قلق إسرائيلي من تزايد التأثير الفلسطيني في "تيك توك"

profile
  • clock 27 سبتمبر 2022, 6:29:36 ص
  • eye 680
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01

فيما يواجه جيش الاحتلال المقاومين الفلسطينيين على أرض الواقع، تنشغل أجهزة أمن الاحتلال في مواجهة النشطاء الفلسطينيين في العالم الافتراضي عبر شبكات التواصل، لاسيما تطبيق "TikTok".

والتطبيق الصيني الشهير، بات يشهد تواجدا فلسطينيا لافتا، ويحظى بعشرات ملايين الآراء والمؤيدين والمعارضين، والنتيجة، وفق التقدير الإسرائيلي، أن الفلسطينيين يفوزون بشكل كبير في المعركة الإعلامية من أجل تعميم روايتهم في مواجهة السردية الإسرائيلية، وباتوا يمتلكون القدرة في التأثير على الرأي العام.
في الوقت ذاته، ترصد المحافل الأمنية الإسرائيلية، الأداء الدعائي الفلسطيني على شبكة "تيك توك"، الذي يقدم رسائل سياسية ووطنية كاملة، لكن من خلال وسائل مختلفة وغير تقليدية، ومنها مثلا أصوات مضحكة، وتحديات مريبة، ومقاطع قصيرة، واللعب مع حيوانات أليفة، والتحدث بالعربية والإنجليزية والإسبانية، وعلى طول الطريق تحدي دولة الاحتلال.

وذكرت خبيرة الشؤون العربية لموقع "زمن إسرائيل"، كاسنيا سيفاتلوفا ، أن "الشباب الفلسطيني يعبر عن نفسه من خلال تيك توك، هذه الشبكة الاجتماعية الصينية التي غزت جميع أنحاء العالم، وبين مشاهد الرقص والطبخ هناك قدر كبير من السياسة، ومحاولة للتعامل مع واقع الصراع المستمر مع إسرائيل".

وأشارت إلى أن الفلسطينيين يعكسون حالهم في الحياة الواقعية عبر استخدام التطبيق، "حيث يتصارع الفلسطينيون والإسرائيليون ويتقاتلون من أجل الرواية السردية، لكن هذه المرة في الساحة الافتراضية عبر تيك توك، وأحيانا إنستغرام".

وأضافت في التقرير  أن "تيك توك انتشر سريعا بين الفلسطينيين بعد ظهور ناشطين عدة في الأحداث السياسية الأخيرة، لاسيما في حي الشيخ جراح والمسجد الأقصى، وبروز نجم التوأم محمد ومنى الكرد، اللذان أيقظا وعي العالم، وكشفا في الوقت الحقيقي عن نية الاحتلال إجلاء العديد من العائلات الفلسطينية لصالح المستوطنين، وأطلقا حملة عالمية بإمكانيات محدودة، وحققت ما لم تحققه القيادة الفلسطينية، واستطاعا لفت انتباه العالم لفترة طويلة". 

وتوقعت أنه "في غضون عقد من الزمن، سيشكل هذا الجيل من الشباب المتحدثين باللغات والعولمة ووسائل التواصل وجه المجتمع الفلسطيني، وربما حتى قيادته السياسية، وإسرائيل التي اعتادت إدارة شؤونها في المناطق في قطاع غزة والضفة الغربية أمام القادة ذاتهم على مدى عقود، من المتوقع أن تفاجأ بالقيادة المقبلة". 

وأشارت إلى أن "قراءة السلوك الشبابي على تيك توك، تدفعنا نحن الإسرائيليين للإدراك أن هؤلاء النشطاء يستغلون كل وسائل التكنولوجيا المعاصرة، خاصة الهاتف الخلوي، فيلتقطون صورا من الشوارع الفلسطينية، ولديهم مكتبة ضخمة من الموسيقى، بحيث يمكنهم اختيار أنسب أغنية للمقطع المناسب، مع إضافة بعض ترجمات وصور متحركة لزوم الإثارة والجذب، وفي بضع دقائق، وأحيانا حتى ثوان، يكون الفيديو جاهزا ومتاحا للمشاهدة من قبل أكثر من مليار مستخدم لهذا التطبيق".

في الوقت الذي تصوّر فيه دولة الاحتلال مدينة جنين مثلا بأنها وكر للعمليات المسلحة، ومكان مخيف ومهدد ينطلق منه الفدائيون لتنفيذ هجمات دامية في قلب المدن الإسرائيلية، فإن نشطاء التيك توك الفلسطينيون ينشرون أن جنين مدينة عادية تماما، بها مراكز تسوق ومعالم، مع موسيقى في الخلفية عادة ما تكون فلسطينية أو أغاني تقليدية يحفظها كل فلسطيني عن ظهر قلب.

وبعد ثواني معدودة تتلقى مقاطع الفيديو هذه عشرات آلاف المشاهدات والإعجابات، مما يضرب في عصب الرواية الإسرائيلية للمجتمع الدولي، وفق قول الخبيرة الإسرائيلية.

وأكثر من ذلك، ترصد الأوساط الأمنية الإسرائيلية أن غالبية مقاطع التيك توك التي ينشرها النشطاء الفلسطينيون تنمّ عن جيل جديد "يريد فلسطين كلها، من البحر إلى النهر، لا يوجد شيء اسمه إسرائيل".

وعند أي حدث سياسي أو أمني يستجيب "التيكتوكرز" الفلسطينيون فورًا للتحدي، ويوضحون على طول الطريق "الظلم التاريخي المتمثل في إقامة دولة إسرائيل"، ويحصل بعضهم على 40 مليون مشاهدة لمقطع الفيديو الخاص به، - والويب مليء بمقاطع فيديو مماثلة. 

وتضع دولة الاحتلال يدها على كيفية عمل النشطاء الفلسطينيين على "تيك توك" من خلال تقديم حقائق مبسطة حول الصراع مع الإسرائيليين، خارج كل التعقيدات العلمية، ومع مرور الوقت تكتشف آلاف المنشورات التي يتردد صداها لدى الجماهير في الدول الإسلامية والعربية والغربية.

والخلاصة الإسرائيلية، أن كل من يعتقد من الإسرائيليين أن القضية الفلسطينية لم تعد تهمّ أحدا، أو أنها ماتت من وجهة نظر العالم، فإنهم مطالبون بإلقاء نظرة على "تيك توك"، هذا العالم البعيد جدا عن عالم الكبار المنهمكين بالتعامل مع روتين الصراع المستمر.

ولعل ما تصفه إسرائيل بالهيمنة الفلسطينية في "تيك توك"، تؤكد أن جيل الشباب في الشرق الأوسط والعالم يهتم بالقضية الفلسطينية، وأن الروح المعادية لإسرائيل في غياب حل للقضية ستزداد قوة، ومع مرور الوقت يزداد الشعور بين جيل الشباب أن هناك حلا واحدا فقط وهو المقاومة الكاملة والمقاطعة الكاملة والنضال.

 

 

 

 

التعليقات (0)