- ℃ 11 تركيا
- 15 نوفمبر 2024
لوفيغارو: التهديد “الإسلاموي” ما يزال محدقاً بفرنسا.. وعام 2024 يبدو محفوفاً بالمخاطر
لوفيغارو: التهديد “الإسلاموي” ما يزال محدقاً بفرنسا.. وعام 2024 يبدو محفوفاً بالمخاطر
- 6 أكتوبر 2023, 8:21:13 ص
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
باريس- “القدس العربي”:
قالت صحيفة “لوفيغارو” الفرنسية، إنه على الرغم من الهدوء على جبهة الهجمات، فإن التهديد الجهادي بات أكثر حضورا من أي وقت مضى في فرنسا. وعلى هذا النحو، يبدو عام 2024 الذي سيشهد دورة الألعاب الأولمبية في باريس، واحتفال فرنسا بالذكرى الثمانين لعمليات الإنزال في نورماندي وبروفانس، بحضور عدد من قادة الدول، يبدو وكأنه عام محفوف بالمخاطر، مشيرة إلى تحذيرات متكررة من وزير الداخلية وأجهزة المخابرات، واعتقالات منتظمة للإسلاميين الراغبين في التحرك وتفكيك خلايا “التحكم عن بعد” مرة أخرى من المناطق الباكستانية الأفغانية أو السورية- العراقية.
وأضافت “لوفيغارو” أنه في فجر هذا العام المحفوف بالمخاطر، وفي الوقت الذي يستغل فيه الجهاديون موجة الهجرة لزرع الموت، تخشى السلطات الفرنسية من السيناريو الأسوأ.
خطر “باتاكلان جديد”
“لوفيغارو” ذكّرت بتصريحات لوزير الداخية الفرنسي جيرار دارمانان، الشهر المُنصرم، دق خلالها ناقوس الخطر، قائلاً: “من المؤكد أن التهديد الخارجي سيعود بسبب الجغرافيا السياسية العالمية، وسيؤثر بالطبع على بلدنا”.
وتحدث الوزير الفرنسي عن “خطر باتاكلان جديد” وأشار إلى أن “التهديد من مناطق الجهاد في الساحل وبلاد الشام وأفغانستان ينمو مع مرور الوقت”. وخلف مفردات التهديد هذه، هناك سيناريو مخيف: هجمات إسلاموية مصممة في الخارج، وتنفذها فرق يتم إرسالها إلى فرنسا أو موجودة على الأراضي الفرنسية سلفاً.
وأكدت “لوفيغارو” أن أجهزة الاستخبارات اكتشفت “صلات” إرهابية في جميع أنحاء أوروبا داخل “مجموعات مجتمعية” ويمكن لهذه المشروعات الناشئة، التي يتم تمويلها عن طريق تهريب المخدرات، والتي عادت إلى الظهور مرة أخرى منذ استيلاء حركة طالبان على السلطة في أفغانستان، أن تستفيد من موجة الهجرة القادمة من أفريقيا والمغرب العربي.
وهذا التهديد، إذا أُخذ على محمل الجد، موجود بالفعل منذ أكثر من عام. ففي مقابلة أجراها في شهر فبراير الماضي مع مجلة Émile، وهي مجلة لخريجي Sciences Po Paris، تحدث رئيس المديرية العامة للأمن الداخلي (DGSI)، نيكولا ليرنر، عن “تجدد قدرة المنظمات الإرهابية على ضرب فرنسا”.
وأضاف: “إذا انخفض خطر التهديد المتوقع بشكل كبير منذ عام 2014، فإنه للأسف لم يختف”. فبينما يُظهر تنظيم الدولة مرونة في سوريا والعراق، فإن المنظمة الإرهابية تكتسب المزيد من الأرض في منطقة الساحل، في سياق تدهور الوضع الأمني، وأيضا في أفغانستان، على الرغم من أن تنظيم القاعدة وفروعه ما يزال نشطا.
وتابعت “لوفيغارو” القول إن الأشهر الاثني عشر الأخيرة، أظهرت عدة عمليات استهدفت أفراداً يعيشون في أوروبا أو آسيا الوسطى. ففي نوفمبر عام 2022، اعتقلت المديرية العامة لشؤون الأمن في مدينة ستراسبورغ، شخصين متطرفين، من روسيا وطاجيكستان، “تم توجيههما عن بعد” من الخارج.
ولا يقتصر الخطر بالطبع على فرنسا، فقد تمت اعتقالات أخرى في السويد وهولندا. ففي يوليو الماضي، ألقي القبض على إرهابيين من جمهوريات آسيا الوسطى السوفييتية السابقة في هولندا وألمانيا، مروا عبر أوكرانيا، وكانوا مرتبطين بتنظيم الدولة في خراسان، الفرع الأفغاني ”لداعش”.
ومضت “لوفيغارو” إلى التوضيح أن هناك 5273 شخصاً يعيشون على الأراضي الفرنسية يشكلون اليوم تهديداً إرهابياً، بما في ذلك العائدون من مناطق القتال، والذين يغادرون السجن أو حتى الذين تحولوا إلى التطرف على يد “غوغل إمام”. وتعتقد الأجهزة الفرنسية أن هؤلاء الأشخاص من المحتمل أن يقوموا بتصرفات غير لائقة أو على اتصال بأشخاص آخرين قد يتصرفون بشكل غير لائق. فهم معزولون، وذوو خبرة قليلة، ويستجيبون لرسائل الكراهية باستخدام وسائل بدائية، مثل السكاكين أو مكابس السيارات. هذا الجيل العفوي المكرس للجهاد هو مصدر خوف السلطات الفرنسية.
شباب جديد يتغذى على أيديولوجية قاتلة
تابعت “لوفيغارو” القول إنه فيما يتعلق بالإرهاب الداخلي، ربما يكون هذا هو المؤشر الأكثر إثارة للقلق؛ لأنه يوضح انجذاب بعض الشباب إلى “أيديولوجية إسلاموية قاتلة” بحسب وصفها. وغالباً ما يكون القاصرون في طليعة الاعتقالات الأخيرة. ففي نهاية أغسطس وبداية سبتمبر، ألقت المديرية العامة للأمن العام الفرنسية القبض على ثلاثة قاصرين. أما بالنسبة للبالغين، فقد لعب الجهاد دورا محفزا بالنسبة لمراهقي داعش.
وفي السنوات الأخيرة، تمت محاكمة عشرات المراهقين بتهمة ارتكاب أعمال “إرهابية إسلاموية”. وهناك أيضا مسألة “أشبال الخلافة” أي الأطفال الذين أخذهم آباؤهم الجهاديون أو ولدوا في مناطق القتال. وفي المجمل، عاد حوالي 300 قاصر إلى فرنسا، وأعيد بعضهم فقط مع أمهاتهم.
منذ الهجمات الانتحارية التي ضربت باريس في 13 نوفمبر 2015 (130 قتيلا و413 جريحا)، شهدت الاستخبارات الفرنسية تحولا حقيقيا. وقامت المديرية العامة للأمن الداخلي، وحدها بزيادة قوتها العاملة بنسبة 50% لتتجاوز الآن الـ5 آلاف عنصر.
وعلى الرغم من أن الذكاء البشري يظل في قلب نشاط الخدمات المتخصصة، إلا أنه لا يستطيع القيام بكل شيء، خاصة وأن الخبراء يقدرون أن حوالي عشرين ضابط شرطة يجب أن يتناوبوا لمراقبة الهدف باستمرار.
ووفقا لأحدث تقرير صادر عن وزارة الداخلية، تمت إعادة حوالي 795 أجنبيا إلى بلدانهم الأصلية منذ الأول من يناير عام 2017. لكن المعركة عابرة للحدود الوطنية، كما يتضح من العملية التي نفذتها يوروبول وتيك توك في 28 سبتمبر، بمشاركة 11 دولة، ومكّنت من اكتشاف 2145 محتوى مشبوها، بما في ذلك مقاطع فيديو مرتبطة بالجهادية.