عبدالرزاق الدليمي لـ"180 تحقيقات": إغلاق معابر غزة انتهاكًا خطيرًا.. والعراق منذ احتلاله تفاقم بالأزمات.. والمشهد بسوريا معقد للغاية.. وتصريحات ترامب حول تهجير الفلسطينيين “متناقضة” (حوار)

profile
  • clock 15 مارس 2025, 1:14:08 م
  • eye 458
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01
عبدالرزاق محمد الدليمي

حاور موقع “180 تحقيقات" الأستاذ الدكتور عبدالرزاق محمد الدليمي عميد كلية الاعلام الاسبق جامعة بغداد، والذي كشف خلال حديثه، مدى تأثير الأزمة السورية ستؤثر على الاقتصاد والأمن الغذائي في الأردن، ومصير الأزمة السياسية في العراق، وحول قرار إغلاق نتنياهو معابر قطاع غزة ومنع دخول المساعدات الإنسانية.

وكشف الأستاذ الدكتور عبدالرزاق محمد الدليمي خلال حواره مع موقع “180 تحقيقات" المراحل المقبلة بشأن غزة.. وهل يستمر وقف إطلاق النار؟.. و تأثير تمويل “الأونروا” لملايين الفلسطينيين،  وهل يخرج تطبيق القرار 1701 لبنان من الشق العسكري في النزاع مع إسرائيل؟، و حلول الأزمة في “اليمن وغزة وسوريا والعراق ولبنان،  والغاية من تصريحات ترامب المستمرة حول تهجير الفلسطينيين، جميع هذا المحاور سوف نستعرضها خلال السطور المقبلة.

 

وإليكم نص حوار موقع “180 تحقيقات” مع  الأستاذ الدكتور عبدالرزاق محمد الدليمي عميد كلية الاعلام الاسبق جامعة بغداد

◄هل الأزمة السورية ستؤثر على الاقتصاد والأمن الغذائي في الأردن؟


بالتاكيد ان كل مايحدث في السورية له تأثيرات كبيرة على الاقتصاد والأمن الغذائي في الأردن. بسبب النزوح الكبير للاجئين السوريين إلى الأردن، سيما وان الاردن يواجه باصرار وعزيمة قويتين كم كبير من الضغوط الكبيرة الخارجية كما أن الاستثمارات والنمو الاقتصادي في المناطق الحدودية تأثرت بشدة بسبب الأوضاع الأمنية، مما يؤثر على الاقتصاد الامر يستدعي من الدول المعنية تقديم وزيادة المساعدات الإنسانية حيث يستضيف الاردن منذ عقود من الزمن ملايين من اللاجئين من فلسطين والعراق وسوريا وغيرهم.وهذا يعني أن تأمين الغذاء يصبح أكثر تحديًا بسبب الزيادة في عدد السكان واستخدام الموارد المحدودة.
علما ان الاردن يبذل جهودًا جبارة للتعامل مع هذه التحديات، بالتعاون مع المنظمات الدولية، لضمان الأمن الغذائي وتخفيف الأثر الاقتصادي وايضا بالتعاون الايجابي مع المنظمات مثل برنامج الأغذية العالمي ومنظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (الفاو) على دعم الأمن الغذائي في الأردن في ظل هذه الظروف.


◄الأزمة السياسية في العراق إلى أين؟

 

يشهد العراق منذ احتلاله المشؤوم في نيسان 2003 تفاقم بالأزمات بكا انواعها بسبب ما اوجده الاحتلال وعملائه من الانقسامات الداخلية السياسية المختلفة والطائفية، والفشل في تشكيل حكومة فعالة ومستقرة في حين اثبتت مسرحيات الديمقراطية الامريكية المزعومة ومنها تجارب الانتخابات الفاشلة  المزورة  انها لم تُسفر عن اية نتائج يمك ان تخدم الشعب العراقي، وبالتالي يبقى العراق يهيم في حالة من الفوضى غير الخلاقة كما أن التأثيرات الإقليمية، مثل النفوذ الإيراني والمنافسة مع الولايات المتحدة، تزيد من تعقيد الوضع. في وقت تؤكد الحقائق على الارض استمرار هذه الاوضاع الكارثية من التوترات والصراعات السياسية، لذلك فالعراق  سيواجه مزيدًا من الانقسام والصراع الداخلي.
ان الأزمة السياسية في العراق معقدة ومتشابكة، وتعتمد على عدة عوامل:


  •   * التوترات السياسية: الصراعات بين الكتل السياسية المختلفة تعيق تشكيل حكومة مستقرة.
      * التأثيرات الخارجية: التدخلات الإقليمية والدولية تزيد من تعقيد الوضع.
      * التحديات الأمنية: بسبب هيمة المليشيات الطائفية الايرانية وما تفرضه من التوترات الطائفية التي اوجدت التهديد للامن والاستقرار في العراق.
      * المستقبل: واضح جدا من خلال سير الاحداث في العراق ان لا مستقبل لحل اي من الأزمات بسبب فشل من فرضهم الاحتلال لقيادة العراقيين وهذ يعني عدم  التوصل إلى اية حلول سياسية تلبي حتى ابسط مطالب الشعب، مع زيادة حادة بالتدخلات الخارجية وتحديدا تدخلات نظام ملالي طهرن وخلافاتهم المصلحية مع المحتلين الامريكان والبريطانيين على تقاسم المغانم في العراق المحتل.

 

◄ما تعليقك حول إغلاق نتنياهو معابر قطاع غزة ومنع دخول المساعدات الإنسانية جريمة ضد الإنسانية؟

 

إغلاق معابر قطاع غزة ومنع دخول المساعدات الإنسانية يُعتبر انتهاكًا خطيرًا للقوانين الإنسانية الدولية. هذا الإجراء يؤدي إلى تفاقم الوضع الإنساني في غزة ويمنع وصول الغذاء، الدواء، والمساعدات الأساسية إلى المدنيين الذين يعانون من الحصار المستمر. وفقًا للقانون الدولي، يجب حماية المدنيين في النزاعات المسلحة، وأي محاولة لحجب المساعدات عنهم تُعد جريمة ضد الإنسانية. إغلاق المعابر ومنع المساعدات الإنسانية في غزة:


  •   * انتهاك للقانون الدولي: هذه الإجراءات تنتهك القانون الدولي الإنساني وحقوق الإنسان.
      * تفاقم الأزمة الإنسانية: تزيد من معاناة السكان المدنيين في غزة، الذين يعانون بالفعل من ظروف معيشية صعبة.
      * جريمة ضد الإنسانية: يمكن اعتبار هذه الإجراءات جرائم ضد الإنسانية، خاصة إذا كانت تهدف إلى إلحاق الضرر بالسكان المدنيين.
      * ضرورة التدخل الدولي: يجب على المجتمع الدولي التدخل لوقف هذه الإجراءات وضمان وصول المساعدات الإنسانية إلى غزة.


◄كيف ترى المراحل المقبلة بشأن غزة.. هل يستمر وقف إطلاق النار؟


من المحتمل أن يستمر وقف إطلاق النار في غزة إذا تم تحقيق اتفاقات من قبل الأطراف المتنازعة حول تهدئة النزاع وتوفير بعض المعالجات الإنسانية للمدنيين. ومع ذلك، يظل الوضع هشًا حيث تتباين الأهداف السياسية للأطراف، خاصة في ظل وجود الضغوط الإقليمية والدولية. ولكن، يبقى احتمال العودة للقتال مرتفعًا إذا فشلت جهود التوصل إلى تسوية سياسية أو إذا استمر التصعيد على الأرض.  الوضع هش: وقف إطلاق النار الحالي هش، ويعتمد على التزام الأطراف المعنية.
 وهناك تحديات كبيرة تواجه استمرار وقف إطلاق النار، مثل استمرار التوترات والنزاعات كما تحقيق السلام المستدام يتطلب معالجة الأسباب الجذرية للصراع، مثل الحصار والقضايا السياسية ويجب على المجتمع الدولي لعب دور فعال في دعم جهود السلام وإعادة الإعمار في غزة.


 ◄ماذا يعني قطع تمويل “الأونروا” لملايين الفلسطينيين؟

 

قطع تمويل وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) يهدد بتفاقم الوضع الإنساني في مخيمات اللاجئين الفلسطينيين التي تعتمد بشكل كبير على هذه المساعدات لتوفير التعليم والصحة والخدمات الأساسية. هذا القرار يزيد من معاناة الفلسطينيين ويعرقل جهود تحسين أوضاعهم المعيشية. كما يعكس سياسة دولية تهدف إلى تقليص دور الأونروا، مما يمكن أن يؤدي إلى نتائج سلبية على الاستقرار في المنطقة.
وستؤدي الى تأثيرات كارثية: يؤدي إلى حرمان ملايين اللاجئين الفلسطينيين من الخدمات الأساسية مثل التعليم والصحة والغذاء و تفاقم الأزمة الإنسانية: يزيد من معاناة اللاجئين ويزيد من التوترات في المنطقة. علما ان الأونروا" تلعب دورًا حيويًا في توفير الاستقرار والأمن في مناطق تواجد اللاجئين كما يجب على المجتمع الدولي دعم "الأونروا" لضمان استمرار خدماتها.


◄ كيف ترى المشهد في سوريا؟.. وأين تتجه الأحداث بعد تولي أحمد الشرع الإدارة السياسية في البلاد؟

 

المشهد في سوريا معقد للغاية،وسيزداد تعقيدا في المرحلة القريبة القادمة حيث تتداخل الأزمات السياسية والعسكرية مع وجود تدخلات إقليمية ودولية. ان تولي الرئيس أحمد حسين الشرع الإدارة السياسية يعني محاولة لتحقيق الاستقرار في ظل الخلافات الداخلية، ولكن علينا ان نتوقع انه لن يكون حلاً سحريًا بسبب الانقسامات الكبيرة بين الأطراف السورية وداعميهم سيما ملالي طهران. 
نعم التحديات التي تواجه سوريا كبيرة، بما في ذلك إعادة إعمار البلاد والتوفيق بين مصالح الفصائل المختلفة وان الوضع  في سوريا معقدًا، مع وجود عدة أطراف متنازعة وتدخلات خارجية كما تواجه سوريا تحديات كبيرة مثل الأزمة الاقتصادية وتدهور الأوضاع الإنسانية ويعتمد مستقبل سوريا على المسار السياسي، بما في ذلك تنفيذ قرارات مجلس الأمن الدولي.
كما يجب على المجتمع الدولي دعم جهود الحل السياسي وإعادة الإعمار في سوريا.


◄ كيف ترى مواد الدستور الجديد؟ هل يتحقق من وراءها الغاية للشعب السوري؟


ان تقييم الدستور الجديد يعتمد على مدى تلبيته لتطلعات الشعب السوري وحقوق الإنسان والأهم هو تطبيق مواد الدستور على أرض الواقع، وضمان الحريات والحقوق للجميع. كما ان تحقيق الغاية للشعب السوري يتطلب حوارًا وطنيًا شاملًا ومصالحة بين الأطراف السورية.


نعم الدستور الجديد لسوريا يعكس محاولة لإيجاد إطار قانوني لتسوية النزاع وتنظيم الحكم بعد سنوات من الحرب. ومع ذلك، تبقى الغاية من الدستور محط تساؤل، حيث يشكك العديد من السوريين في ما إذا كان سيتم تنفيذه بشكل كامل وفعّال في ظل الهيمنة السياسية من قبل النظام. الدستور يحتاج إلى إجراءات ملموسة على الأرض لضمان تمثيل حقيقي لجميع أطياف الشعب السوري.

 

◄هل يخرج تطبيق القرار 1701 لبنان من الشق العسكري في النزاع مع إسرائيل؟

 

جاء ظاهرالقرار 1701، الذي تم تبنيه بعد الحرب الإسرائيلية على لبنان في عام 2006، بهدف إنهاء الأعمال العدائية ويشمل وقف إطلاق النار وفرض تعزيزات على الحدود. ويعتبرتطبيق القرار 1701 في ظل الاوضاع الحالية في لبنان هامًا من حيث وقف التصعيد العسكري، ولكن لا يزال هناك تحديات في تطبيقه بالكامل، خاصة من حيث نزع السلاح من جماعات مثل حزب الله. السياسة اللبنانية الداخلية وتفاعلها مع التوترات الإقليمية تجعل التنفيذ الكامل للقرار صعبًا  
يهدف القرار إلى وقف الأعمال العدائية بين إسرائيل وحزب الله، وتعزيز الاستقرار في جنوب لبنان الا ان تطبيق القرار بشكل كامل يتطلب التزام جميع الأطراف المعنية، بما في ذلك إسرائيل وحزب الله مع وجود تحديات تواجه تطبيق القرار، مثل استمرار التوترات والنزاعات الحدودية كما ان تحقيق السلام المستدام يتطلب معالجة الأسباب الجذرية للصراع، بما في ذلك القضايا السياسية والأمنية.


◄ ما هي حلول الأزمة في “اليمن وغزة وسوريا والعراق ولبنان؟

 

يجب الاقرار أن حلول هذه الأزمات تتطلب وجود التوافق بين الأطراف المعنية وتقديم تسويات سياسية تضمن استقرار الدول وحقوق الشعوب. في اليمن، يتطلب الأمر وقف الحرب والتفاوض بين الحكومة والحوثيين. في غزة، ينبغي الوصول إلى اتفاق سياسي يشمل إنهاء الحصار وتوفير المساعدات الإنسانية. أما في سوريا، فتحتاج البلاد إلى عملية سياسية شاملة بعد سنوات من الحرب. في العراق، يتطلب الحل التخلص من القوى السياسية التي جاء بها الاحتلال بالتوافق المصلحي مع ملالي طهران والتركيز على تغيير النظام بنظام يمثل الشعب العراقي بشكل حقيقي. وفي لبنان، يحتاج البلد إلى استقرار سياسي واقتصادي وسط التحديات الإقليمية. 


لذلك يجب التركيز على ان حلول الأزمات في المنطقة تستوجب مايلي:


  •   * الحلول السياسية: الأزمات في المنطقة تتطلب حلولًا سياسية شاملة، تشمل حوارًا وطنيًا ومصالحة بين الأطراف المتنازعة.
      * وقف التدخلات الخارجية: يجب وقف التدخلات الخارجية التي تزيد من تعقيد الأزمات.
      * دعم المؤسسات الوطنية: يجب دعم المؤسسات الوطنية لتمكينها من القيام بدورها في تحقيق الاستقرار والتنمية.
      * المساعدات الإنسانية: يجب تقديم المساعدات الإنسانية للمتضررين من الأزمات، وتلبية احتياجاتهم الأساسية.
      * المجتمع الدولي: يجب على المجتمع الدولي لعب دور فعال في دعم جهود الحل السياسي وإعادة الإعمار في المنطقة.


◄ترامب قال في آخر تصريحاته لا أحد سيطرد أحدًا من غزة.. فما هي الغاية من تصريحاته المستمرة حول تهجير الفلسطينيين؟

 

كانت تصريحات ترامب حول تهجير الفلسطينيين تصريحات متناقضة وتثير تساؤلات عديدة حول نواياه الحقيقية فقد تكون الغاية من هذه التصريحات إثارة الجدل والتأثير على الرأي العام، أو الضغط على الفلسطينيين لتقديم تنازلات او ان التهجير القسري للفلسطينيين يعتبر انتهاكًا للقانون الدولي وحقوق الإنسان وقد يكون قد تنبه الى ضرورة وجود الحلول العادلة  للقضية الفلسطينية، التي تحترم حقوق الشعب الفلسطيني وتضمن السلام والاستقرار في المنطقة.
 ولا نستبعد احتمالية ان تكون هذه التصريحات في اطار الضغط السياسي فغالبا ما تستخدم تصريحات من هذا النوع للضغط السياسي على الاطراف المتنازعة.
كما ان تشير تصريحات ترامب المستمرة حول الفلسطينيين إلى محاولات لخلق تصورات جديدة حول النزاع الفلسطيني الإسرائيلي. تصريحاته قد تهدف إلى التأثير على مواقف الحكومات العالمية والمجتمع الدولي بما يخدم مصالح إسرائيل أو الضغط على الفلسطينيين لقبول تسويات سياسية قد تكون غير عادلة. تهديدات بالتهجير تتناقض مع حقوق الفلسطينيين وتستمر في تعزيز الرواية الإسرائيلية التي تسعى إلى التهميش الدائم لقضيتهم.

 

التعليقات (0)