أزمة إنسانية تتفاقم بلا حلول حقيقية

غزة.. أزمات اقتصادية وتضاؤل المساعدات.. ووكالة الأونروا تُحذر

profile
  • clock 16 أبريل 2025, 5:02:47 م
  • eye 513
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01
تعبيرية

عائلات مشردة تبحث عن مأوى في ظل تصعيد عسكري مستمر

 

في مدينة طولكرم شمالي الضفة الغربية، تتنقل عائلة فلسطينية نازحة منذ أسابيع من مكان إلى آخر، بعد أن أجبرها الجيش الإسرائيلي على مغادرة منزلها خلال إحدى العمليات العسكرية التي تسببت بتهجير عشرات الآلاف من الفلسطينيين منذ بداية العام.

 

وقالت جدة تبلغ من العمر 52 عاماً، رافضة الكشف عن اسمها خوفاً من الانتقام:"لا نعرف إلى أين نذهب بعد الآن"، مضيفة أنها كانت قد وجدت مأوى مؤقتاً في صالة أفراح، لكن طُلب منها المغادرة مع بدء موسم الأعراس.

 

نقص أماكن الإيواء والموارد: "لا أحد لديه مكان لنا"

 

في ظل عودة المدارس والمراكز الشبابية إلى وظائفها الأصلية، أُجبر أكثر من 1,500 نازح في طولكرم ومحيطها على مغادرة المرافق العامة التي كانوا يستخدمونها كملاجئ مؤقتة. ولم يتضح عدد النازحين في مناطق أخرى مثل جنين الذين يواجهون نفس المصير.

وبحسب محافظ طولكرم عبد الله كميل، فإن السلطة الفلسطينية تعاني من شح شديد في الموارد، وهي الآن بصدد البحث عن منازل فارغة للإيجار وجلب وحدات سكنية متنقلة لاستيعاب حوالي 20,000 نازح، لكن لا يُعرف متى ستصل هذه المساعدات.

تهجير قسري: سبع دقائق لحزم الأمتعة

تقول الجدة النازحة إن قوات الاحتلال اقتحمت مخيم نور شمس وأمرت عائلتها بالمغادرة خلال سبع دقائق فقط، وسط تهديد بحرق المنزل إذا لم يمتثلوا.
بعد لجوئهم إلى ملاجئ مكتظة، عادوا لاحقًا لجمع بعض أغراضهم، لكن طُردوا مرة أخرى.

في ظل الظروف القاسية، ينام الناس على فرش أرضية، ويشتركون في عدد محدود من الحمامات والمرافق الصحية، في وضع غير إنساني.

 

أزمة اقتصادية وتضاؤل المساعدات

 

مع انتهاء شهر رمضان، تراجعت المساعدات التي كانت تُقدم من المجتمع المحلي من طعام وملابس. كما أن آلاف الفلسطينيين فقدوا أعمالهم في الداخل المحتل، وهو ما زاد من صعوبة استئجار سكن أو حتى تأمين احتياجاتهم الأساسية.

وتقول إيمان بشير (64 عاماً)، التي كانت تعمل في مزرعة قريبة، إنها الآن تسكن على فرشة داخل مبنى مكتظ، بعد أن فقدت منزلها ومصدر دخلها. وتؤكد أن الجنود سرقوا منها مبلغ 2000 دولار كانت تدّخره لتعليم أولادها.

 

منظمات الإغاثة تعاني ووكالة الأونروا تُحذر

 

يقول نيكولاس باباكريسوستومو، منسق الطوارئ في منظمة "أطباء بلا حدود"، إن الوضع فاق قدرة المنظمات:

"الاحتياجات أكبر من قدرتنا على الاستجابة... هناك نقص في الأدوية وصعوبة في إدخال الإمدادات بسبب القيود الإسرائيلية".

أما وكالة الأونروا، فأعلنت أنها ستصرف 265 دولاراً شهرياً لنحو 30,000 نازح من الأكثر ضعفاً، لكن التمويل لا يكفي لأكثر من ثلاثة أشهر، حيث تذهب غالبية الميزانية لدعم غزة.

 

رفض العودة المؤقتة والمخاوف من التهجير الدائم

 

رغم الحديث عن وحدات سكنية متنقلة، فإن كثيراً من النازحين يرفضون الفكرة خشية أن تُستخدم كذريعة لطمس حقهم في العودة إلى منازلهم.

ويقول عصام صدوق، الذي كان يساعد 60 نازحاً في مركز شبابي: "طلبوا منا إخلاء المركز ليتمكن الأطفال من استئناف نشاطاتهم. لكن إن لم نجد لهم مكاناً بديلاً، فسيجدون أنفسهم في الشارع، وهذا غير مقبول".

استمرار العمليات العسكرية ودمار المخيمات

 

منذ تصعيد الاحتلال بعد هجوم 7 أكتوبر، دمرت قوات الجيش الإسرائيلي أجزاء كبيرة من مخيمات اللاجئين في طولكرم، ونور شمس، وجنين، وتقول إنها ستبقي قواتها هناك لعام كامل على الأقل، وهو ما يُنذر بمزيد من التهجير والمعاناة.

ويخشى الفلسطينيون أن تتحول هذه الأوضاع إلى تهجير طويل الأمد وتغيير ديموغرافي ممنهج.

 

أزمة إنسانية تتفاقم بلا حلول حقيقية

 

في ظل غياب رؤية سياسية لإنهاء الاحتلال، ووسط صمت دولي وتخاذل أممي، يواجه عشرات الآلاف من الفلسطينيين في الضفة الغربية مستقبلاً غامضاً وأوضاعاً كارثية تهدد حياتهم وكرامتهم.

التعليقات (0)