- ℃ 11 تركيا
- 25 ديسمبر 2024
مأمون الشناوي يكتب : هل يموت الحُب ؟!
مأمون الشناوي يكتب : هل يموت الحُب ؟!
- 6 يونيو 2021, 1:38:59 ص
- 1325
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
الحب الصادق لايموت أبداً !!.
ربما تخبو جَذوته قليلاً ، تبرد ناره ، يكمن فى حنايا النفس البعيدة ، يسكن منزوياً فى سُويداء القلب ، يقول واحد من العاشقين الوالهين الكبار « ياسَلوّة الأيام موعدك الحشر ! » أى سيبقى حُبه ملازماً لروحه حتى يوم العرض الأكبر ، يوم القيامة !! .
وكانت السيدة { عائشة } رضى الله عنها تَطمئن كل حين على حب رسول الله لها ، بعدما سألته ذات يومٍ عن حالة هذا الحب فى قلبه فقال لها « مثل العُقدة ! » ، فظلت بين الحين والآخر تسأله فى دلال « كيف حال العُقدة يارسول الله » فيُجيبها الرسول المُحب مُبتسماً « بخير ، بخير » ، بينما ظلّ حبه للسيدة { خديجة } رضيّ الله عنها ملازماً له ويُجاهر به إلى أن لقي ربه !!.
ورفضت كوكب الشرق السيدة { أم كلثوم } أن تتزوج من شاعر الشباب { أحمد رامى } الذى أحبها حتى الثُمالة ، وقالت له حين سألها عن السبب - مُستعيدةً تراثها الريفى فى قريتها طماى الزهايرة - « عشان الفُرن يفضل حامى يارامى » أىّ ليظلّ قلبه متلهفاً عليها فيبدع من القصائد مايعكس حُبه وشغفه ولوعته واشتياقه ، فتتلقفها هى وتشدو بها ألحاناً تسحر القلوب والعقول ، كان آخرها فى خريف العمر ، وبعدما باعدت بينهما الأيام ، حيّث ناجاها وناشدها مُعاتباً عِتاب العاشق الصَبّ « مخطرتش على بالك يوم تسأل عنى ، وعنيّّه مجافيها النوم ، يامسهرنى » !! .
فالحب الحقيقى الذى تأسس على تلاقى الأرواح ، والتضحية ، وإنكار الذات ، والإيثار ، والتسامح ، والعَفوّ ، والمغفرة ، والعطاء ، والتشوّق ، والتشوّف ، والحنوّ ، والتجمل ، والإسعاد ، والتراضى ، أبداً لايموت !! .
لكن الحب يمكن له أن يُقتل ، أن يموت ب « اسفكسيا » الجهل ، بالإصرار على الغباء ، والحماقة ، والتعالى ، والغرور ، والمَن والأذى ، بالإهمال والتجاهل ، باختلاق مُبررات التشاحن ، بعدم الاحترام ، بالشك المسموم ، بالغيرة العمياء البلهاء ، بالتربص والترصد ، بإفشاء سره للعوازل والشامتين !! .
فقد يُغفر للعاشقين أن يكمن حبهما ، وتهدأ شعلته فى قلبيّهما قليلاً ، ولكن لايُغفر لهما أن يقتلاه عمداً أو سهواً أو جهلاً ، فتظل روحه تلعنهما ، ويطارهما شبحه ودمه المراق إلى الأبد !! .
فاحرصوا كل الحرص على أحبائكم ، وعَضّوا عليهم بالنواجذ ، فمن يعثر على حُبٍ صادق فقد حاز الدنيا وما فيها ، فالحب فى زماننا هذا بات شحيحاً ، نادراً ، غريباً ، كغُربة أصحابه !! .