- ℃ 11 تركيا
- 25 ديسمبر 2024
مجدي الحداد يكتب: "اللي بيته من زجاج لا يحدف بالطوب"
مجدي الحداد يكتب: "اللي بيته من زجاج لا يحدف بالطوب"
- 25 مارس 2024, 12:54:05 م
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
في جلسة مجلس الأمن المنعقدة في 22 مارس الماضي، ومنذ حوالي يومين، قالت المندوب الدائم للولايات المتحدة بمجلس الأمن، ليندا توماس، وردا على المندوب الروسي الدائم بمجلس الأمن، فاسيلي نيبينزيا، والذي اتهم الولايات المتحدة بالنفاق بشأن قرار مقترح من قبل الأخيرة بوقف مشروط لاطلاق النار في غزة، ينحاز، كما يلبي، وباختصار، الرغبات والمطالب الصهيونية لدولة الكيان في استمرار العدوان على غزة ومن غير أدنى حساب لما قامت به من مذابح جماعية بالقطاع، وغيرها من انتهاكات شهدها العالم كله وشاهد عليها، وحيث قد اعترضت كل من روسيا والصين والجزائر على القرار باستخدام حق النقض "الفيتو"، فقالت ليندا باختصار، وحرفيا للمندوب الروسي: "اللي بيته من زجاج لا يحدف بالطوب"!
فماذا حدث بعد ذلك؟!
قد حدث بعد هذا التهديد الضمني، أو المبطن، وبحوالي 48 ساعة تقريبا، وفي 24 مارس الحالي مذبحة قاعة "كروكس سيتي" للحفلات الموسيقية بموسكو، والتي راح ضحيتها حتى الآن 133 قتيلا و252 جريحا.
والمفارقة الأغرب هنا -والتي لن يصدقها أحد، ما لم يربط بينها وبين الولايات المتحدة ودولة الكيان- أن تعلن داعش مسؤوليتها عن ذلك الحادث.
وداعش هي اختصار لعبارة "الدولة الإسلامية بالعراق والشام". فداعش تترك الدم النازف في جزء من الشام -والتي هي جزء من اسمها- في غزة بفلسطين، وتذهب روسيا، والتي هي متفهمة -ولا نقل منحازة- للمطالب العربية والفلسطينية بشأن مذابح دولة الكيان بغزة، والتي استخدمت، جنبا إلى جنب مع الصين والجزائر، حق النقض لإبطال المشروع الأمريكي، والذي كان سيطلق يد إسرائيل -وأكثر مما هو حادث الآن- في غزة، وسيضفي على أفعالها ومذابحها شرعية دولية، ومن ثم يتحول الجاني إلى ضحية، وتتحول الضحية، أو المقاومة الشرعية، إلى جاني -كما يتم تحويلها، كما شيطنتها الآن بوصمها بالإرهاب، واعتبار كل مقاومة لدولة الكيان عمل إرهابي، والمقاومة ذاتها جماعات إرهابية.
والشيطنة الأكثر خبثا من ذلك هنا هو محاولة الربط بين 7 أكتوبر، وحيث تزعم دولة الكيان بهجوم حماس على شباب كان يحتفل ويرقص ويستمع للموسيقى، وأوقعتهم بين قتيل وجريح ــ على الرغم من اعتراف صحف إسرائيلية بارزة، وبناءا على تسريبات من قبل قادة كبار داخل وزارة الدفاع الصهيو نية ذاتها، كيديعوت أحرونوت بأن مقاتلات صهيونية هي من قصفت الشباب الذي كان يحتفل ويستمع إلى الموسيقى لشيطنة حماس بصفة عامة، وكل أهل غزة بصفة غزة، وتبرير في ذات الوقت كل ما يحدث من مذابح صهيونة ضد أهالي غزة حتى الآن ــ والربط بين مقتل وجرح الشباب الروسي والذي كان يحتفل أو يستمع إلى الموسيقى أيضا في 24 مارس الحالي؛ ما يعني أن المتطرفين أو الإرهابيين المسلمين هم أعداء كل الفنون، وكل ما يرتبط بهذه الحضارة الحالية، ومن ثم هم، وكما وصفهم وزير الدفاع الصه يوني جالانت، بالحيوانات ــ وهو يقصد من ذلك أنه ليس لهم أي حقوق، كما ليس من حقهم أن يشتكوا من أي شيء، ومن ثم لايحق لأحد الاستماع إليهم فضلا عن التعاطف معهم.