقال مسؤولون أتراك للإسرائيليين: "أنتم وحدكم الذين طلبوا تأمين أنفسكم، وهذا غير مقبول، وفيما حاول ممثلو السفارة الإسرائيلية في أنقرة التدخل في الأمر، لكنهم تلقوا الإجابة نفس، ولذلك أعلنت بعثة الإنقاذ الإسرائيلية أنها عادت على عجل، في ظل ورود معلومات استخبارية عن تهديد أمني فوري وحقيقي؛ لأنها عملت قرب الحدود السورية في الوقت نفسه الذي تم فيه تلقي الإنذار".

تجدر الإشارة أن الوفد الإسرائيلي ضمّ 150 طبيبا وممرضا وجراحا وطبيب تخدير وفنيي الأشعة السينية وفنيي المختبرات والمسعفين وموظفي الخدمات اللوجستية الطبية، وممثلين عن نجمة داود الحمراء ووزارة الصحة ومنظمات أخرى، وقد أكد متحدث باسم جيش الاحتلال هذه التفاصيل، زاعما أن تأمين الوفد الإسرائيلي تم تحديده بناء على تقييم الوضع، وبحسب اتفاق مع الأتراك.

وتعتبر وحدة شلداغ الإسرائيلية من أكثر الوحدات العسكرية في جيش الاحتلال، التي تنفذ عمليات خاصة من القتل والاختطاف والاغتيال في أنحاء مختلفة من الأراضي الفلسطينية المحتلة والدول العربية المجاورة؛ لأنها تتلقى تدريبات خاصة نخبوية تجعلها أكثر الوحدات ضغطا على الزناد لتنفيذ تصفياتها الجسدية للمطلوبين لها من الفلسطينيين والعرب.

في الوقت ذاته، أكدت صحيفة "يديعوت أحرنوت" أنه "بعد 16 عاما من تعليق رحلات الخطوط الجوية الإسرائيلية إلى تركيا بسبب سلسلة من الأزمات السياسية، أقلعت طائرة تابعة لشركة يسرائير متجهة إلى إسطنبول، وفي وقت لاحق ستدخل طائرات تابعة لشركتي إلعال وأركيع لهذه الخطوط أيضا، فيما زعم السفير التركي في تل أبيب أننا سعداء باستئناف الرحلات".

روعي روبنشتاين أكد في تقرير ترجمته "عربي21" أن "أول طائرة إسرائيلية من طراز إيرباص تابعة لشركة يسرائير على متنها 165 راكبا غادرت مطار بن غوريون إلى إسطنبول، بعد أن توقفت رحلات الشركات الإسرائيلية بينهما بشكل كامل في نهاية عام 2007 بسبب سلسلة من الأزمات السياسية، فيما قدرت وزيرة النقل ميري ريغيف أن الرحلات المباشرة ستزيد من عدد الزيارات السياحية في كلا الجانبين، فيما صرح السفير التركي لدى إسرائيل شاكر أوزكان تورونلر أن الرحلات الجوية لبلاده ستنطلق الشهر المقبل من تل أبيب".

وأضاف أن "إسرائيل تقوم حاليا بتشغيل رحلات إلى إسطنبول فقط، ولكن في الأسابيع المقبلة، ستدخل باقي شركات الطيران وتهبط في وجهات أخرى في تركيا مثل أنطاليا، وقد أصبحت عودة الشركات الإسرائيلية إلى الخطوط التركية ممكنة في نهاية مفاوضات طويلة بينهما، انتهت في تموز/ يوليو 2022 بتوقيع اتفاقيات جديدة بشأن تنظيم الرحلات الجوية،