تكبير الخط تصغير الخط

حكمت روسيا على فلاديمير كارا مورزا، الإثنين، بالسجن 25 عاما بتهمة الخيانة، في أشد عقوبة حتى الآن لمعارض للحرب في أوكرانيا.

من هو؟

 ذكرت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية أن كارا مورزا (41 عاما)، سياسي معارض منذ عهد بعيد، ومؤرخ وناشط كتب مقالات للصحيفة خلال السنوات الأخيرة عن الحياة في روسيا.

وكان كارا مورزا ينتقد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وقراره بشن الحرب على أوكرانيا، وفي يناير/كانون الثاني، كتب كارا مورزا أن "الروس يعيشون في واقع مخيف ومشوه"، وهو واحد من مقالات الرأي التي كتبها من زنزانة سجنه.

وكان كارا مورزا محتجزا في موسكو منذ اعتقاله في أبريل/نيسان عام 2022، وقال إن محاكمته أعادت عقارب الساعة إلى زمن القمع السياسي من عهد جوزيف ستالين في الثلاثينيات من القرن الماضي.

وفي حين يحمل كارا مورزا جوازي سفر، أحدهما بريطاني والآخر روسي، اختار ألا يعيش بصفة دائمة في الغرب، وكان يعيش في روسيا، مصرا على أنه لا يمكنه الدفاع عن حقوق المواطنين وحرياتهم إلا إذا تعرّض لنفس المشاق التي يواجهونها.

ويعتبر أحد منتقدي الكرملين القلائل الذين ما زالوا يعيشون على الأراضي الروسية في ظل تهديدات توجه إلى من يعارضون الحكومة، بحسب "واشنطن بوست". وتعيش زوجته، إيفجينيا كارا مورزا، وأطفالهم الثلاثة في الولايات المتحدة.

وشغل كارا مورزا منصب نائب زعيم جماعة المعارضة الروسية، حزب حرية الشعب، من عام 2015 إلى 2016. وكان مساعدا قديما لبوريس نمتسوف، زعيم المعارضة الروسي الذي اغتيل أمام الكرملين عام 2015.

وتعرض كارا مورزا للتسميم للمرة الأولى عام 2015، بحسب زوجته. وكتبت عن الهجوم شبه المميت في مقال رأي لـ"واشنطن بوست" العام الماضي، مضيفة أنه تعرض للتسميم مرة ثانية في 2017.

واتهم كارا مورزا الكريملين بتدبير عمليتي التسميم، إلا أن موسكو نفت تورطها في العمليتين، اللتين أدخلتاه في غيبوبة في كلتا المرتين.
 

لماذا اعتقل؟

اعتقل كارا مورزا في أبريل/نيسان الماضي في اتهامات بنشر معلومات مزيفة. واستشهدت السلطات بخطاب ألقاه أمام المشرعين في ولاية أريزونا يدين فيه الأعمال العسكرية الروسية في أوكرانيا.

ومنذ شنت روسيا الحرب على أوكرانيا، أوضح بوتين أنه لن يتم التسامح مع انتقاد "عمليته العسكرية الخاصة". وعوقب منتقدو الحرب الروسية والمعارضون بالاعتقالات، والعقوبات المالية، والسجن.

وأدانت الحكومات الغربية بشدة الحكم بسجن كارا مورزا لمدة 25 عاما، حيث دعت الولايات المتحدة وبريطانيا لإطلاق سراحه الفوري.

ووصفت وزارة الخارجية الأمريكية الاتهامات بالملفقة، وفرضت عقوبات على مسؤولين روس مشاركين في القضية بسبب "الانتهاك الجسيم لحقوق الإنسان".

ماذا بعد الحكم؟

لم يكن قرار المحكمة محل شك على الإطلاق، وسعى المدعي العام لفرض أقصى عقوبة بالسجن 25 عاما.

وقالت ماريا إيسمونت، عضوة فريق الدفاع عن كارا مورزا، إنهم يعتزمون استئناف الحكم، وفقًا لرويترز.

ومنذ اعتقاله، أعرب المقربون من كارا مورزا عن مخاوفهم على صحته.

ويقول محاموه إنه فقد 50 رطلا من وزنه في العام الماضي، وأن هذا لن يكون جيدا للبقاء على قيد الحياة طوال 25 عاما من وجوده خلف القضبان.