- ℃ 11 تركيا
- 15 نوفمبر 2024
"وول ستريت جورنال": إيران قدمت ضمانات سرية للولايات المتحدة بعدم اغتيال ترمب
"وول ستريت جورنال": إيران قدمت ضمانات سرية للولايات المتحدة بعدم اغتيال ترمب
- 15 نوفمبر 2024, 7:56:02 م
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
قالت صحيفة “وول ستريت جورنال” الأمريكية إن إيران قدمت ضمانات مكتوبة للإدارة الأمريكية الشهر الماضي بأنها لا تسعى لقتل دونالد ترامب، وفقًا لمسؤولين أمريكيين، في خطوة سرية تهدف إلى تهدئة التوترات بين طهران وواشنطن، بينما يستعد الجمهوري للعودة إلى البيت الأبيض.
وبحسب تقرير للصحيفة الأمريكية، جاءت الرسالة الإيرانية، التي أُرسلت في 14 أكتوبر ولم يتم الكشف عنها سابقًا، ردًا على تحذير أمريكي مكتوب تم إرساله إلى طهران في سبتمبر.
وأكد المسؤولون الأمريكيون أن الرسالة عكست الموقف العلني للإدارة بأن تهديدات استهداف ترامب تشكل قضية أمن قومي رئيسية، وأن أي محاولة لاغتياله ستُعتبر عملاً عدائيًا.
وكانت وزارة العدل قد كشفت الأسبوع الماضي عن اتهامات بأن عملاء إيرانيين خططوا لاغتيال ترامب قبل إعادة انتخابه رئيسًا، فيما وصفه المسؤولون بمحاولات إيرانية مستمرة لاستهداف الرئيس السابق والمستقبلي.
ووجه المدعون الفيدراليون اتهامات لرجل باكستاني مرتبط بإيران في أغسطس، بالتخطيط لقتل ترامب، مما دفع المسؤولين إلى تعزيز أمنه خلال حملته الانتخابية.
وقد تعهدت إيران منذ فترة طويلة بالانتقام من ترامب لقراره بتنفيذ الضربة الجوية الأمريكية في يناير 2020 التي قتلت قاسم سليماني، قائد فيلق القدس المسؤول عن العمليات العسكرية الإيرانية الخارجية.
ويقول المسؤولون الأمريكيون إن إيران سعت أيضًا لاستهداف مسؤولين آخرين في إدارة ترامب كانوا متورطين في عملية سليماني وسياسة الضغط القصوى ضد إيران.
وجاءت الرسالة الإيرانية بعد هجوم صاروخي إيراني على إسرائيل في 1 أكتوبر وقبل أن ترد إسرائيل بضربات جوية على مواقع دفاع جوي إيرانية ومنشآت إنتاج صواريخ في 26 أكتوبر.
وقالت وزارة الدفاع الأمريكية إنها لم تلعب دورًا في الهجوم الإسرائيلي، لكن إدارة بايدن عززت قواتها في المنطقة قبل الضربات الجوية.
ولا يزال ثلاثة مسؤولين شاركوا في سياسة إيران خلال فترة ترامب الأولى، وهم وزير الخارجية مايك بومبيو والمبعوث الخاص لإيران برايان هوك ومستشار الأمن القومي جون بولتون، تحت حماية الخدمة السرية بسبب التهديدات الإيرانية على حياتهم.
وعززت إدارة بايدن حماية ترامب في يوليو، بعد تلقيها معلومات استخباراتية بشأن خطة الاغتيال الإيرانية المزعومة.
ونفت إيران مؤخرًا السعي لاغتيال ترامب، ووصف وزير الخارجية عباس عراقجي المزاعم بأنها “كوميديا من الدرجة الثالثة”.
وقال المسؤولون الأمريكيون إن رسالتهم في سبتمبر كررت التحذيرات السابقة من استهداف ترامب، لكنها جاءت في ضوء المعلومات الجديدة.
وكررت طهران في ردها، الذي لم يُوقع من مسؤول معين، اتهامها لترامب بارتكاب جريمة بأمره قتل سليماني.
ويقول المسؤولون الأمريكيون إنهم واثقون من أن الرسالة وصلت إلى القيادة الإيرانية، لكنهم لم يوضحوا ما إذا كانت قد أُرسلت عبر سويسرا، التي تمثل المصالح الأمريكية في إيران. كما رفضت بعثة إيران في نيويورك التعليق.
وجاءت الضمانات الإيرانية في وقت حاسم قبل الانتخابات الرئاسية الأمريكية.
وأرسل ترامب خلال الأيام الأخيرة من الحملة، رسائل تصالحية بشأن إيران، مؤكدًا أنه رغم معارضته لتطوير إيران أسلحة نووية، فإنه لا يسعى لتغيير النظام أو الدخول في صراع معها.
ويعتقد المقربون من المسؤولين الإيرانيين أن طهران تسعى لتجنب المواجهة مع إدارة ترامب، لكن بعض مسؤولي ترامب تعهدوا بالعودة إلى سياسة الضغط القصوى التي سببت أزمة اقتصادية عميقة في إيران.
وقال علي واعظ، كبير المستشارين في واشنطن بمجموعة الأزمات الدولية: “لا يمكن لإيران أن تقدم عرضًا جادًا للتفاوض بينما تخطط لاستهداف شركائها المحتملين في المفاوضات. الأمر أشبه بمد اليد لعقد صفقة بينما تمسك خنجرًا باليد الأخرى.
وتتخذ إيران حاليًا خطوات أخرى للإشارة إلى رغبتها في التواصل مع الغرب، وهو محور تعهد الرئيس مسعود پزشكيان بتحسين الاقتصاد الإيراني من خلال رفع العقوبات، وتستضيف إيران حاليًا رئيس الوكالة الدولية للطاقة الذرية رافائيل غروسي، في زيارة تهدف لتحسين التعاون مع الوكالة المسؤولة عن مراقبة أنشطتها النووية.
وقد أعرب المسؤولون الغربيون عن قلقهم المتزايد من احتمال تقدم إيران نحو تصنيع سلاح نووي، وهي قضية ستكون من أكبر التحديات التي ستواجه إدارة ترامب القادمة.
وتقدم البرنامج النووي الإيراني بسرعة منذ انسحاب ترامب من الاتفاق النووي لعام 2015 خلال ولايته الأولى، حيث تمتلك إيران الآن ما يكفي من المواد النووية لتصنيع حوالي أربع قنابل ذرية.
وقال المسؤولون الأمريكيون إنه يمكن لإيران أن تنتج سلاحًا نوويًا خلال أشهر.
وقال پزشكيان بعد لقائه غروسي في طهران، إن إيران مستعدة للعمل مع الوكالة لإزالة أي شكوك بشأن برنامجها النووي، وأضاف: “لم نسعَ ولن نسعى لإنتاج أسلحة نووية بأي شكل من الأشكال".
وقال ريتشارد نيفيو، العضو البارز السابق في فريق إدارة بايدن الذي سعى لإحياء الاتفاق النووي، إن ضمانات إيران لن تغير مدى صعوبة إحياء المحادثات بين إدارة ترامب وطهران.
وأوضح نيفيو أن إزالة قضية الاغتيالات قد تساعد في تحسين الدبلوماسية بين واشنطن وطهران، لكنه أضاف: “لا ينبغي أن يخدع أحد نفسه بشأن مدى صعوبة التوصل إلى اتفاق، حتى لو كان بشأن القضية النووية فقط، نظرًا لوضع برنامج إيران النووي والتاريخ المتعلق بالاتفاق".
وول ستريت جورنال