في عملية سرية، اسرائيل جلبت عشرات الافارقة معظمهم ليسوا يهود

profile
  • clock 8 نوفمبر 2021, 7:25:23 م
  • eye 483
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01

جلبت إسرائيل في هذه السنة، في حملة سرية، عشرات المواطنين الإثيوبيين من إثيوبيا التي تجري فيها حرب أهلية، وعند وصولهم اكتشفت أن معظمهم ليسوا يهوداً. وقد علمت “هآرتس” أن سلطة السكان والهجرة اعتبرت العملية التي عرضت حياة الناس وعلاقات إسرائيل الدبلوماسية مع إثيوبيا للخطر “مؤامرة” مخططا لها استغلت المنظومة”.

عندما هبطت طائرة خاصة في مطار بن غوريون في هذه السنة، فإن انفعال حفنة من المشاركين الذين عرفوا عن وصولها، كان كبيراً، 61 شخصاً من ذوي الجذور اليهودية تم تهريبهم من منطقة المعارك في إثيوبيا، التي تسودها حرب أهلية في السنة الأخيرة. ولكن سرعان مع بدأت تظهر شكوك كبيرة حولهم. ففي فحص أجرته سلطة السكان والهجرة، تبين أن معظم القادمين جاءوا بناء على طلب من مواطن إسرائيلي خاص أراد أن يجلب إلى البلاد طليقته وأشخاصاً قاموا بتشغيل مصالحه التجارية، وأنهم في معظمهم ليسوا يهوداً، ويبدو أن حياتهم لم تكن معرضة للخطر.

في السنة الماضية، اتخذت حكومة نتنياهو قراراً سرياً لإحضار عدد من المواطنين الإثيوبيين إلى البلاد، هذا حسب معلومات حصلت عليها إسرائيل تفيد بأن حياتهم في خطر. في الوقت نفسه، كانت الحرب الأهلية في إثيوبيا في المراحل الأولى وتركزت في منطقة الشمال في إقليم تغراي. كان الخوف على حياة عائلات ذات جذور يهودية اعتبرتها سلطات إسرائيل من “نسل إسرائيل”. لذلك، كان من حقهم الهجرة إلى البلاد.

في هذه السنة، صادقت حكومة بينيت على تنفيذ هذه العملية، وانطلقت العملية. تم جلب 61 قادماً جديداً من إثيوبيا، وأسكنوا في مركز استيعاب في “كيبوتس بيت الفا”، وهناك مروا بعملية تشخيص من قبل وزارة الداخلية وسلطة السكان والهجرة. ولكن حينها ظهرت علامات استفهام. فسرعان ما عرف أعضاء سلطة السكان والهجرة بأن الحديث لا يدور عن عائلات ذات جذور يهودية، وأن حياتها في حينه لم تكن معرضة لخطر حقيقي. لأنها في الأصل لم تكن تعيش في منطقة المعارك. في أعقاب هذه الشكوك، فتحت سلطة السكان والهجرة تحقيقاً سرياً في الموضوع.

4 يهود فقط من بين الـ 61

وصلت نتائج الفحص إلى “هآرتس”. “هناك شك كبير بشأن انتماء من تمت دعوتهم لـ “نسل إسرائيل” رغم تصريحاتهم”، كتب في وثيقة رسمية لسلطة السكان. وكتب أيضاً أن “معظم الذين جلبوا لم يأتوا من مناطق القتال كما تم الادعاء، ولم يكونوا معرضين للخطر. في الخلاصة، معظم أعضاء المجموعة المذكورة أعلاه لم تكن لهم أي احتمالية للوصول إلى البلاد”. وقال مصدر رفيع في سلطة السكان والهجرة: “حتى الآن نجحنا في إثبات الجذور اليهودية لأربعة قادمين جدد فقط”.

عندما تبين الخطأ، بدأت سلطة السكان والهجرة فحص من بلوروا قائمة القادمين الجدد. بصورة مثيرة للاستغراب، اكتشفت السلطة أن 53 مهاجراً من بين الـ 61 جاءوا إلى البلاد بناء على طلب ومعلومات قدمها مواطن إسرائيلي باسم ساركا تسيوم. وحسب فحص أجرته “هآرتس”، فإن تسيوم هاجر إلى إسرائيل من إثيوبيا في 1996 وهو ليس شخصية معروفة في الجالية التيغرية في إسرائيل.

فوجئ الموظفون في سلطة السكان والهجرة عند اكتشاف هوية هؤلاء المهاجرين الذين اهتم تسيوم بجلبهم إلى البلاد. “طليقته المسيحية دخلت إلى البلاد مع زوجها المسيحي وثلاثة أولاد مشتركين”


ورد الموظفون في سلطة السكان على الشخص الذي قام بتنظيم تصاريح الهجرة الاستثنائية لأقربائه والعاملين لديه، بشكل شديد. “الشعور الذي تولد لدينا هو وجود مؤامرة مخطط لها استغلت الجهاز”، كتب مديرة شعبة السكان المؤقتين في سلطة السكان والهجرة، ميخال يوسفوف، وأضافت. “المخفي أكثر من المكشوف بخصوص النوايا التي قدمت من قبل ممثلي الجالية في البلاد”.

“ظاهرياً، يبدو أنهها خدعة كبيرة”، قال مصدر رفيع في الحكومة. “أنا غير متأكد من أننا قد اتخذنا قراراً حول عملية الهجرة هذه. ولكن يبدو أنه كانت هنا فوضى كبيرة”.

القادمون سيبقون في البلاد

قالت مصادر رسمية في إسرائيل إن فحص سلطة السكان والهجرة تم بشكل متسرع وبدون أن يتحدث موظفوها مع كبار ممثلي الطائفة التايغرية في البلاد، الذين يعرفون أشجار العائلة ويعرفون الجذور اليهودية للقادمين. وسواء تعلق الأمر بعائلات لها جذور يهودية أم لا، فإن القادمين من إثيوبيا سيبقون في البلاد، هذا ما قالته مصادر عليا في الحكومة.

مؤخراً، انتشرت الحرب الأهلية بشكل كبير في جميع أجزاء الدولة. مصادر إسرائيلية، من بينهم وزراء، تطرقوا إلى الحاجة للقيام بعملية أخرى لتهجير ذوي الجذور اليهودية الذين في إثيوبيا. مع ذلك، تعارض هيئة الأمن القومي هذه العملية بشدة، قائلة: “جلب الآلاف إلى إسرائيل بدون فحص يهوديتهم يعدّ خطأ ديمغرافياً غير مسبوق وزائداً وخطيراً”.

بقلم: ميخائيل هاوزر طوف

هآرتس 8/11/2021

التعليقات (0)