- ℃ 11 تركيا
- 25 ديسمبر 2024
نهلة الدراجي تكتب: القرية النائمة
نهلة الدراجي تكتب: القرية النائمة
- 16 ديسمبر 2023, 9:35:15 ص
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
صورة تعبيرية
في قلب القرية النائمة، ينام سكانها في سلام تام، بعيدًا عن الأحداث السياسية والظلم الذي يطغى على ممالكهم.... يعيشون حياة بسيطة ومستقرة، بعيدًا عن صراعات السلطة والفساد... لا يعرفون شيئًا عن الظلم الذي يتعرضون له ويستمرون في تجاهله، وكأنهم في عالم موازٍ حيث تتوقف الأفعال الظالمة عند أبوابهم.
ومع ذلك، يجب أن نتساءل: هل يمكن للجهل أن يكون مبررًا للتغاضي عن الظلم؟ هل هم حقا في حالة نوم عميق أم أن هناك قوى خفية تحاول تثبيط وعيهم ورغبتهم في التغيير؟
إن دراما الوعي والجهل هي مسرحية تتجاوز حدود الزمان والمكان، فهي رمزية تمثل حالة الإنسان في مجتمعاتنا المعاصرة. فالقرية التي ناسها نيام تمثل المجتمعات التي يهيمن عليها الظلم والاستبداد، والتي يتغاضى أفرادها عنه ويعيشون في حالة من الجهل المريب.
يتصاعد الصراع في المسرحية عندما يُستيقظ أحد السكان، الذي يحمل الشجاعة والرغبة في التغيير، من نومه العميق. يبدأ في استكشاف الحقيقة المرة وراء الحاكم الظالم، يحاول نشر الوعي بين سكان القرية، يتحدث عن الحقوق المسلوبة والحرية المنتهكة.
ولكن يواجه هذا الشخص المثقف مقاومة شديدة. الناس لا يرغبون في الاستيقاظ من سباتهم العميق، فالجهل أصبح ملاذًا آمنًا لهم. يخافون التغيير ويعتقدون أنهم عاجزون عن مواجهة السلطة القمعية. تتفجر الصراعات الداخلية والصراعات الاجتماعية بين الذين يتطلعون للتغيير وبين الذين يتمسكون بالجهل والتسليم للحاكم.
تتطور المسرحية إلى مواجهات درامية ملحمية بين الحق والباطل، بين الوعي والجهل، بين الشجاعةوالخوف. يظهر الصراع الداخلي للشخصيات المختلفة، حيث تتمزق بين الرغبة في الحرية والتغيير وبين الرغبة في الاستقرار والأمان.
في نهاية المسرحية، يتمكن الشخص الذي استيقظ من نومه العميق من إشعال شرارة الثورة الفكرية والاجتماعية في القرية. يتمكن من نشر الوعي وإلهام السكان بالثقة في قدرتهم على التغيير. تتحول القرية التي كانت نائمة إلى مجتمع يتنفس الحرية والعدالة.
تركز هذه المسرحية على الدور الحاسم للفرد في تحقيق التغيير ومواجهة الظلم....
إنها دعوة لنا جميعًا للاستيقاظ من نومنا العميق والتصدي للظلم بشكل فعال، والسعي نحو مجتمع أكثر إنصافًا وتعاونًا.
في عالمنا الحقيقي، يمكننا أن نجد العديد من القرى التي يعيش سكانها في جهل ولا يعلمون شيئًا عن ظلم الحكام. من واجبنا كأفراد متحضرين وواعين أن نسعى لنشر الوعي وتعزيز قيم العدالة والحرية والمساواة. وهي المسؤولية التي يجب أن نتحملها لبناء مجتمع أفضل للجميع.
بقلم
نهله الدراجي