تكبير الخط تصغير الخط

كشفت صحيفة The Wall Street Journal الأمريكية، الخميس 16 يونيو/حزيران 2022، أن إسرائيل تتعاون سراً مع الولايات المتحدة في تنسيق العديد من الضربات الجوية التي تنفِّذها في سوريا.

ونقلت الصحيفة عن مسؤولون أمريكيين حاليين وسابقين قولهم إن التنسيق يأتي لتنظيم العمل بين الحليفين في ساحة المعركة المزدحمة بالجماعات المسلحة والميليشيات المدعومة من إيران والجيوش الأجنبية.

ووفقاً لتقرير الصحيفة، فإن المسؤولين الأمريكيين أشاروا إلى أن "القيادة المركزية الأمريكية قامت بمراجعة العديد من الضربات الجوية الإسرائيلية في سورية مسبقاً وإقرارها".

غاية التنسيق

المسؤولون أوضحوا أن غاية الولايات المتحدة من ذلك هي منع التشابك بين الغارات الجوية الإسرائيلية والحملة العسكرية التي تقودها الولايات المتحدة على مقاتلي تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) في سوريا.

وتابع المسؤولون: "خلال مناسبتين على الأقل، طلبت الولايات المتحدة من إسرائيل وقف غاراتها الجوية في سورية مؤقتاً، منها خلال الإنزال الذي أدى إلى مقتل زعيم داعش السابق أبو بكر البغدادي".

وتستهدف الضربات الجوية الإسرائيلية بشكل أساسي في سوريا منع وصول أسلحة إيرانية متقدمة لحزب الله اللبناني، وتقليص القوات العسكرية الإيرانية ووكلائها في سوريا.

كان محور تركيز الولايات المتحدة في مراجعتها لخطط إسرائيل هو حملات القوات الإسرائيلية التي تمر بمناطق شرق سوريا بالقرب من حامية "التنف"، وهو موقع عسكري أمريكي يقع بالقرب من الحدود السورية الأردنية على طول إحدى الطرق التي تتخذها إسرائيل لشن هجماتها.

"عملية مدروسة ومُحكَمة الإعداد"

فيما وصف مسؤول أمريكي سابق هذا التنسيق بين الولايات المتحدة وإسرائيل بأنه "عملية مدروسة ومُحكَمة الإعداد"، بينما رفض متحدث باسم الجيش الإسرائيلي التعليق، كما رفضت وزارة الدفاع الأمريكية مناقشة ما ورد.

واشنطن تدعم المساعي الإسرائيلية

في السياق، قال دينيس روس، المبعوث الأمريكي السابق للسلام في الشرق الأوسط، إن الولايات المتحدة تدعم ضمنياً المساعي الإسرائيلية التي ترمي إلى تقويض عمل الإيرانيين في نشر الأسلحة في جميع أنحاء المنطقة، وتعزيز نفوذهم فيها. ومع ذلك "لطالما ترددت الولايات المتحدة في ترك أي بصمات تشير إلى هذا الدعم".

ونادراً ما تعلّق الولايات المتحدة الأمريكية على الضربات الجوية والصاروخية التي تنفذها إسرائيل في مناطق متفرقة في سوريا.

وكانت آخر هذه الضربات، الأسبوع الماضي، حيث استهدفت مدارج مطار دمشق الدولي، وأسفرت عن خروج الأخير عن الخدمة بشكل كامل.

وفي  حين لا تتبنى رسمياً كل هذه الهجمات فإن اسرائيل تقول إن ضرباتها الجوية في سوريا ترتبط بالوجود الإيراني، الذي ينشط في مواقع عسكرية لقوات نظام الأسد.