تكبير الخط تصغير الخط

قال المحلل السياسي والعسكري، محمد صالح الفتيح، إنه خلال الحرب الروسية-الأوكرانية، كرر العديد من مسؤولي الاستخبارات الغربيين القول إن "المعلومات الاستخبارية المفتوحة المصدر" (Open Source Intelligence واختصاراً OSINT) باتت تشكل 80 إلى 90% من مصادر المعلومات لوكالات الاستخبارات الغربية، بما في ذلك وكالة المخابرات المركزية الأميركة CIA.

وأوضح "الفتيح"، في منشور عبر حسابه على منصة "إكس"، أن هذه المصادر تشمل ما هو منشور على الإنترنت، خصوصاً عبر وسائل التواصل الاجتماعي، ووسائل الإعلام التقليدية.

وأكد "الفتيح" أن الهجوم على قاعدة بنيامينا هو تأكيد لهذه الحقيقة. فبعد استهداف صالة الطعام ظهرت سرديات مختلفة حول الطريقة التي عرف فيها موقع صالة الطعام في هذه القاعدة، وما إذا كان "حزب الله" قد استعان ببعض العاملين العرب في حيفا ممن يعرفون هذه القاعدة، أو يرتادونها لسبب أو لآخر.

وأضاف: "ما أجده منطقياً، وأكثر احتمالاً، وكذلك ينسجم مع تصريحات مسؤولي الاستخبارات الغربيين، هو أن "حزب الله" استعان بمعلومات استخبارية مفتوحة المصدر لتحديد المواقع الأكثر أهمية والخواصر الرخوة لقاعدة بنيامينا".

وأشار المحلل العسكري إلى أن وزارة "الدفاع" الإسرائيلية، وبهدف تسهيل عملية التطوع، نشرت في 2018 مقطع فيديو يسمح بجولة افتراضية "Virtual Tour" لهذه القاعدة والتعرف على مكوناتها المختلفة.

وتابع: "هذه القاعدة يستخدمها المجندون عند التحاقهم للحصول على التدريب الأولي. باستخدام هذا المقطع يمكن التعرف على الأجزاء المختلفة للقاعدة (كان من الممكن الدخول لهذا الفيديو عبر الرابط).

وشدد الفتيح على أن مصادر المعلومات المفتوحة، خصوصاً القادمة من وسائل التواصل الاجتماعي (ولاسيما Tik Tok)، كانت مفيدة جداً، بحسب ما كشفت التحقيقات الإسرائيلية، عند التخطيط لهجوم السابع من أكتوبر.

ورجح الفتيح أن المجندين الإسرائيليين الجدد كانوا ينشرون بدورهم مقاطع فيديو تظهر أنشطتهم المختلفة في قاعدة بنيامينا.

كما نوّه إلى أن أولى المقاطع التي أظهرت عدد الإصابات كانت قادمة من الجنود أنفسهم والذين نشروها عبر وسائل التواصل الاجتماعي.

وأردف: "هذه التفاصيل سهلت تحديد موقع صالة الطعام واختيار توقيت الاستهداف. الصور من صالة الطعام أظهرت زينة للاحتفال بالأعياد الدينية اليهودية التي تستمر خلال أغلب هذا الشهر".