- ℃ 11 تركيا
- 14 نوفمبر 2024
غزو أوكرانيا.. كيف منع الردع النووي روسيا وأمريكا من الذهاب بعيدا؟
غزو أوكرانيا.. كيف منع الردع النووي روسيا وأمريكا من الذهاب بعيدا؟
- 26 مايو 2022, 5:15:14 ص
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
أثارت حرب أوكرانيا تساؤلات حول مستقبل الردع النووي عالميا.
والإجابة المختصرة هي أن الحرب تسلط الضوء على استمرار كل من فعالية وقيود الردع النووي.
وبالرغم من التوازن النووي طويل الأمد بين الولايات المتحدة وروسيا، فقد ظهرت ديناميكية ثلاثية نتيجة ترسانة الصين النووية المتوسعة والعقيدة النووية المتطورة.
وأثبتت الحرب في أوكرانيا استمرار المبادئ الأساسية للردع النووي، فقد أبقت روسيا الحرب على أوكرانيا فقط، وامتنعت الولايات المتحدة عن التدخل العسكري المباشر في أوكرانيا.
وهو نفس ما كان سائدا خلال الحرب الباردة، حيث ساعد الخوف المشترك من نشوب صراع نووي في عدم الصدام المباشر بين السوفييت والأمريكيين فيما انتشرت الحروب بالوكالة.
إن الخطر الدائم المتمثل في نشوب حرب نووية أوسع يقيد - أو "يردع" - إجراءات معينة من قبل كل جانب.
وتعتبر روسيا أن أي إمدادات لحلف الناتو مستهدفة بمجرد عبورها الحدود الأوكرانية، لكن موسكو تمتنع عن ضرب هذه الإمدادات داخل بولندا.
وتعمل واشنطن بشكل مطرد على توسيع دعمها للقوات الأوكرانية لكنها في الوقت ذاته لا توفر منطقة حظر طيران، ولا تشارك بنشاط في العمليات العسكرية على الأرض في أوكرانيا.
ومع ذلك، لا يعتبر الرادع النووي رادعًا شاملاً بل يردع مستوى معين من الإجراءات أو السلوكيات.
ولم تمنع الترسانة النووية الأمريكية روسيا من غزو أوكرانيا، ولم تمنح واشنطن نفوذاً لإقناع موسكو بالانسحاب، وذلك لأن أيا من الإجراءين لا يقع ضمن نطاق الردع النووي المُعلن عنه.
ويتطلب الردع القابل للتطبيق ثلاثة أشياء: قدرات قوية يمكن إثباتها، والاستعداد لاستخدام الأصول الرادعة، و "خطوط حمراء" يتم توضيحها.
((2)
ويجب على صاحب القدرة الرادعة أن يقرر ثم يوضح بجلاء ما هي أفعال الخصم التي ستؤدي إلى اللجوء إلى الرادع.
وعلى عكس الأدوات السياسية أو العسكرية أو الاقتصادية الأخرى، يجب أن لا يكون هناك غموضا فيما يتعلق باحتمالية حدوث تصعيد نووي سريع.
كما أن إبقاء الرادع النووي أمرا سريا لا يضمن السلام ولا يجبر الخصم على تغيير الآراء السياسية.
وغالبًا ما يتم الاحتفاظ بالأسلحة النووية لمواجهة التهديدات "الوجودية" أو التحديات المتعلقة ببقاء أو سلامة أراضي الدولة.
وهذا هو السبب في أن الولايات المتحدة وشركاءها الأوروبيين في حالة تأهب نووي قصوى، فقد أكدت روسيا أن أوكرانيا قضية وجودية.
ولا يعني ذلك أن روسيا مستعدة لاستخدام الأسلحة النووية في أوكرانيا، ولكن يعني أن هناك حدودًا للمساعدة الغربية لكييف.
ويعد الأمر متروكا للغرب لتفسير نية روسيا واستعدادها وتمييز ما إذا كانت موسكو جادة أم أنها مخادعة.
وفي أغلب الأحيان، عندما يتعلق الأمر بالأسلحة النووية أو غيرها من أسلحة الدمار الشامل، فإن المسار الحكيم هو اتخاذ جانب الحذر.
على سبيل المثال، عدلت الولايات المتحدة تقييماتها وسياساتها تجاه كوريا الشمالية بناءً على افتراض قدرتها النووية حتى قبل إثباتها بالكامل.
إن الافتراض الخاطئ في الاتجاه المعاكس سيكون له عواقب وخيمة.
ولا يزال الردع النووي صامدًا في الأزمة الأوكرانية حيث يقيد الطرفان أفعالهما بالرغم من الأخطاء والنكسات الواضحة للجانب الروسي والضغوط السياسية على الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي.
لكن الصراع الحالي سيزيد تشبث القوى النووية الأصغر بقدراتها النووية وقد تدفع هذه الأزمة بعض الدول لتنشيط برامجها النووية.
وبالنسبة للقوى الصغيرة والمتوسطة، فإن رسالة أوكرانيا هي أنه بدون معاهدة صريحة، من غير المرجح أن تدافع إحدى القوى النووية عنك ضد أخرى.
وبالنسبة للقوى النووية الكبرى، تعزز حرب أوكرانيا تعقيد عالم متعدد الأقطاب، حيث قد يثني الردع النووي المواجهة المباشرة بين القوى الكبرى، لكنه في الوقت نفسه يزيد من احتمالية الأعمال العسكرية التقليدية حول محيطها.