- ℃ 11 تركيا
- 8 نوفمبر 2024
فورين بوليسي:كيف نشرت وسائل الإعلام الروسية رواية موسكو حول حرب أوكرانيا في الشرق الأوسط؟
فورين بوليسي:كيف نشرت وسائل الإعلام الروسية رواية موسكو حول حرب أوكرانيا في الشرق الأوسط؟
- 26 مارس 2023, 10:09:57 ص
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
بعد مرور أكثر من عام على الغزو الروسي لأوكرانيا، لا تزال هناك مجموعة الدول المتحالفة مباشرة مع موسكو بما في ذلك بيلاروسيا ألكسندر لوكاشينكو وسوريا بشار الأسد.
وتتناول آنا بورشيفسكايا خلال مقالها في "فورين بوليسي" الذي ترجمه "الخليج الجديد" علاقات موسكو المستمرة بمجموعة دول حيث صوتت 6 دول مع موسكو ضد قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة الذي دعا إلى انسحاب روسيا في الذكرى السنوية، مقابل 141 صوتت لصالحه.
وتقول الكاتبة إنه بهذا المقياس، اعتبرت الجهود المبذولة لعزل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين على المسرح العالمي ناجحة للغاية.
لكنها تستطرد أن مثل هذه الأصوات يمكن أن تكون خادعة. والشرق الأوسط هو مثال رئيسي حيث تكشف المحادثات مع النخب في العديد من عواصم الشرق الأوسط عن تقدير مفاجئ لموقف روسيا، بما في ذلك التعاطف مع حجة بوتين بأن روسيا اضطرت للتحرك لتجنب تطويق الناتو.
بالإضافة إلى ذلك، وجد استطلاع الشباب العربي 2022، الذي أجرته شركة أصداء لاستشارات العلاقات العامة، ومقرها دبي، أن المزيد من الشباب العرب (الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و24 عامًا) يلومون الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي، وليس روسيا، على الحرب في أوكرانيا.
وتضيف الكاتبة أن هناك عدة أسباب تجعل العديد من أصدقاء واشنطن التقليديين في الشرق الأوسط متناقضين في أحسن الأحوال بشأن حرب أوكرانيا. يتعلق بعض هذا بإحساسهم الخاص بالتخلي عن الولايات المتحدة في وقت الحاجة، وهو شكوى مشتركة من السعوديين والإماراتيين الذين كانوا مثل أوكرانيا على الطرف المتلقي للطائرات الإيرانية بدون طيار ولكنهم لم يتلقوا نفس العرض الهائل للدعم الأمريكي.
ويتعلق البعض بحقيقة أن واشنطن التي كانت على استعداد لإرسال أكثر من نصف مليون جندي وبحارة وطيار أمريكي لتحرير الكويت منذ جيل مضى، تعتبر أن إرسال أسلحة وذخيرة لدعم الأوكرانيين الذين يقاتلون بأنفسهم يمثل عبئًا ثقيلًا اليوم. ما يشير إلى أن هناك فرصة ضئيلة لأن ترسل الولايات المتحدة مرة أخرى شبابها وشاباتها لحماية دولة عربية بعيدة.
ومن وجهة نظر الكاتبة يعود جزء من هذا إلى تصور أن روسيا هي الحصان القوي، كما يتضح من استعداد بوتين لدعم حليفه في دمشق بعد أن امتنع الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما عن استخدام القوة بالرغم من وعده بمعاقبة سوريا لاستخدام الأسلحة الكيماوية ضد المدنيين الأبرياء.
وبشكل خاص في صالونات القاهرة، هناك حنين إلى الأيام التي كانت فيها روسيا المورد الرئيسي للأسلحة في وقت، قبل عقود، عندما كانت مصر عملاقًا عربيًا.
ومع ذلك، فإن هذه الأفكار لم تتجذر من تلقاء نفسها. والعنصر المفقود الذي جعل هذه الأفكار موطنًا للكثيرين في العالم العربي هو انتشار وسائل التضليل الروسية.
وقبل سنوات من الغزو الأوكراني، ظهرت وسائل الإعلام الروسية المملوكة للدولة مثل "روسيا اليوم" و"سبوتنيك" كمصادر رئيسية للأخبار الإقليمية المشروعة في الشرق الأوسط.
وبينما تم حظرها في الغرب فقد احتفظت وسائل الإعلام الروسية التي تديرها الدولة بإمكانية الوصول الكامل إلى موجات الأثير طوال أزمة أوكرانيا في الشرق الأوسط، ما مكّن الكرملين من نشر روايته عن الحرب عبر وسائل الإعلام الإقليمية.
وتضيف الكاتبة: لأن موسكو تعرف جمهورها في الشرق الأوسط جيدًا. فهي تضع بشكل روتيني الحرب على أنها تحدٍ روسي للنظام المهيمن الذي تقوده الولايات المتحدة، وهي حجة تلعب دورًا جيدًا في العديد من العواصم العربية.
على سبيل المثال، يقوم مجمع الأخبار العربية "نبض" بإعادة نشر مقالات روسيا اليوم باللغة العربية بشكل متكرر.
وعلى سبيل المثال تكون العناوين الروسية الرئيسية نموذجية: "الغرب والولايات المتحدة غير مهتمين بدعم أوكرانيا بل إضعاف روسيا"، "مهمة واشنطن هي الحد من نمو شركائها الأوروبيين والآسيويين"، "أوكرانيا مجبرة على القتال نيابة عن الناتو"، وما إلى ذلك. وقد شقّت هذه المقالات الروسية، وحتى الرسوم الكاريكاتيرية، طريقها في النهاية إلى وسائل الإعلام العربية، دون الإشارة إلى أصلها.