- ℃ 11 تركيا
- 4 نوفمبر 2024
صور| في شمال غزة: تنقية الحبوب من أعلاف تسمين الأرانب لاستخدامها بصناعة الخبز
صور| في شمال غزة: تنقية الحبوب من أعلاف تسمين الأرانب لاستخدامها بصناعة الخبز
- 19 فبراير 2024, 5:47:24 م
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
في شمال غزة: تنقية الحبوب من أعلاف تسمين الأرانب لاستخدامها بصناعة الخبز
“بنتي تبكي كل ليلة من ألم بطنها بسبب الجوع، وتقول (أمي بدّي بطني تنام)”.. “احنا بنموت كل ساعة، وما بدناش غير اننا نطعم أطفالنا اللي ما إلهم ذنب.. صرنا نبحث في علف الحيوانات وحشائشهم”.. بهذه العبارات المصحوبة بصرخات ونبرات القهر والألم والشعور بالعجز يشتكي المواطنون في شمال قطاع غزة، الذي يُفرض عليه حصار خانق منذ السابع من أكتوبر الماضي مع اندلاع حرب الإبادة الجماعية التي يمارسها الاحتلال الصهيوني بحق القاطع وأهله.
قرابة خمسة أشهر من العدوان على غزة، بات من الصعب على أهالي القطاع العثور على الحد الأدنى من الطعام، وذلك بسبب تفاقم أزمة الجوع التي تجتاح القطاع، حتى أصبح رغيف الخبز سلعة نادرة وباهظة إن وجدت؛ حيث اضطر الكثير من السكان إلى طهي الأعشاب وخبز علف الحيوانات لسد جوعهم.
تنقية حبوب الأعلاف
وفي مواجهة المجاعة التي يعانيها سكان شمال قطاع غزة، لجأ غزيون إلى تنقية الحبوب من أعلاف تسمين الأرانب لاستخدامها بصناعة الخبز في شمال قطاع غزة، في ظل سياسة التجويع الإسرائيلية خلال حربها المتواصلة منذ 136 يوما.
تحذيرات أممية
“أكثر سكان قطاع غزة يعانون من الجوع الشديد في ظل خطر حدوث مجاعة خلال الأشهر الستة المقبلة إذا لم يتوفر ما يكفي من الغذاء والماء النظيف وخدمات الصحة والصرف الصحي”.. جاء ذلك في تقرير يُعرف بالتصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي الشهر الماضي.
وأكد التقرير أن جميع سكان غزة – حوالي 2.3 مليون شخص – “يعانون من أزمة أو مستويات أسوأ من الانعدام الحاد للأمن الغذائي”، موضحًا أن 26% من السكان (نحو 577 ألف شخص) قد استنفدوا إمداداتهم الغذائية وقدراتهم على التكيف ويواجهون جوعًا كارثيًّا (المرحلة الخامسة من التصنيف المرحلي المتكامل) والجوع الحاد.
وقال التقرير إن هناك خطرا لحدوث المجاعة في غزة خلال الأشهر الستة المقبلة إذا استمر تقييد وصول المساعدات الإنسانية. ويتضمن هذا التحليل الأخير للأمن الغذائي في غزة، بيانات من برنامج الأغذية العالمي ووكالات الأمم المتحدة الأخرى والمنظمات غير الحكومية.
سوء التغذية
ويعاني الأطفال من سوء التغذية الحاد، وتحدث بسببه أكثر من حالتي وفاة يوميًّا من بين كل 10 آلاف شخص بسبب الجوع الشديد أو نتيجة لسوء التغذية والمرض معا”، وقالت سيندي ماكين المديرة التنفيذية لبرنامج الأغذية العالمي إن البرنامج حذر على مدى أسابيع من وقوع هذه الكارثة. وأضافت أن الوضع أصبح يائسا بدون ضمان الوصول الإنساني الآمن والمستمر الذي طالبت به الوكالات الأممية. وأكدت أن الجميع في غزة ليسوا في مأمن من الجوع الحاد.
وقد أفاد خبراء الأمن الغذائي في برنامج الأغذية العالمي بأن سكان غزة قد استنفدوا جميع مواردهم فيما انهارت سبل عيشهم، ودُمرت المخابز، وأصبحت المتاجر فارغة، ولا تستطيع الأسر العثور على الطعام.
ويشتكي الكثيرون من سكان شمال غزة من أنهم غالبًا ما يمضون أياما كاملة دون تناول الطعام، وأن العديد من البالغين يعانون من الجوع حتى يتمكن الأطفال من تناول الطعام. يقول أحد الطفال: “لقد متنا من الجوع، لا يوجد طعام، احنا جوعانين، هنا لا ماء ولا طعام، نريد أن تتوقف الحرب لنعود إلى حياتنا الطبيعية”.
تقول إحدى الطبيبات في شمال القطاع إن الضعف والهزال أخذ في الانتشار بين الأهالي، لا سيما الأطفال والعجزة، بالإضافة إلى أن فقدان الوزن وفقر الدم أمران شائعان، ويعاني الناس من ضعف شديد ومن الجفاف وأصبحوا أكثر عرضة للإصابة بالتهابات الصدر والأمراض الجلدية.
مناشدات بلا مُجيب
تقول مواطنة: “للناس اللي ما بتعرف.. احنا بشمال غزة، إلنا 5 شهور بدون أرز، بدون خضار، بدون طحين، بدون أي مواد غذائية، مافي أي مساعدات بتدخل لنا، حتى السوق ما فيه ولا أي حاجة، لجأنا طبعا إلى إن احنا نطحن اعلاف الحيوانات، وأكل الطيور وأكل البسس (القطط)”، مضيفة (وهي تبكي): “بتذكر أهلي كانوا دايما يقولولنا: ما فيه حد بينام جوع، بس احنا الآن بننام جعانين، أنا عمري ما تخيلت اننا ييجي علينا يوم ناكل أكل حيوانات.. احنا شو ذنبنا؟ شو ذنب الأطفال؟، يعني احنا لو ما متنا من القصف، نموت من الجوع حرفيًّا، هذ هو الوضع في شمال غزة”.
ورغم المناشدات الحقوقية والإنسانية للعالم أجمع بأن الوضع الإنساني في غزة -والشمال تحديدا- تجاوز المخاوف إلى الحقائق؛ حيث سُجل العديد من حالات الوقيات بسبب الجوع ونقص الغذاء، إلا أن المعابر لا تزال مغلقة، والمساعدات الإنسانية لا تكفي أقل من 10% من الاحتياجات المطلوبة، ومع ذلك لا يصل شيء منها إلى الشمال بسبب قيام الاحتلال بفصل الشمال عن بقية القطاع، ما يزيد المشهد بؤسا ويهدد بانتشار الأمراض المميتة بين الأهالي.