- ℃ 11 تركيا
- 15 نوفمبر 2024
عصر الحروب.. لوبس: إلى أين تتجه الحرب الأوكرانية؟
عصر الحروب.. لوبس: إلى أين تتجه الحرب الأوكرانية؟
- 16 فبراير 2023, 10:36:04 ص
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
ها هي الحرب، بعد عام من غزو الروس لأوكرانيا قتل فيه 100 ألف جندي من كل جانب ومات 40 ألف مدني وسوّيت مدن بالأرض، تستمر في تدمير البلاد وتتجه نحو زعزعة النظام العالمي.
بهذه الصرخة افتتحت مجلة "لوبس" (L’Obs) الفرنسية تقريرا بقلم ناتالي فونيس بدأته بتصوير حالة الجنود الصادمة بخنادق وأقبية مهجورة في باخموت، شبهتها بخنادق الحرب العالمية الأولى في فردان ببلجيكا، وذكّرت فيه بقصف المستشفيات ومراكز التوليد والمباني السكنية في ماريوبول، وبالجثث المهجورة في شوارع بوطة وإيزيوم، وباللاجئين من النساء والأطفال.
ورأت الكاتبة أن الحرب استمرت مدة طويلة، إذ كان من المفترض لدى الروس أن تكون الحرب "عملية عسكرية خاصة" بسيطة تركع خلالها كييف في غضون أيام قليلة، ثم بدا النصر في متناول الأوكرانيين بعد هجومهم المضاد بنهاية الصيف. ولكن الخط الأمامي، بين باخموت وكراماتورسك اليوم، يذكر بالمعارك الطويلة المميتة في الحرب العالمية الأولى وفي ستالينغراد.
لم يعرف العالم حربا بهذا الحجم منذ استسلام الرايخ الثالث عام 1945، ولكنها تعود بوحشية بعد 70 عاما من السلام على الأراضي الأوروبية، وقد تنبّأ المستشار الألماني أولاف شولتز بعد 3 أيام من الهجوم الروسي بأن "العالم لن يكون بعد الآن كما كان"، وكأنه يتخيل كثيرا من القلاقل.
وفي غضون أشهر قليلة -كما تقول الكاتبة- عبّأت أوروبا كل طاقاتها لمساعدة أوكرانيا ومعاقبة روسيا، واستعادت الولايات المتحدة، بعد سنوات باراك أوباما الخجولة وفوضوية دونالد ترامب، مكانتها ودفعت أكثر من 100 مليار دولار لكييف. ورأينا حلف شمال الأطلسي (ناتو) أخيرا، بعد إعلان الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون عن "موته الدماغي" عام 2019، يجد سببا لوجوده ويرحب بمرشحين جدد لعضويته.
ولكن بعد عام، تظل نتيجة حرب الاستنزاف هذه غير مؤكدة، وتظل الحلول النهائية "شبه مستحيلة على المدى القصير والمتوسط"، كما يرى تيبو فوييه من مؤسسة البحوث الإستراتيجية الفرنسية. ورغم تحالف الغرب الحازم مع كييف وقراره بتسليم أكثر من 100 دبابة ثقيلة لها، فإن المعسكر المقابل لم يضعف، ولم يتعرض الاقتصاد الروسي "للدمار" بسبب العقوبات الغربية، كما توقعت وزيرة الخزانة الأميركية جانيت يلين.
وخلصت الكاتبة إلى أن قوى أخرى، بالإضافة إلى روسيا، تسعى الآن لفرض نفسها في اللعبة العالمية وتشكل تهديدا جديدا للأمن الدولي، ليدخل العالم حقبة جديدة من الحروب.
المصدر : لوبس