مسحراتى ماشى طول الليل

بانادى على جد…

على مدى آلاف السنين، ظل أجدادنا يحتفلون بنيلهم العظيم عندما يفي بوعده ويفيض بخيره على البلاد والعباد، في مثل هذه الأيام من كل عام، وكان (عيد وفاء النيل) أهم أعياد مصر على مدى التاريخ... 

في سنة 1987 ضرب الجفاف منابع النيل ولولا لطف الله ورحمته ثم وجود السد العالي لجرى علينا ما جرى على دول المنابع التي ضربها القحط والمجاعة، وتكرر معنا ما جرى أيام عمرو بن العاص عندما انخفض الفيضان، وعمّ الخوف والفزع، فأرسل أمير المؤمنين عمر خطابًا موجهًا إلى النيل، وأمر بإلقائه فيه.. ويقال إن النيل عاد وفاض.. 

في هذه القصيدة كنت أنا حامل هذا الخطاب.. وكنت أنا الحفيد شفيع أهلي عند جدنا العظيم، وأشهد أنه قبل شفاعتي وأنه عاد وفاض. 

فهل لازال النيل يملك الإرادة لكي يرضى أولا يرضى؟ أم أننا فرطنا في كرامته وضيعنا مهابته؟؟!

مسحراتى ماشى طول الليل

بانادى على جد…

مسحراتى ماشى طول الليل

بانادى على جدى واقول: يا نيل

اصحى وفتّح ضرفتين الباب

أنا جايب لك جواب

باعْتُه أمير المؤمنين (عمر)

بيقول: يا نيل بعد السلام والتحيه

إذا كنت من عندك جايب لنا المَيه

الله عن المخلوق حيغنينا

وإذا كانت المَيه من عند رب البريه

ففيض بإذن الله على وادينا.

.

مين زَعَّلك يا نيل

يا بو الكرم يا أصيل

.

عودتنى ما تكونش عنى بعيد

أنا اللى شايب لسّه أصغر حفيد

محْنى عليك باسألك

لو كنت انا اللى مزَعَّلك

حاركع وابوس من تحت رجليك النجيل

سامحنى إن أهملْتْ

سامح خُطايا على طريق الاسفلت

دانا دمى حبة مَيه من مَيتك

ومصر أمى هديتك

عمرك ما كنت بخيل

.

بالطبله دقه وبقلبى دقه

ياللى سامعنى ما تقولش لأ

.

صلوا معايا علي طه الشفيع الكفيل

النيل ينَطَّر نار على "أبْرَهَه" والفيل

ألا يا عباد الله يا غفلانين القلوب

قوموا انفُضوا عن عينيكو العتمه والتغفيل

.

اصحى يا نايم

رمضان كريم

.