- ℃ 11 تركيا
- 4 نوفمبر 2024
نتنياهو يخطب ود بوتين في أوكرانيا لتخفيف التوتر مع إيران
نتنياهو يخطب ود بوتين في أوكرانيا لتخفيف التوتر مع إيران
- 28 فبراير 2023, 10:26:40 ص
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
قال ألكسندر سفارانتس، وهو باحث متخصص في العلوم السياسية، إن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لا يريد إغضاب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في ساحة الحرب الأوكرانية، ما يدل على اعتزامه طلب وساطة موسكو في التوترات بين تل أبيب وطهران.
وأضاف سفارانتس، في تحليل نشره موقع "نيو إيسترن أوتلوك" الروسي وترجمه "الخليج الجديد"، أنه كثيرا ما تستخدم القيادة الإسرائيلية موضوع "التهديد الإيراني" لحرمان إيران من دورها في الشرق الأوسط، في ظل ثروتها من موارد الطاقة.
وبينما خلق الانقسام بين الشرق والغرب (الولايات المتحدة والاتحاد السوفيتي) توازنا للقوى في الشرق الأوسط خلال الحرب الباردة، بدأت واشنطن في التصرف كقوة مهيمنة بعد عام 1991 (انهيار الاتحاد السوفيتي)، بغض النظر عن خصوصيات المنطقة أو مصالح روسيا، بحسب سفارانتس.
التدخل في سوريا
وقال سفارانتس إنه في 2015 بدأت القوات الجوية الروسية ما أسماها "مهمة حفظ سلام" في سوريا (لدعم نظام الرئيس بشار الأسد)، وأوضحت موسكو لجميع الجهات الفاعلة الإقليمية والخارجية أنها تعيد ترسيخ وجودها وتأثيرها في الشرق الأوسط.
وأردف: لهذا السبب أشار نتنياهو في مقابلة مع قناة فرنسية مؤخرا إلى أنه أُجبر على الاعتراف بالعامل الروسي في المنطقة واقترح على بوتين "إيجاد أرضية مشتركة" للوصول إلى حل وسط على مبدأ: "لا نتدخل في أفعالك في سوريا وتتركنا وشأننا".
ولسبب ما، أخبر نتنياهو الفرنسيين بهذا الأمر بعد الضربات الجوية (الإسرائيلية) على منشآت عسكرية إيرانية في 29 يناير/ كانون الثاني 2023. وإسرائيل تتفهم أن إيران لن تدع ضرباتها تمر دون عقاب، وبالفعل أعلنت طهران عن نيتها معاقبة الجاني، وفق سفارانتس.
وأضاف أن نتنياهو طالب بأن تتخذ أجهزته الخاصة وسلطات إنفاذ القانون جميع الاحتياطات اللازمة لمنع احتمال اغتياله.
حرب أوكرانيا
ومتطرقا إلى الحرب الروسية المستمرة في أوكرانيا منذ 24 فبراير/ شباط 2022، قال سفارانتس إنه نظرا إلى أن كييف اتهمت إيران بتزويد روسيا بطائرات بدون طيار تستخدمها في أوكرانيا، فقد استغلت إسرائيل بنشاط "الموضوع الأوكراني" في الجغرافيا السياسية مؤخرا.
وتابع أن نتنياهو تحدث في المقابلة التلفزيونية عن اعتزامه نقل نظام الدفاع الصاروخي الإسرائيلي "القبة الحديدية" إلى كييف، بالإضافة إلى 150 ألف قذيفة حصلت عليها تل أبيب من واشنطن.
وعلى الرغم من ضغوط شديدة، لاسيما من حليفتها الولايات المتحدة، إلا أن إسرائيل لم تقدم حتى الآن أي أسلحة لكييف وتكتفي بالمساعدات الإنسانية.
ويبدو أن إسرائيل تخاطب روسيا بشكل غير مباشر وتعرض مشاركة محتملة في معالجة الأزمة الأوكرانية مقابل تدخل الدبلوماسية الروسية لمنع إيران من اتخاذ خطوات جذرية معادية لإسرائيل، بحسب سفارانتس.
وأردف أنه ليس من المصادفة أن المصادر الإسرائيلية بدأت في التكهن بإمكانية زيادة التعاون العسكري التقني بين روسيا وإيران، وبينها كما يُزعم بناء مصنع مشترك في روسيا لإنتاج طائرات بدون طيار عالية السرعة تعتمد على التكنولوجيا الإيرانية.
جيش إيراني
ويبدو، وفق سفارانتس، أن نتنياهو قلق من أنباء عن نية إيران تشكيل "جيش" وتمركزه على طول الحدود السورية الإسرائيلية، ونتيجة لذلك فإن تل أبيب مهددة ليس فقط بمشروع طهران النووي، ولكن أيضا من خلال وجود قوات موالية لإيران على حدود إسرائيل، ولذلك بدأ نتنياهو الحديث علنا عن إمكانية تقديم مساعدة عسكرية مباشرة لكييف.
وتمتلك تل أبيب ترسانة نووية غير خاضعة للرقابة الدولية، وتعتبر كل من إسرائيل وإيران الدولة الأخرى العدو الأول لها، وتقول طهران إن برنامجها النووي مصمم للأغراض السلمية، بما فيها إنتاج الكهرباء.
وأضاف سفارانتس أن إسرائيل ترى أن موسكو، من خلال شراكتها مع طهران، قد تساهم في حل التناقضات الإسرائيلية الإيرانية الحالية لإقامة توازن قوى والحفاظ على السلام بالشرق الأوسط.
واعتبر أنه قد يكون أحد المؤشرات غير المباشرة على نية نتنياهو استخدام الوساطة الروسية في العلاقات الإسرائيلية الإيرانية هو إعلان إسرائيل رغبتها في تقديم مساعدات إنسانية لسوريا بعد الزلزال المدمر في 6 فبراير/ شباط الماضي.
ومنذ حرب 5 يونيو/ حزيران 1967، تحتل إسرائيل أراضٍ عربية في كل من سوريا ولبنان وفلسطين، ولا توجد علاقات أي بين تل أبيب ودمشق.
وأعرب سفارانتس عن اعتقاده بأنه بدون روسيا، ستتصاعد التوترات الإسرائيلية الإيرانية، لأن موسكو تحافظ على علاقات ثقة مع كل من طهران وتل أبيب، وهو ما لا تفعله الجهات الفاعلة الأخرى، وبينها الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وتركيا.