- ℃ 11 تركيا
- 5 نوفمبر 2024
ميزان أنقرة الدبلوماسي.. عضوية الناتو مقابل طائرات إف 16 والوساطة بين روسيا وأوكرانيا
ميزان أنقرة الدبلوماسي.. عضوية الناتو مقابل طائرات إف 16 والوساطة بين روسيا وأوكرانيا
- 20 يوليو 2023, 2:22:16 م
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
سلطت الأكاديمية والباحثة السياسية، إليف سيلين كاليك، الضوء على أجندة تركيا بشأن حلف شمال الأطلسي (الناتو)، مشيرة إلى ارتباط موافقة أنقرة على انضمام السويد للحلف بصفقة حصولها على طائرات إف 16 من الولايات المتحدة الأمريكية ووساطتها بين روسيا وأوكرانيا.
وذكرت إليف، في تحليل نشرته بموقع "ميدل إيست مونيتور" وترجمه "الخليج الجديد"، أن الأسبوع الماضي كان نقطة تحول تاريخية في العلاقة بين تركيا وحلفائها في الناتو، إذ شهدت قمة العاصمة الليتوانية، فيلنيوس، 3 تطورات مهمة، تمثلت في موافقة الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، على عضوية السويد بالحلف، وموافقة الولايات المتحدة على بيع طائراتها المقاتلة من طراز إف 16 إلى تركيا، إضافة إلى الترحيب بعرض تركيا للعب دور وساطة أكبر في أوكرانيا وروسيا.
وجاءت موافقة أردوغان على انضمام السويد للناتو بعد أكثر من عام من المفاوضات، منعت خلالها أنقرة محاولة عضوية ستوكهولم بسبب اتهامات بدعم الحكومة السويدية الجماعات المرتبطة بحزب العمال الكردستاني، المصنف إرهابيا في تركيا، وسماحها لنشطاء الإسلاموفوبيا بتدنيس المقدسات الإسلامية باسم حرية التعبير.
كما رفضت المجر الموافقة على طلب السويد، قائلة إنها لن تقبل عرض ستوكهولم إلا بعد قبول تركيا.
ولذا قال أمين عام الناتو، ينس ستولتنبرج، في مؤتمر صحفي عقده في فيلنيوس في وقت متأخر من الإثنين الماضي، إن "استكمال انضمام السويد إلى الناتو خطوة تاريخية تفيد أمن جميع حلفاء الناتو في هذا الوقت الحرج".
وبعدما الشرطة السويدية بحرق القرآن مرة أخرى في ستوكهولم الشهر الماضي، إلا أن تركيا انتهزت الفرصة لتذكير السويد وحلف شمال الأطلسي بالطبيعة المثيرة للاشمئزاز لهذه الممارسة.
وعر تأييد عضوية السويد في الناتو، كان أردوغان قد استولى على الأرضية الأخلاقية العالية بعيدًا عن منتقدي تركيا وكراهية الإسلام في أوروبا، حسبما ترى إليف.
طائرات إف 16
وعلى مستوى آخر، فإن موافقة تركيا على عضوية السويد ترتبط برغبة أنقرة في استكمال نقل الطائرات المقاتلة الأمريكية من طراز إف 16 الأمريكية، وهي المقايضة التي أيدتها إدارة الرئيس الأمريكي، جو بايدن.
وتشير إليف إلى أن تركيا كانت تدرك، منذ اليوم الأول، أن المفاوضات مع واشنطن ستكون طويلة ومملة، ومع ذلك، ظلت على استعداد لمواصلة المسار مهما طال الوقت، مع تسليط الضوء على المجالات ذات الاهتمام المشترك مع الولايات المتحدة.
وفي الوقت نفسه، سعت تركيا أيضًا إلى تطبيع وتحسين علاقاتها مع دول الاتحاد الأوروبي خصوصا، من خلال عملية الانضمام السويدية إلى الناتو.
وفي العام الماضي، توسطت تركيا في اتفاقية صفقة الحبوب للسماح بالمرور الآمن لصادرات الحبوب الأوكرانية عبر البحر الأسود بعد توقف الشحنات في أعقاب الغزو الروسي الشامل لأوكرانيا وحصار موانئها البحرية.
وقبيل قمة الناتو، أطلقت أنقرة سراح 5 قادة أوكرانيين رئيسيين ممن أسرتهم روسيا قبل تسليمهم إلى تركيا.
وساطة الحرب
وفي العام الماضي، بلغت التجارة بين روسيا وتركيا نحو 70 مليار دولار، ما يجعل تركيا واحدة من أكبر الشركاء التجاريين لروسيا.
ولا شك أن هذا التطور وضع أنقرة في موقف حرج، لكونها عضوًا رئيسيًا في الناتو ولها علاقات اقتصادية وعسكرية عميقة مع موسكو.
ومع بداية حرب أوكرانيا، بدأت تركيا في لعب دور الوسيط لإظهار مدى تأثيرها كعضو في الناتو، وشهدت جهود أردوغان لصنع السلام استضافة أنقرة اجتماعين بين ممثلي روسيا وأوكرانيا في مارس/آذار.
ورحب أردوغان أولاً بوزيري الخارجية في 10 مارس/آذار ثم وفود من كلا البلدين في 29 مارس/آذار، قبل أن تجعل صور مذبحة بوتشا التوصل إلى حل وسط صعبا.
وترى الأكاديمية والباحثة السياسية أن محاولة أردوغان تصوير نفسه كلاعب دبلوماسي رئيسي وصانع سلام في الصراع بين روسيا وأوكرانيا، يمكن تفسيرها جزئيًا بالعلاقات الاقتصادية العميقة التي تربط أنقرة بموسكو وعضوية تركيا في الناتو.
ومع ذلك، أدت الأحداث الأخيرة إلى قيام روسيا بتعليق صفقة الحبوب في البحر الأسود إلى أجل غير مسمى.
وترى إليف أن أوكرانيا لا تستطيع إنتاج ما يكفي من الصادرات الغذائية لإطعام 400 مليون شخص في جميع أنحاء العالم، وأن تركيا عليها مواجهة العديد من التحديات إذا أرادت أن تلعب دورًا أكبر في التوسط، سواء كعضو في الناتو أو كحليف قوي لروسيا.