- ℃ 11 تركيا
- 8 نوفمبر 2024
كيف يغير شراء إيران سوخوي 35 الروسية توازن القوى والردع في الشرق الأوسط؟
كيف يغير شراء إيران سوخوي 35 الروسية توازن القوى والردع في الشرق الأوسط؟
- 16 فبراير 2023, 7:00:20 ص
- 555
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
يعد خبر شراء إيران المزمع لطائرات "سوخوي 35" المقاتلة الروسية أحدث علامة على تعميق العلاقات بين طهران وموسكو. وهذا التطور مهم، حيث تم إلغاء عقود مماثلة في السنوات الأخيرة إلى الجزائر ومصر وإندونيسيا تحت ضغط من الولايات المتحدة والتهديد بفرض عقوبات اقتصادية.
ونتيجة لذلك، اشترت هذه الدول طائرات مقاتلة أمريكية من طراز "إف 15" أو مقاتلات رافال الفرنسية. وتعد الصين هي الدولة الوحيدة التي نجحت في شراء طائرات "سوخوي 35" من روسيا، ولم تحرز مفاوضات الهند مع موسكو أي تقدم ملحوظ.
وقد ذكر الكاتب فالي كاليجي في تقرير نشره موقع "مؤسسة جيمستاون"، أن البيئة الجيوسياسية الجديدة التي أحدثتها الحرب الروسية ضد أوكرانيا، قد تجعل إيران بالفعل الوجهة الجديدة للمقاتلة الروسية، ما يؤكد العلاقة العسكرية المزدهرة بين موسكو وطهران.
ولم تؤكد المصادر الروسية الرسمية أو تنفي تسلم إيران المقاتلات قريبا، ولكن أكد شهريار حيدري، عضو لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية بالبرلمان الإيراني، أن طائرات "سوخوي 35" المقاتلة التي طلبتها إيران من روسيا ستصل في مارس/آذار 2023. وأشار إلى أن طهران طلبت أيضًا معدات عسكرية أخرى من روسيا، بما في ذلك أنظمة الدفاع الجوي وأنظمة الصواريخ والمروحيات، وسيتم تسلم معظمها قريبًا.
وأشار كاليجي إلى أنه مع عدم وجود أدلة على وجود عقود بين الطرفين زعمت بعض المصادر أن إيران تتسلم مقاتلات "سوخوي 35" مقابل صادراتها من الطائرات بدون طيار إلى روسيا وبالتالي، تظل المصادر الرئيسية هنا تأكيدات حيدري العلنية.
من جهة أخرى تبدو سرية موسكو نتيجة لتعميق العلاقات بين الطرفين ولسرية المسائل الأمنية. وفي هذا الصدد يعتقد حميد رضا عزيزي، الخبير الإيراني في المعهد الألماني للشؤون الدولية والأمنية، أن "روسيا ستسلم إيران 24 طائرة من طراز سوخوي 35، لكن ربما ليس أكثر من ذلك، لأن العقوبات المفروضة على روسيا تعني أنها لا تستطيع إنتاج الكثير من المقاتلات".
ويلفت التقرير إلى أنه ربما يكون السبب الأكثر إلحاحًا لشراء إيران طائرات "سوخوي 35" هو الحاجة القوية لتحديث مقاتلاتها.
وتعتمد القوات الجوية الإيرانية بشكل كبير على الطائرات الأمريكية الصنع التي تم إصلاحها، بما في ذلك "إف 5" و"إف14 " التي تم شراؤها قبل الثورة الإسلامية عام 1979، وعلى هذا النحو، وفقًا لتقارير وسائل إعلامية، فإن شراء طهران للطائرات المقاتلة "سوخوي 35" سيسهل تجديد بعض قدراتها الجوية، وربما يضع الأساس لمزيد من التعاون في الإنتاج الدفاعي بين روسيا وإيران. كما أن هناك اتفاقيات يمكن أن تخفض التكاليف إذا ما تم ترتيب الإنتاج المشترك.
وعلى المستوى السياسي فإن شراء المقاتلات سيعني القدرة على رفع حظر الأسلحة المفروض على إيران وفق قرار مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة رقم 2231. وهذا يعني أن إيران ستكون قادرة قانونيًا على شراء وبيع الأسلحة التقليدية، بما في ذلك الأسلحة الصغيرة والصواريخ والمروحيات والدبابات.
وحول الآثار الأوسع، نقل التقرير ما قاله الخبير العسكري الإيراني محمد حسن سنجتراش، أن "هذه الطائرة ستكون فعالة بشكل خاص إذا تمكنت إيران من تثبيت أسلحة أصلية عليها. حيث يمكنها لعب دور أواكس (نظام الإنذار والتحكم المحمول جواً)، وإذا تم توصيلها بشبكة الرادار الإيرانية، فإنها ستكتسب قدرات دفاعية فريدة من نوعها كما يمكن الحصول على تفوق معين في مجال المقاتلات والسفن الحربية على جيرانها مثل أذربيجان".
ويضيف كاليجي أن شراء إيران للمقاتلات سيؤثر على التوازن في القوة الجوية الإقليمية مقابل الدول العربية في منطقة الخليج العربي، خاصة الإمارات والبحرين والسعودية، وكلها لها علاقات هشة مع إيران. ولذلك قد تلجأ هذه الدول إلى المزيد من الأسلحة من الغرب.
وبالمثل، فإن التوترات المتزايدة مع تل أبيب بما في ذلك هجوم الطائرات بدون طيار الإسرائيلية المزعوم على الأراضي الإيرانية قد تؤثر أيضًا على هذه الصفقة، حيث ستعمل المقاتلات المتقدمة على تحسين الوضع الدفاعي والوقائي لإيران ضد الهجمات الإسرائيلية المحتملة.
ومع ذلك هناك من يرى أن هذه الصفقة لن تحدث تحولا في الردع الدفاعي لأن إيران لا تعتمد في الردع على القوة الجوية.
ويختتم التقرير بأنه إذا تم الانتهاء من شراء المقاتلة الروسية، فسيكون ذلك أحد أكثر عمليات شراء الأسلحة أهمية في إيران منذ الثورة الإسلامية عام 1979، وسيؤدي ذلك أيضًا إلى نقل العلاقات العسكرية والدفاعية الناشئة بين طهران وموسكو إلى مرحلة جديدة، والتي سيكون لها عواقب رئيسية على توازن القوى والردع في جميع أنحاء جنوب القوقاز والشرق الأوسط.
المصدر | فالي كاليجي | جيمستاون