- ℃ 11 تركيا
- 5 نوفمبر 2024
مؤرخ فرنسي يسلم رسالة من ماكرون لرئيس الجزائر ويؤكد: تبون يقترح العمل على ذاكرة فترة الاستعمار كاملة
مؤرخ فرنسي يسلم رسالة من ماكرون لرئيس الجزائر ويؤكد: تبون يقترح العمل على ذاكرة فترة الاستعمار كاملة
- 11 يوليو 2022, 8:51:54 م
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
قال المؤرخ الفرنسي بنجامان ستورا إن الرئيس الجزائري، عبد المجيد تبون، عرض القيام بـ"عمل على الذاكرة" المشتركة طوال فترة الاستعمار الفرنسي للجزائر خلال لقاء معه بالعاصمة الجزائرية.
وعشية احتفالات الذكرى الستين لاستقلال الجزائر، استقبل عبد المجيد تبون، المؤرخ الفرنسي ستورا، الذي حمل له رسالة من الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، لأكثر من ساعة، في العاصمة الجزائرية، وفق ما ذكرت "فرانس برس".
وعلق المؤرخ الفرنسي على هذا اللقاء قائلا: "هذه أول مرة تجري خلالها مناقشة المسائل الجوهرية المتعلقة بالذاكرة من الجانب الجزائري منذ صدور التقرير"، في حين لا يوصي التقرير الذي استند إليه الرئيس الفرنسي لوضع سياسته حول الذاكرة المشتركة، لا بتقديم اعتذار ولا بإبداء ندم، وهو ما أثار انتقادات حادة في الجزائر ولا سيما من جمعيات للمقاتلين الجزائريين القدامى، إذ حدثت أزمة بين الجزائر وفرنسا بعدما اعتبر ماكرون في سبتمبر 2021 أن الجزائر أنشأت بعد استقلالها عام 1962 "ريعا للذاكرة" حول حرب الاستقلال، كرسه "النظام السياسي-العسكري".
وأردف المؤرخ معلقا: "أعتقد أن هناك إرادة في إحياء، لا أدري إن كانت هذه الكلمة المناسبة، وإنما في مواصلة حوار"، مشيرا إلى "تغيير في النبرة" بين البلدين، وأن الرئيس تبون شرح له الأهمية الكبرى للعمل على "ذاكرة كامل مرحلة الاستعمار" وليس الاقتصار على حرب الجزائر وحدها (1954-1962)"، وهو ما يؤيده ستورا نفسه.
وأشار بنجامان ستورا إلى أن "حرب احتلال الجزائر كانت طويلة جدا ودموية جدا، واستمرت عمليا نصف قرن، (من 1830 إلى 1870)، حيث ترافقت مع تجريد من الأملاك والهوية، إذ حين كان الناس يخسرون أرضهم، كانوا يخسرون اسمهم"، ومع إقامة "مستوطنة" بوصول عدد الأوروبيين في الجزائر في نهاية المطاف إلى مليون مقابل تعداد سكاني قدره تسعة ملايين نسمة، كلها صدمات لا تزال تبعاتها ماثلة إلى اليوم في نظرة كل من الشعبين إلى الآخر، وهي برأيه "تفسر صعوبة العلاقات الفرنسية الجزائرية".
ورأى ستورا أن "الناس لا يعرفون ما الذي جرى، وأنها مشكلة الانتقال إلى الأجيال الشابة والعمل المشترك".
ولفت إلى أنه "تم التركيز بشكل أساسي في الجزائر على حرب التحرير الوطني. حصل استقطاب شديد سواء في فرنسا أو في الجزائر حول حقبة الحرب حصرا، بل حتى نهاية الحرب، بين 1960 و1962"، إذ "ترافق هذا التركيز مع "مواجهات بين مجموعات ذاكرة" مختلفة حول المجازر وفرار المستوطنين الأوروبيين الذين يطلق عليهم اسم "الأقدام السوداء"، والصراعات على السلطة داخل الحركة القومية الجزائرية"، وفق ما نقلت "فرانس برس".
وأوضح قائلا: "انصب اهتمامنا جميعا على تاريخ 1962 ، من توقيع اتفاقات إفيان في مارس إلى استقلال الجزائر في 5 يوليو"، معتبرا أنه "لا يمكن أن نبقى أسرى تاريخ واحد هو 1962، علينا توسيع حقل ابحاثنا"، في حين لم يتناول تبون خلال اللقاء تصريحات ماكرون التي أثارت جدلا، إذ تساءل حول وجود "أمة جزائرية" قبل الاستعمار الفرنسي، بحسب "فرانس برس".
وكشفت "فرانس برس" أنه "في الرسالة التي سلمها بنجامان ستورا لتبون، يدعو ماكرون إلى "تعزيز الروابط الوثيقة بالأساس" بين البلدين، وكرر "التزامه بمواصلة مسيرة الاعتراف بالحقيقة ومصالحة الذاكرات، مشيرا إلى زيارة للجزائر قريبا".
تجدر الإشارة إلى أن هذه المقابلة بين تبون وستورا غير مسبوقة، ولا سيما بعد الانتقادات التي وجهت في الجزائر لتقرير رفعه المؤرخ في يناير 2021 إلى الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون حول ذاكرة الاستعمار وحرب الجزائر.