- ℃ 11 تركيا
- 5 نوفمبر 2024
عادل عبدالمهدي: سليماني أول من أطلق المفاوضات السعودية الإيرانية
عادل عبدالمهدي: سليماني أول من أطلق المفاوضات السعودية الإيرانية
- 18 مارس 2023, 3:30:05 م
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
كشف رئيس الوزراء العراقي الأسبق عادل عبدالمهدي، أن تحقيق الاتفاق السعودي الايراني، يعود فضله إلى قائد "فيلق القدس" في الحرس الثوري الايراني الراحل قاسم سليماني.
وقال عبدالمهدي في مقال نشره عبر حسابه بموقع "فيسبوك"، إن "الخطوة الأخيرة في بكين وصدور بيان ثلاثي بين الصين والسعودية وايران ذو دلالات تاريخية، وكثيرون ساهموا بصناعة هذا الحدث الاستراتيجي الذي إن نجح، من شأنه أن يغير وجه المنطقة، بل العالم".
وأضاف: "المسألة ليست مجرد إعادة علاقات بين بلدين اختلفا، على أهمية ذلك، بل أنها ستقود إلى تسوية كاملة لسلسلة ملفات حساسة وخطيرة".
وأضاف أن "الجديد الحساس، الرعاية الصينية للاتفاق، بكل ما تمثله من دلالات وقدرات للمساهمة بإعادة بناء المنطقة".
وكشف رئيس وزراء العراق الأسبق بعضا مما يعرفه، وقال: "كنت في زيارة رسمية للصين (سبتمبر/أيلول 2019)، وقبل اللقاء بالرئيس شي جين بينج، ورئيس مجلس الدولة (معادل لرئيس الوزراء) لي كه تشيانج، اتصل سليماني وقال هل تستطيع الذهاب إلى السعودية، سألته عن الغرض، قال للوساطة بيننا والمملكة، والأمر مستعجل".
وتابع عبدالمهدي: "أجبته سأذهب حال عودتي إلى بغداد.. أخبرت الجانب الصيني بطلب سليماني، واستبشروا خيراً بذلك.. استفسرت منه عما يقترحونه".
وذكر أن "من النقاط التي طلب طرحها الآتي: نستطيع المساعدة في حل في اليمن عن طريق حكومة وحدة وطنية.. خلاف المشاع، نرحب بتطور العلاقات السعودية العراقية، والانفتاح على شعبه.. الحوار والتنازل مع دول الجوار سهل، خلاف الخارج.. التعهد بتهدئة لـ10 سنوات.. الاحترام المتبادل ولا غالب ولا مغلوب.. ضمان الملاحة في الخليج.. حل مشترك في سوريا وليبيا، وبقية المنطقة.. اجتماع وزراء الخارجية".
وزاد عبدالمهدي في مقاله: "اتصلنا بالإخوة السعوديين، الذين سألوا عن سبب الزيارة، فكنت قد زرت المملكة في أبريل/نيسان 2019.. ذكرنا حينذاك أن الطلب إيراني للوساطة.. سألوا عن الطرف الإيراني.. قلنا سليماني فرحبوا".
وتابع: "عدنا صباح 25 سبتمبر/أيلول 2019، وغادرنا بغداد مساءً إلى السعودية يرافقني رئيس الوزراء السابق مصطفى الكاظمي (كان يومها مدير المخابرات)، ووزير النفط ثامر الغضبان، ومحمد الهاشمي مدير المكتب.. استقبلنا خادم الحرمين، ثم عقدنا جلسة متأخرة في الليل مع ولي العهد".
وأشار إلى أن في تلك الفترة "كانت منشآت أرامكو قد تلقت ضربة صاروخية، واتُهمت إيران بذلك، رغم نفيها المسؤولية.. اتصل وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو يوم 5 سبتمبر/أيلول 2019، وقال إن الصواريخ انطلقت من شمال الخليج وليس من العراق كما أُشيع وقتها.. كان الجو في أعلى درجات التوتر.. وكان ولي العهد يتكلم بتشدد.. وعندما انتهى قلنا: هل تريدون الحرب مع إيران؟ فقال: كلا".
وتابع: "قلنا إذا لم نذهب إلى الحرب، فإما أن تبقى الأوضاع متوترة، وتهددنا بالانفجار، أو التفاوض، قال: لقد جربنا هذا الأمر مرات، ولم ننجح، ذكرت له كيف حُلت المشاكل بين الراحلين (الرئيس الإيراني) أكبر هاشمي رفسنجاني والملك (السعودي) عبدالله (بن عبدالعزيز)، قال ماذا تقترحون.. قلت لنفتح نافذة، اكتبوا رؤيتكم وسننقلها للجانب الإيراني، ونحن واثقون أن هذا سيفتح باب الحوار، وقال سأرسل لكم ورقة".
وزاد رئيس الوزراء العراقي السابق: "بالفعل وردت في 9 أكتوبر/تشرين الأول 2019، بعنوان "ورقة لاستجلاء الموقف الإيراني"، تتضمن 8 نقاط، طورت لاحقاً إلى 9، مع ديباجة، تقول في جزء منها: (في الوقت الذي تحرص فيه المملكة على احترام مبادئ القانون الدولي، والالتزام العميق بأعرافه ومبادئه ومن بينها مبدأ حسن الجوار، ومحاربة الارهاب ومكافحة التطرف، وتطوير علاقاتها مع دول العالم وبخاصة دول الجوار للاسهام في تمكينها من العيش في أمن واستقرار ورخاء… إلخ)".
وقال رئيس الوزراء الأسبق: "كانت الورقة (جافة) وطلب الجانب السعودي إن كانت لدينا مقترحات حولها، قلنا نعم، لم أغير شيئاً جوهرياً، لكنني قمت بتليينها ببعض التعابير لمعرفتي بأن الجانب الإيراني (ناشف) أيضاً، وستكون هذه بداية سيئة".
وتابع: "بالفعل جاءت الورقة السعودية المعدلة، وفيها بعض الطراوة، دون الأخذ بكل مقترحاتنا، سلمتها إلى سليماني، وكان قد اطلع على الورقة الأولى، قال حسناً فعلتم، فالورقة الأولى كان سيصعب عرضها على القيادة الإيرانية".
وزاد عبدالمهدي: "سألت سليماني قبل اغتياله بأسابيع عن الجواب الإيراني، فالجانب السعودي كان يطالب بذلك، قال إن القيادة الايرانية ناقشت الموضوع وسأجلب الجواب عند عودتي إلى بغداد قريباً".
وأردف: "للأسف الشديد، قامت الإدارة الأمريكية السابقة بعمليتها الجبانة/الحمقاء.. ولم يُعثر على حقيبته وفيها أوراقه، وتركت المسؤولية في 7 مايو/أيار 2020، وتسلم الكاظمي المسؤولية".
وزاد: "في زيارته (الكاظمي) الرسمية للمملكة، تقرر مواصلة المبادرة، وعُقدت الاجتماعات الأولى برئاسته في بغداد في أبريل/نيسان 2021، وكان محمد الهاشمي ينوب عنه عند تغيبه، ترأس الجانب السعودي الشيخ الفريق خالد الحميدان، ومن الجانب الإيراني نائب أمين مجلس الأمن سعيد إيرواني.. وتوالت الاجتماعات وحضرها آخرون، إلى أن توجت بالاتفاق الاستراتيجي في بكين".
واستطرد أن "الطرفين يفاوضان بحزم وقوة، وما كان يمكن للاتفاق أن يرى النور لولا التطورات الإقليمية والعالمية، وتصاعد دور الصين، وأن هناك ضمانات لكلا الطرفين، وكذلك رؤى لعموم مسارات المنطقة، كما يمكن قراءته من البيان الختامي".
وختم عبدالمهدي حديثه بالقول: "ندعو العلي القدير أن يزيل هذه الغمة عن هذه الأمة، وينصر إخواننا في فلسطين وبقية شعوبنا وبلداننا.. الأمر سيبدو سهلاً عند اجتماع الكلمة.. وسيبدو مستحيلاً، وكلمة الأعداء هي الأعلى، عند التنازع والاقتتال".
وأعلنت السعودية وإيران، الجمعة الماضي اتفاقهما بوساطة صينية، على استئناف العلاقات الدبلوماسية في غضون شهرين، وأكدتا على "مبدأ احترام السيادة وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للبلدين وتنفيذ اتفاقية التعاون الأمني الموقّعة عام 2001".
وقطعت العلاقات بين السعودية وإيران منذ يناير/كانون الثاني 2016، حين أثار إعدام رجل الدين السعودي الشيخ نمر النمر، في المملكة تظاهرات عنيفة في إيران، تمت خلالها مهاجمة مبنى السفارة السعودية في طهران وإحراقه، لتقطع الرياض علاقاتها الدبلوماسية والاقتصادية مع إيران في الشهر نفسه.