-
℃ 11 تركيا
-
19 أبريل 2025
مستقبل غامض وسط صمت دولي.. القصف يتجاوز الخطوط الحمراء ويزيد معاناة غزة
الحصار يُغلق الأبواب ويزيد المعاناة
مستقبل غامض وسط صمت دولي.. القصف يتجاوز الخطوط الحمراء ويزيد معاناة غزة
-
19 أبريل 2025, 6:30:15 م
-
475
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
تعبيرية
وسط مشاهد من الدمار والمجاعة المتفاقمة، تُواجه غزة واحدة من أشد الأزمات الإنسانية في تاريخها الحديث، بعد مرور سبعة أسابيع على فرض الحصار الإسرائيلي الكامل على القطاع. ومع دخول الأسبوع الثامن دون مساعدات غذائية أو طبية أو وقود، يُجمع سكان القطاع والعاملون في المجال الإنساني على وصف الوضع بأنه "غير مسبوق في شدته".
الحصار يُغلق الأبواب ويزيد المعاناة
في الثاني من مارس 2025، أوقفت إسرائيل من طرف واحد اتفاق الهدنة الذي استمر شهرين، لتستأنف بعدها قصفها العنيف وإعادة نشر قواتها البرية. ومنذ ذلك الحين، مُنعت جميع أنواع المساعدات من دخول القطاع، بحجة عدم الإفراج عن الأسرى الإسرائيليين المحتجزين في غزة.
وقد أدى هذا الحصار إلى نقص شامل في الإمدادات الأساسية، بما في ذلك الطعام، الوقود، والأدوية، فيما أكدت منظمة الصحة العالمية أن أسعار السلع الغذائية ارتفعت بنسبة تصل إلى 1400٪ مقارنة بفترة الهدنة.
الخوف من المجاعة يتفوق على القصف
في تصريحات مؤلمة، قالت حكمة المصري، محاضِرة جامعية من بيت لاهيا: "الجوع هو ما سيقتلني، إنه موت بطيء... أحيانًا أضطر للتنازل عن وجبتي لأعطيها لابني". وأضافت: "الموت يحيط بنا من كل اتجاه، ولا أحد يستطيع تخيّل حجم المعاناة".
تُقدّر منظمة أوكسفام أن معظم الأطفال في غزة يقتاتون على أقل من وجبة واحدة يوميًا، فيما تشير التقديرات إلى أن 420,000 شخص نزحوا مجددًا بفعل أوامر الإخلاء الإسرائيلية الجديدة، ما يصعّب تتبّع حالات الجوع وسوء التغذية.
النظام الصحي في انهيار شبه كامل
نحو 95٪ من منظمات الإغاثة علّقت أو خفّضت أنشطتها بسبب القصف والحصار، فيما تشكو المستشفيات من نقص حاد في الأدوية، حتى تلك الأساسية مثل المسكنات. وفي غزة المدينة، يتكدس النازحون في الشوارع والمباني المهدّمة.
قالت أماندي بازيرول، من منظمة "أطباء بلا حدود": "نرفض استقبال المرضى منذ الساعة العاشرة صباحًا، ونطلب منهم العودة في اليوم التالي، لأننا نُجري فرزًا للمرضى لتوفير الأدوية لأطول فترة ممكنة".
القصف يتجاوز الخطوط الحمراء
رغم تصنيف مناطق في غزة كمناطق إنسانية، مثل منطقة المواصي، فإنها لم تسلم من القصف، حيث قُتل فيها 16 شخصًا الأسبوع الماضي. كما استُهدفت مستشفيات مثل ناصر في خان يونس والمُعمداني في غزة المدينة، ما تسبب في سقوط قتلى ودمار أقسام العناية المركزة والجراحة.
قال أحد مسؤولي الإغاثة: "في بداية الحرب، كنا نخلي الموقع إذا وقع القصف على بعد كيلومترين. الآن القصف يقع على بعد 30 مترًا فقط منّا، ولا توجد إنذارات كافية".
إسرائيل تتجه للسيطرة الكاملة على آلية توزيع المساعدات
في ظل الانتقادات الدولية، أفادت تقارير إسرائيلية أن الحكومة تدرس إنشاء آلية جديدة لتوزيع المساعدات عبر متعهدين خاصين، بعيدًا عن المنظمات الدولية. لكن هذه الخطط لا تزال في مراحلها الأولى، ما يعني استمرار تفاقم الكارثة في المدى القريب.
وتشير تقارير الأمم المتحدة إلى أن نحو 70٪ من مساحة القطاع تقع حاليًا تحت أوامر إخلاء أو أُدمجت ضمن مناطق عسكرية إسرائيلية، مع استمرار الزحف البري الإسرائيلي شمالًا وجنوبًا، لا سيما في رفح.
مستقبل غامض وسط صمت دولي
يحذر المراقبون من أن الحصار الحالي – الأطول منذ بدء الحرب – قد يُستخدم كأداة لفرض واقع جديد في غزة، يشمل التهجير القسري وتحويل القطاع إلى مناطق عازلة تُسيطر عليها قوات الاحتلال.
ورغم الجهود الدولية لإحياء محادثات وقف إطلاق النار، فإن الفجوة ما زالت واسعة بين الجانبين بشأن قضايا مثل نزع سلاح المقاومة وانسحاب القوات الإسرائيلية.
وفي هذا السياق، قالت حكمة المصري، بنبرة مفعمة بالقلق: "عندما عاد الحصار واشتعلت الحرب مجددًا، شعرت بالخوف الحقيقي... لا أفكر إلا في ابني الصغير، وكيف سأوفر له أبسط مقومات الحياة".







