- ℃ 11 تركيا
- 5 نوفمبر 2024
ميدل إيست آي: الاتفاق النووي الإيراني ضحية المعارضة الداخلية وافتقار قادة طهران الشجاعة
ميدل إيست آي: الاتفاق النووي الإيراني ضحية المعارضة الداخلية وافتقار قادة طهران الشجاعة
- 28 يناير 2023, 5:30:29 م
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
اعتبر موقع "ميدل إيست آي" البريطاني، أن المعارضة الداخلية في إيران وافتقار قادة الدولة الفارسية، في مقدمتهم رئيس البلاد "إبراهيم رئيسي" للشجاعة الكافية؛ بمثابة عاملين رئيسيين في عرقلة الجهود الرامية لإحياء "خطة العمل الشاملة المشتركة" (الاتفاق النووي).
ونقل الموقع عن مصدر إيراني وصفه بـ"الموثوق" اعتاد المشاركة في مفاوضات إحياء الاتفاق النووي قوله إن خطة العمل الشاملة المشتركة المبرمة في 2015، أصبحت على الصعيد الإيراني ضحية للمعارضة الداخلية، وغياب توافق الآراء، والصراعات السياسية الداخلية، والافتقار لوجود قيادة شجاعة.
وأضاف المصدر ذاته أن المسودة الحالية لإحياء خطة العمل الشاملة المشتركة لا تحظى باتفاق داخل المجلس الأعلى للأمن القومي.
وتابع: "على سبيل المثال فإن سعيد جليلي، المفاوض النووي السابق والممثل الحالي للمرشد الأعلى علي خامنئي في المجلس، ومحمد باقري، رئيس القوات المسلحة الإيرانية، من بين معارضي المسودة الحالية للاتفاقية".
وأضاف المصدر المذكور أن الأمين العام لمجلس الأمن القومي "علي شمخاني" لا يريد أن يوصف بصفته معارضا أو داعما للصفقة وليس لديه إرادة لدفع أي ثمن لدعم الاتفاق.
ووفق المصدر فقد تحول "علي باقري"، كبير المفاوضين الذي كان يعارض بشدة خطة العمل الشاملة المشتركة حتى قبل عامين، إلى مؤيد كامل لإحياء الاتفاق.
وعقب المصدر أنه بالرغم أن "باقري" لديه الإرادة لإبرام الصفقة أكثر من أي شخص آخر في البلاد، فإنه يفتقر للشجاعة الكافية للمضي قدمًا والتضحية بنفسه وتحمل مسؤولية توقيع اتفاق يحظى بعدد كبير من المعارضين من بينهم رئيس مجلس النواب "محمد باقر قاليباف"، الذي يعتقد أن الصفقة ليس لها فوائد اقتصادية.
تحول مكلف
وذكر المصدر أن تحول موقف "باقري" كان مكلفا، حيث تسبب في تصاعد الخلافات والعداء بينه وبين رئيسه السابق وصديقه "جليلي".
وأضاف أن هذه الخلافات أدت أولاً إلى طرد "باقري" رجل "جليلي" من فريق التفاوض، وثانيًا، تسريب فريق "جليلي" لمسودة الصفقة في فبراير/شباط 2022.
وبحسب المصدر ذاته فإن المرشد الإيراني "علي خامنئي" ذاته ليس لديه رغبة بأن يوصف بأنه مسؤول عن الاتفاق؛ ذلك لأنه أعطى "رئيسي" السلطة الكاملة في التصرف في المحادثات النووية.
وتابع: "لكن في المقابل فإن رئيسي ليس لديه الشجاعة للوقوف وتحدي جميع المعارضين، ويطلب من باقري إبرام الاتفاق".
ومضى المصدر قائلا: "في سبتمبر/أيلول الماضي عندما كانت المسودة النهائية مطروحة على الطاولة، كان باقري مستعدًا لاصطحاب وزير الخارجية أمير عبداللهيان إلى فيينا وإعلان إحياء خطة العمل الشاملة المشتركة".
وعقب: "لكن المفاوض السابق جليلي وضع شروطًا جديدة وأقنع صانعي القرار الرئيسيين بأهمية إضافتها إلى المسودة وهو ما قوبل بعد ذلك برفض كامل من الحكومة الأمريكية".
وذكر الموقع أنه بين عامي 2013 و2015، تعرض الرئيس الإيراني السابق "حسن روحاني" (إصلاحي)، ووزير خارجيته "محمد جواد ظريف" باستمرار لضغوط من معارضي الصفقة والشخصيات المتشددة القوية. وأشار إلى أن "روحاني" و"جواد ظريف" كانا مسؤولين في حينها عن المفاوضات مع الولايات المتحدة.
وقال مسؤول سابق في إدارة "روحاني" لـ"ميدل إيست آي": "حتى شمخاني الذي عينه روحاني لم يكن على استعداد لدعمها".
وأضاف المسؤول: "ومع ذلك، مضى روحاني وظريف قدما وفي نهاية المطاف نجحا في الخروج بالمفاوضات لبر الأمان وتوقيع الاتفاق في 2015".
ومضى قائلا: "كانا يعلمان أنهما سيتعرضان لانتقادات لأن شخصيات متشددة بارزة كانت تعارض الاتفاق.. وهذا هو السبب في أن بعض الشخصيات في ذلك الوقت كانت تقول إن روحاني وظريف ضحيا بنفسيهما من أجل البلاد؛ لأنهما قررا التصرف كدرع من أجل جعل الصفقة ممكنة".
وذكر المسؤول أن "ما مكّن روحاني وظريف هو الدعم الكامل للناس ورأس المال الاجتماعي الكبير الذي تمتعوا به".
وتابع: "لكن اليوم المحافظون، الذين كانوا جميعًا ضد الصفقة في عام 2015، يتفاوضون على إحياء الصفقة، ولهذا السبب لم يجرؤوا لتوقيع الاتفاقية لأنهم يخافون من مؤيديهم أيضًا".
أوضاع غير مواتية
ووفق دبلوماسي إيراني سابق تحدث للموقع شريطة عدم كشف هويته إنه يبدو أيضا أن الأحداث المحلية والعالمية، ليس أقلها غزو روسيا حليف إيران الوثيق لأوكرانيا، تآمرت بدورها لتقويض فرص إحياء الاتفاق الذي انسحبت منه واشنطن فى 2018 وأعادت فرض عقوبات على إيران.
وأوضح: "في الوقت الحالي، لا تزال الولايات المتحدة على استعداد للعودة للاتفاق، لكن ليس لدينا الكثير من الوقت".
وتابع :"شخصياً ليس لدي أي أمل لإحياء الاتفاق لأن أوروبا الغاضبة والولايات المتحدة تنتظران على ما يبدو نقطة تحول في حرب أوكرانيا لزيادة الضغط وإعادة جميع قرارات مجلس الأمن الدولي الخطيرة ضد إيران".