- ℃ 11 تركيا
- 25 ديسمبر 2024
عتبات قصة قصيرة وائل وجدي
عتبات قصة قصيرة وائل وجدي
- 11 أبريل 2021, 11:49:19 م
- 1228
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
من مجموعته القصصية "بوح السندباد" الصادرة مؤخرا عن الهيئة المصرية العامة للكتاب
(1)
.. غلالة من الضوء، تحوِّطك.. البياض، ينسكب على كل المرئيات.. عيناك لم تعدا تبصران سواه.. إحساس بالسكينة، يتغلغل بلا سبب إلى حنايا روحك.. يشف جسدك، ويحلِّق في فضاء الضوء اللامتناهي، ويتلاشى..
(2)
.. يرتفع جدار الصمت.. تحاول أن تصرخ بآهات قلبك.. يأبى أن يستجيب وتدخل إلى فضاء الخرس..
(3)
.. ترقب ضلفة المشربية العتيقة الموارب، لعلَّها تدرك انتظارك الطويل..
(4)
.. طيف نظرات عينيها المبتسمة تطوف بك في عالم الفرح المنسي؛ تحثك للتمسك بأهداب الأمل القادم..
(5)
.. موسيقى، تنداح من اسطوانتك القديمة، ترتقي إلى سموات الذكريات.. تخرجها من مكمنها.. تنساب بحنو لتزهر أيامك المجدبة..
(6)
.. لكل شارع رائحة، تنقش في أعماقك، لا تنساها مهما كرت السنين، فتعطر لحظاتك..
(7)
.. تصل إلى ينبوع الوصل، لكنك ما تزال تشعر بظمأ الفقد والوحشة...
(8)
.. تطل من نافذة الطائرة، تضوي نقط صغيرة، تشي بقرب الوصول.. تنساب رائحة وطنك.. تهدهد عذابات السنين الفائتة..
(9)
.. تقف في الطابور.. منذ أيام لا تعرف عددها؛ تنتظر دورك.. تتأمل المنتظرين مثلك.. تجد جميع الأجيال: الشيخ، الكهل، الشاب، الفتاة... طول الانتظار المشترك.. تذوب الفوارق، ينشأ نوع من الألفة والمودة.. من يصاب بالوهن، يلتف الجميع حوله، يعطونه الأمل والجَلَد.. تحاول أن تعرف ماذا حدث لمن دخل قبلك.. لكن تعاظم الطابور، يحجب عنك تفاصيل المشهد.. أسئلة كثيرة تتصارع في رأسك، تأخذك إلى شواطئ بعيدة.. هل تتراجع عن مسعاك أم تكمل الطريق؟
(10)
.. كل صباح، تصادفك البنت بضفائرها المنسابة على خصرها النحيل الممشوق.. تشغلك عن المذاكرة.. يجتاحك شعور لا تعرف معناه، تملك روحك... تنتظرها في نفس المكان.. تراها تشير بعصا أمامها، تتلمس طريقها.. تمد يدك إليها، تمسك بيدها.. وتكمل المسير..
(11)
.. تمر ألف ليلة وليلة.. وما تزال الملالة تعصف بقلبك.. لم تعد حكايات (شهرزادك) تؤنسك بل تفاقم حزنك؛ بالرغم من حياتك الوثيرة، والسلطة.. ثمة جبل أشم يضغط على ضلوعك؛ فتبحث عن الخلاص..
(12)
.. لم يعد ثمة مفر من الولوج.. تنفض الخوف.. تستعصم بحسامك؛ فتفتح المغاليق المستحيلة..
(13)
.. نثار الوقت، يدنو من سعيك الحثيث.. تتأمل اللمسات الأخيرة. تصنع القناع الضاحك، ترتديه؛ ليبدأ العرض الأخير...
(14)
.. الأسلاك الشائكة على الشريط الحدودي، تصادفك طوال نهارك وليلك... تشحذ لظى غضبك... تتسلقها... تستقر رصاصة – غادرة - في قلبك.. يسيل دمك السخين.. يسقي عطش أرضك..
(15)
.. ترنو إلى مفتاح بيت الأجداد...
تنداح رائحة أيام الصبا والذهاب والإياب في ربوع حدائق البرتقال والزيتون...
تغرورق عيناك بالدمع.. يقبل عليك حفيدك؛ تسلمه المفتاح...