شيماء مصطفى تكتب: المرأة الغزاوية.. كدراء لم تنفض غبار جهاد

profile
شيماء مصطفى صحفية مصرية ومعلقة صوتية
  • clock 11 أكتوبر 2024, 3:41:57 م
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01

المرأة في غزة.. إن القاموس ليعجز عن أن يجد الكلمات التي يمكن بها وصف حالة الصمود، والكفاح، والقهر أيضا الذي تعيشه نساء غزة الآن، فهم يسطرون ملحمة تاريخية في الثبات أمام عدو جبان جعل من النساء والأطفال والعجائز هدفا لطائراته وصواريخه، إلا أنه مع ذلك لم ولن يعي هذا العدو أبدأ ماهية العقيدة ولا كيف يمكن التضحية بالنفس من أجلها.

فعلى الرغم من الظروف القاسية التي تعيشها المرأة في غزة والانتهاكات الخطيرة التي تتعرض لها، وعلى رأسها فقدان كل عزيز وغال، ثم فقدان الرعاية الصحية والأمان والخصوصية بسبب النزوح والحصار، إلا أننا نجدها تواجه كل ذلك بعقيدة صلبة قوية، ولا يمكن أن تثنيها الغارات والصواريخ والنيران عن الصبر والكفاح من أجل العزة والكرامة في وطن محرر.

ومن أهم الدلالات على قوة وصلابة المرأة الغزاوية وقوفها الشامخ في وسط الدمار والهلاك الذي خلفه العدوان الصهيوني، تحاول جاهدة مواصلة العيش وإنقاذ ما تبقى لديها من الأهل والأولاد من الحصار الخسيس عليهم لإهلاك ما تبقى منهم بالجوع والعطش.

فهنا نجد أن بعض النساء في مخيمات النزوح غرب خانيونس وغيرها من المخيمات، في ظل استمرار الحصار والتجويع المتعمدين، وإغلاق المعابر، يلجأن إلى الطرق البدائية الأولية للحصول على الخبز، فيقمن بإنشاء الأفران المصنوعة من الطوب والطين والتي تعتبر الوسيلة الوحيدة أمامهن  لكي يعوضن النقص الحاد في الخبز، ولا يجدون دونها طريقة لسد رمق الصغار والكبار حتى ولو بالخبز الحاف.

كما نجد أن البعض من تلك الغزاويات يجدن في تلك الأفران البدائية وسيلة لتوفير أقل الاحتياجات اليومية الضرورية لهن، وذلك عن طريق بيع الخبز في تلك المخيمات.

وفي ظل شح مواد التنظيف في قطاع غزة، نجد أن بعض السيدات توجهن إلى صناعة الصابون بطريقة يدوية من داخل خيماتهن، وذلك في ظل شحها أيضا، إلى جانب الحاجة الملحة لاستخدام مواد التنظيف لتجنب الإصابة بالأمراض والعدوى التي انتشرت بسبب حظر دخول هذه المواد إلى القطاع.

ليس من باب المبالغة القول إن المرأة في غزة أسطورة صمود في أمة عاجزة، وربما لا نجد تجسيدا لصمودها أبلغ من أبيات شاعر فلسطين العظيم إبراهيم طوقان، حين قال:

وطنية إن يكن عُرِف اسمُها
لم يَخفَ جوهرها على الأجدادِ
وتحرّجوا أن لا يمس حروفها
قلمُ الجبان يخطُّها بمداد
حمراء أوردها الدماءَ حفاظهم
كدراء لم تنفض غبار جهاد

التعليقات (0)