- ℃ 11 تركيا
- 15 نوفمبر 2024
شكوك حول هروب عمر البشير بعد فرار آلاف السجناء من سجن كوبر
شكوك حول هروب عمر البشير بعد فرار آلاف السجناء من سجن كوبر
- 24 أبريل 2023, 7:46:23 م
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
تتصاعد الشكوك في السودان حول هروب الرئيس السوداني السابق، عمر البشير، بعد فرار آلاف السجناء من سجن كوبر، وهو السجن المشدد الحراسة الذي يحتجز فيه البشير منذ عام 2019.
ونقل موقع "ميدل إيست آي" البريطاني عن نزيلان سابقان بالسجن، أنهما هربا من كوبر يوم الأحد الماضي مع الآلاف من زملائهم، بعد اشتداد القتال بين قوات الدعم السريع، بقيادة محمد حمدان دقلو، المعروف بحميدتي، والجيش السوداني، بقيادة عبدالفتاح البرهان، حول السجن، حسبما أورد تقرير ترجمه "الخليج الجديد".
ولم يتمكن السجينان الهاربان من تحديد ما إذا كان البشير قد فر من السجن أو تم نقله، فيما نشرت وسائل إعلام سودانية محلية مقطع فيديو يظهر سجناء يغادرون سجن كوبر ولقطات مصادمات حوله يوم الأحد. وأظهر الفيديو أشخاصا يرتدون زي السجن الأبيض يسيرون في زقاق حاملين متعلقاتهم.
وقالت مصادر في السودان والولايات المتحدة للموقع البريطاني، إنها سمعت أن القوات المسلحة السودانية نقلت البشير، لكنها لم تتمكن أيضًا من تأكيد هذه المعلومات.
وفي السياق، قال مصدر أمني، إن البشير وبعض أعضاء إدارته الآخرين نُقلوا من سجن كوبر إلى مكان آمن، بعد أن هاجم مسلحون، يُعتقد أنهم من قوات الدعم السريع، سجن كوبر لإطلاق سراح النزلاء، حسبما أوردت صحيفة "سودانيز بوست"، وهي مطبوعة مقرها جنوب السودان.
وأضاف المصدر: "اتخذت الشرطة الإجراءات اللازمة لتأمين سلامة الرئيس السابق وأعضاء نظامه، الذين تم نقلهم إلى مكان آمن. هذه الخطوة تهدف أيضا إلى منعهم من الفرار من السجن".
عودة الحرس القديم
وحكم البشير، وهو عميد جاء إلى السلطة في انقلاب عسكري بدعم من الإسلاميين في عام 1989، السودان لمدة 30 عاما، وتمت الإطاحة به بانتفاضة شعبية في أبريل/نيسان 2019، وواجه تهماً بالفساد وعقوبة الإعدام، في حالة إدانته، لدوره في ذلك الانقلاب.
ويواجه الرجل البالغ من العمر 79 عامًا أيضًا أوامر توقيف من المحكمة الجنائية الدولية بتهم ارتكاب جرائم ضد الإنسانية والنقل القسري والتعذيب والاغتصاب.
وقال مصدر في محكمة لاهاي إن المحكمة لا تعرف مكان البشير، واصفا الوضع في السودان بأنه "سيئ للغاية بالنسبة للقضية".
وتشهد العاصمة السودانية الخرطوم، قتالًا عنيفًا بين القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع منذ 15 أبريل/نيسان، ويقود كلا منهما رجال خدموا البشير لسنوات، واستمروا في مواقعهم فقط لأنهم ساعدوا في إزاحته من السلطة عام 2019.
وكان البرهان، الزعيم الفعلي للسودان وقائد القوات المسلحة، لسنوات عديدة، أحد مساعدي البشير الموثوق بهم، وتميزت مسيرته العسكرية بأدوار بارزة لعبها في جنوب السودان ودارفور واليمن حيث ساعد، بصفته قائد القوات المسلحة، في إمداد التحالف الذي تقوده السعودية بمرتزقة سودانيين.
والبشير هو من قدم دقلو لأوساط الدولة السودانية، حيث استخدمه الرئيس السابق لقمع تمرد ضد حكمه في دارفور، غربي السودان.
وانبثقت قوات الدعم السريع، التي تأسست تحت سيطرة أجهزة مخابرات البشير في 2013، من ميليشيات الجنجويد المتهمة بارتكاب عمليات قتل وتعذيب واغتصاب ممنهجة في دارفور. وفي عام 2017، وضع البشير القوات شبه العسكرية تحت سيطرته المباشرة، وغالبًا ما كان يشير إلى حميدتي على أنه "حمايتي".
وفي حين سهّل كل من البرهان وحميتي الإطاحة بالبشير في عام 2019، عاد حلفاء البشير الإسلاميون إلى مواقع النفوذ في السودان منذ الانقلاب العسكري في أكتوبر/تشرين الأول 2021.
ويرى الكثيرون في السودان أن إطلاق سراح البشير هو الخطوة المنطقية التالية في إعادة تأكيد السلطة من قبل "الحرس القديم".
المواقع الاستراتيجية
وكوبر، المنطقة التي يقع فيها السجن، ذات أهمية استراتيجية عالية، وتقع بالقرب من حي الراقي "كفوري"، شمال شرق الخرطوم، حيث توجد مكاتب للسفارات الأجنبية وأحد بوابات العاصمة شمال نهر النيل الأزرق.
وكافوري هو المكان الذي يقع فيه منزل البشير الذي اقتحمه المتظاهرون في أبريل/نيسان 2019.
وكانت آخر التقارير عن مكان وجود الرئيس السوداني السابق في فبراير/شباط وديسمبر/كانون الأول عندما نُقل من السجن إلى المستشفى لإجراء فحوص طبية.
قضى البشير ونائبه، بكري حسن صالح، ووزير الدفاع السابق، عبدالرحيم محمد حسين، من بين قادة آخرين في حزب المؤتمر الوطني، الذي تم حظره في عام 2019، قرابة 8 أشهر في المستشفى لتلقي "علاج صحي خاص"، وحكمت المحكمة، في نوفمبر/تشرين الثاني، 2022، بنقلهم إلى "كوبر".
ونددت قوات الدعم السريع بالفرار من سجن كوبر، وقالت، في بيان نشرته عبر "تويتر"، إن "قادة الانقلاب والمتطرفين يريدون قلب عجلة الزمن إلى الوراء من خلال إعادة نظام الحكم في البلاد".
وأضافت: "اليوم أصبحت هذه الخطة أكثر وضوحا من أي وقت مضى، من خلال ما تم تداوله في وسائل الإعلام حول قيام قادة الانقلاب بإخلاء قسري لجميع الأسرى في سجن كوبر الذي يضم جميع قيادات النظام السابق".
ودخلت القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع في صراع مسلح منذ 15 أبريل/نيسان، حيث يسيطر الجيش على الجو، بينما تحافظ المجموعة شبه العسكرية على وجود أكبر في الشوارع.
ولقي أكثر من 400 شخص مصرعهم منذ بدء الصراع، بينما نزح آلاف السودانيين داخليًا.