تكبير الخط تصغير الخط

في تصريحات غير مسبوقة تعكس حجم التوتر الداخلي في دولة الاحتلال، حذّر رئيس حزب "إسرائيل بيتنا" والوزير السابق أفيغدور ليبرمان من احتمالية وقوع اغتيال سياسي في إسرائيل، على خلفية تصاعد الخطاب العنيف على شبكات التواصل الاجتماعي، وانعدام الثقة في القيادة الحالية برئاسة بنيامين نتنياهو.

تحذير صريح من تفكك الداخل الإسرائيلي

في مقابلة مع إذاعة "103 إف إم" العبرية، أكد ليبرمان أن "المجتمع الإسرائيلي يعيش حالة غليان غير مسبوقة"، مشيرًا إلى أن الأجواء الحالية قد تنذر بوقوع حادث سياسي خطير شبيه باغتيال رئيس الوزراء الأسبق إسحاق رابين.

وقال: "الخطاب العنيف المتصاعد، خاصة على الشبكات الاجتماعية، أمر مقلق للغاية... هذا ليس مجرد تخوف، بل تحذير واضح".

نتنياهو يزعج ترامب: انقسام في العلاقات مع واشنطن

وفي إطار حديثه عن التدهور في العلاقات مع الحليف الأميركي، كشف ليبرمان عن محادثة جمعته مع صديق قديم في واشنطن مطلع على السياسة الأميركية، أكد له أن "بيبي بدأ يُزعج ترامب، ويفقد صبره واهتمامه بإسرائيل"، محذرًا من أن واشنطن قد تُجري مفاوضات مباشرة مع حماس دون إشراك تل أبيب.

وأضاف: "لهذا الأمر عواقب وخيمة على السياسة الإسرائيلية".

فشل السابع من أكتوبر... وغياب المساءلة

وفيما يخص إخفاقات السابع من أكتوبر 2023، حمّل ليبرمان نتنياهو المسؤولية المباشرة، قائلاً: "هو رئيس وزراء ذلك اليوم، ومع ذلك لم يتحمل المسؤولية، لم يستقل، ولم يشكّل لجنة تحقيق، ويمنع التوصل إلى اتفاق لإعادة الأسرى المحتجزين في غزة".

وأوضح أن نتنياهو يتمسك بالحكم فقط لـ"أسباب سياسية وائتلافية"، مشيرًا إلى أن تصريحاته عن القضاء على حماس ليست سوى "شعارات فارغة" بعد أكثر من عام ونصف من الحرب دون نتائج حقيقية.

الحرب على غزة: حكومة عاجزة عن الحسم

انتقد ليبرمان أداء الجيش والحكومة في قطاع غزة، وقال: "لم ننجح في السيطرة على غزة أو رفح أو خان يونس، وحماس لا تزال تطلق الصواريخ... الحكومة عاجزة عن تحقيق أي شيء سوى التصريحات".

وحول سيناريو التوصل إلى وقف إطلاق النار، رأى ليبرمان أن الخشية من انتهاكه من قبل حماس لا يجب أن تمنع من إبرام اتفاق، مؤكدًا أن الردّ ممكن إذا حدثت خروقات، تمامًا كما حدث سابقًا في جنوب لبنان.

الانفصال عن غزة هو الحل

وحول رؤيته لما يجب أن يحدث في "اليوم التالي" للحرب، دعا ليبرمان إلى "الانفصال التام عن قطاع غزة"، ووقف تزويد القطاع بالكهرباء والمياه والوقود، مؤكدًا أن "الحل يجب أن يأتي من مصر"، وأن "80% من سكان غزة سيغادرون طواعية إذا فُتحت لهم الحدود".

كما أشار إلى أن إنشاء حكومة عسكرية في غزة سيكلّف إسرائيل نحو 24 مليار شيكل سنويًا، وهو ما يعتبره خيارًا غير واقعي.

الملف الإيراني: إخفاق آخر لنتنياهو

تطرق ليبرمان أيضًا إلى الملف النووي الإيراني، موضحًا أنه ناقش منذ عام 2009 مع نتنياهو سيناريو ضرب إيران، لكنه لم يلمس أي جدية. وأكد أن "الفرصة الأفضل كانت خلال المرحلة الانتقالية بين إدارتي ترامب وبايدن، ولم تُستغل".

وأضاف أن أي هجوم اليوم سيكون "لأغراض انتخابية"، محذرًا من رد إيراني عسكري أو دبلوماسي، أو حتى توتر مع الولايات المتحدة نفسها.

إسرائيل في عزلة متزايدة: دعم يتآكل في الخارج

واختتم ليبرمان حديثه باستعراض التدهور الدبلوماسي المتسارع لإسرائيل، مشيرًا إلى أن وزير الحرب السعودي زار طهران مؤخرًا، وأن الرئيس الفرنسي أعلن عزمه الاعتراف بدولة فلسطينية في يونيو/حزيران.

وأضاف: "حتى الولايات المتحدة، التي كانت داعمة لنا من كلا الحزبين، خسرنا دعمها الديمقراطي، وها نحن على وشك خسارة الجمهوري أيضًا بسبب سياسات نتنياهو".