والله أنا باعتبر نفسي أول المبتهجين بتعويم السفينة .

وحاش لله أن نشمت حتى في كل ما يسئ لبلدنا الحبيب أو ينال منه أو حتى من سمعته.

ولكن إعتراضنا ينصب فقط على الإدارة الكارثية لحكم العسكر وتحكمهم الجائر في المجتمع المدني بطبيعته ، ومن ثم  تغلغلهم في كل مفصل من مفاصل الدولة المدنية .

ولو اتسمت إدارتهم بالعدل والشفافية والمساواة وتكافؤ الفرص ومكافحة الفساد ومحاسبة الكبير قبل الصغير وأن يكون الجميع متساوون أمام القانون ولو سمحوا بإجراء إصلاح سياسي حقيقي وتداول سلمي السلطة واحترام الدستور ، سنكون أول المصفقين !

وماذا سيخسر العسكر لو عادوا لثكناتهم وردوا مصر لأهلها - ليس غرار " رد قلبي " ، ولكن حلفظ قلبي ، أو قلوبنا وسلامة عقولنا ونفوسنا - حفاظا على ما يمكن تسميته  بالصحة العامة المعنوية ، وحتى المادية ، والتي قد تضمن الإنطلاقة الحرة غير المقيدة أو المشروطة نحو مستقبل آمن يضمن لمصر المكان المناسب والملائم بين الأمم التي قد يقرر لها البقاء في اامستقبل المنظور طبقا لعطاءها التى يمكن أن تشارك وتبادل أو حتى تقايد به الأمم الأخرى ..!

إذن الأمر يتعلق هنا بالعطاء والانتاج المبدع الخلاق والمفيد ، وليس الاستهلاك العبثي والمسرف والمهلك . إذن فالأمر يتعلق بما تساهم به وتقدمه للمجتمع الدولي ، وليس ما تأخذه من الأمم الأخرى دون مقابل ..!

وإن عادوا إلى ثكناتهم ، فلن تكون تلك هي السابقة الأولى في المنطقة العربية ، أو حتى الأفريقية ، فقد كان السباق الى ذلك حاكم السودان العسكري الأسبق الراحل سوار الذهب ، الذي وعد بتسليم السلطة في السودان لأول سلطة مدنية منتخبة ، وقد بر بوعده بالفعل ، ونأمل أن لا تكون تجربته تلك هي الأخيرة في المنطقة ، ونتمنى أن ينافسه السيسي في ذلك الشأن ويكون هو الرجل الثاني في المنطقة والأول في مصر الذي فعل ذلك .

فهل يفعلها من أجل مصر ، ومستقبل هذا البلد ومستقبل وصالح أجيالها القادمة ..؟!