- ℃ 11 تركيا
- 13 نوفمبر 2024
مؤتمر التضامن مع أوكرانيا انطلق في باريس... وماكرون يندد بـالترويع الروسي
مؤتمر التضامن مع أوكرانيا انطلق في باريس... وماكرون يندد بـالترويع الروسي
- 13 ديسمبر 2022, 1:02:04 م
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
انطلق صباح اليوم، في مقر وزارة الخارجية الفرنسية، مؤتمر دولي لدعم أوكرانيا تحت اسم «متضامنون مع الشعب الأوكراني» بتنظيم مشترك فرنسي- أوكراني. وافتتح الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون المؤتمر، وأعقبته كلمة لنظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي. وأوفد الأخير زوجته أولينا ورئيس وزرائه دنيس شميهال لتمثيل أوكرانيا، وكلاهما جلس على المنصة إلى جانب ماكرون، ورئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين، ووزيرة الخارجية الفرنسية كاترين كولونا.
وفي كلمته الافتتاحية، أشار ماكرون إلى أن 46 دولة و24 منظمة ومؤسسة دولية حضرت إلى باريس، للمشاركة في المؤتمر الذي يعول عليه لتوفير الدعم الطارئ والمباشر لأوكرانيا، لمساعدتها على المحافظة على عمل المرافق الأساسية الضرورية. لكن يبدو أن باريس كانت تعول على حضور عالي المستوى أكبر من الذي توافر صباح اليوم؛ إذ إن عدداً قليلاً جداً من رؤساء الدول حضر إلى العاصمة الفرنسية، وكثيراً من الدول تمثل بوزير الخارجية، أو بوزير دولة. وشارك في المؤتمر رؤساء وزراء دوقية لوكسمبورغ والنرويج وتشيكيا.
بيد أن الغياب الأكبر تمثل في عدم حضور الصين للمؤتمر الذي دعيت إليه، وذلك لما تمثله من موقع وتأثير في الميزان السياسي والاستراتيجي. وتجدر الإشارة إلى أن الغربيين -وعلى رأسهم الولايات المتحدة وفرنسا وألمانيا- سعوا خلال قمة بالي لمجموعة العشرين الأخيرة، لدفع الصين إلى مواقف أكثر حيادية إزاء الحرب الروسية على أوكرانيا.
وفي أي حال، اعتبر ماكرون أن كثافة الحضور تعكس صورة «التضامن الدولي» الذي تحظى به أوكرانيا على الصعيد العالمي. وفي المقابل، أرسلت الهند ممثلاً لها، بينما تمثلت الدول الخليجية بسفرائها في العاصمة الفرنسية.
وبعكس المؤتمرات السابقة التي استضافتها رومانيا وسويسرا وألمانيا، فإن مؤتمر اليوم كان غرضه الوحيد توفير مساعدات فورية لأوكرانيا، لتمكينها من تخطي فصل الشتاء، عن طريق مساعدتها على إبقاء البنى التحتية الرئيسية فاعلة.
وعدَّد ماكرون القطاعات التي يتعين التركيز عليها، وهي خمسة: الطاقة، والمياه، والنقل، والصحة، والغذاء.
وحتى الدقائق الأخيرة قبل انطلاق المؤتمر، امتنعت المصادر الفرنسية أو الأوكرانية عن تقديم أي رقم للمساعدات المرتقبة من المؤتمرين الذين يمثلون المجموعة الدولية لدعم أوكرانيا. يضاف إلى ذلك أن المؤتمر لن يتطرق للجوانب السياسية والعسكرية؛ بل سيركز حصراً على الدعم الإنساني واقتصاد أوكرانيا بالمعنى الحياتي اليومي.
وسبق انطلاق المؤتمر اجتماع في قصر الإليزيه، ضم ماكرون ورئيس الوزراء الأوكراني دنيس شميهال. وكانت أولينا زيلينسكا، زوجة الرئيس الأوكراني، قد استُقبلت الاثنين في «الإليزيه» ملبية بذلك دعوة تلقتها من سيدة فرنسا الأولى بريجيت ماكرون، وهي تقوم بمهمة مزدوجة: تمثيل الرئيس الأوكراني من جهة، والسعي لتوفير الدعم والتضامن مع بلادها من جهة ثانية.
* ماكرون والشعب الأوكراني
وفي كلمته، أشاد ماكرون بـ«بطولة القوات المسلحة، والشعب الأوكراني المستمر في الصمود»؛ مندداً باستهداف القوات الروسية البنى التحتية بغرض «ترويع الأوكرانيين». وذهب ماكرون إلى المطالبة بـ«ألا تبقى هذه الأعمال من غير عقاب». وإذ لمح إلى المفاوضات المستقبلية التي يرى الجميع أنها ستكون الطريق لنهاية الحرب الروسية على أوكرانيا، سارع ماكرون لتبديد أي سوء فهم بتأكيده أنه «يعود للأوكرانيين تحديد ظروف المفاوضات وشروطها».
وحض الرئيس الفرنسي المشاركين على الاستجابة وتلبية الحاجات الأوكرانية التي فصَّلها من جانبه زيلينسكي. أما الأمر الآخر الذي شدد عليه ماكرون، فهو ضرورة التنسيق بين المانحين. ولهذا الغرض، أعلن إنشاء «آلية معززة للمساعدة الدولية» غرضها التنسيق بين المانحين، من أجل الإسراع في الاستجابة للمطالب. وترتكز الآلية الجديدة على الآلية الأوروبية الموجودة التي سيتم فتحها أمام الآخرين، ممن يرغبون في المساعدة.
وأعلن ماكرون مساعدة استثنائية لأوكرانيا بقيمة 76.5 مليون يورو، تضاف إلى 200 مليون سبق لفرنسا أن أقرتها لـكييف. وتريد باريس أن تخصص هذه المساعدة لإصلاح بنى الكهرباء والمياه والمساعدة الغذائية.
وبعد كلمة ماكرون، أفادت مصادر قصر الإليزيه بأن 400 مليون يورو إضافية أُعلنت، وأن هذا المبلغ سيرتفع مع إعلان المشاركين الرئيسيين عن مساعداتهم. وتجدر الإشارة إلى حضور صندوق النقد الدولي، والبنك الدولي، المؤتمر، وكذلك الصندوق الأوروبي.
أما زيلينسكي، فبدأ كلمته عبر تقنية «الفيديو كونفرنس» بتقديم الشكر لـ«عزيزي إيمانويل»، مقابل «عزيزي فولوديمير»، ساعياً بذلك لوضع حد للجدل الذي أثارته عبارة ماكرون قبل عشرة أيام، عندما تحدث عن الحاجة لـ«توفير ضمانات أمنية لروسيا»، وهو ما اعتبرته مصادر «الإليزيه»: «اقتطاعاً لجملة من سياقها». وأوضح زيلينسكي أن المساعدة التي تريدها بلاده ليست من أجل أوكرانيا فقط؛ بل أيضاً في إطار «الدفاع عن الديمقراطية»، مشدداً على أن الشعب الأوكراني يناضل من أجل الحرية، ومن أجل منع انتهاك النظام الدولي. وأكد أن بلاده بحاجة سريعة إلى مليار ونصف مليار يورو، من أجل إصلاح الأضرار، مؤكداً أن 12 مليون نسمة في كييف ومحيطها محرومون من التيار الكهربائي. وبنظره، فإن مولدات الكهرباء التي تنتظرها أوكرانيا تشبه إلى حد بعيد الواقيات من الرصاص.
وحض زيلينسكي المشاركين على مساعدة بلاده للحصول على الغاز الذي حُرمت منه بسبب الحرب، لتمكين الأوكرانيين من التدفئة. وبنظره، فإن المساعدة الدولية سيكون من نتائجها وقف عمليات اللجوء باتجاه البلدان الأوروبية.
أما الأمر الآخر الذي طالب به، فهو تمكين خبراء الوكالة الدولية من الوجود في المحطات المنتجة للكهرباء، لمنع الروس من استهدافها.