تكبير الخط تصغير الخط

طوّقت "قوات سوريا الديمقراطية" (قسد)، اليوم الجمعة، بلدة العزبة وقرى أخرى تقع في محيطها بريف دير الزور الشمالي، شرقي سورية، وذلك استعداداً لتنفيذ حملة دهم واعتقالات، بالتزامن مع فرض حظر تجوّل في المنطقة.

وقالت مصادر محلية لـ "العربي الجديد"، رفضت الكشف عن اسمها لأسباب أمنية، إنّ "قسد اعتقلت منذ ساعات الليل وحتى صباح اليوم الجمعة نحو 15 شاباً غالبيتهم مدنيون من أبناء بلدة العزبة بريف دير الزور الشمالي".

وأشارت إلى أنّ "الحملة الأمنية لا تزال قائمة حتى الآن، وسط تحليق مكثف لطائرات الاستطلاع الأميركية في أجواء المنطقة وفرض حظر تجوّل، وتفتيش المنازل بشكلٍ دقيق، والتحقيق مع كل شخص لديه سلاح في المنزل".

كذلك لفتت المصادر إلى أنّ "أرتالاً عسكرية ضخمة تابعة لقسد طوقت بلدة العزبة وقرية عضمان بريف دير الزور الشمالي، وفرضت حصاراً وحظر تجول على المنطقتين، في ظل وصول تعزيزات عسكرية إضافية لقوات قسد من بلدة صور بريف دير الزور الشمالي، ومن بلدة الكسرة بريف دير الزور الغربي، ومن حقل العمر(النفطي) بريف دير الزور الشرقي".

ولفتت إلى أنّ "فرض حظر التجوّل وإجراء عمليات الدهم والاعتقال، جاء بعد تزايد هجمات خلايا تنظيم داعش في الآونة الأخيرة في محيط بلدة العزبة القريبة من حقل كونيكو للغاز الذي يحتوي على قاعدة عسكرية تابعة لقوات التحالف الدولي" في المنطقة.

وأوضحت المصادر عينها أنّ هجوماً مسلحاً بواسطة الأسلحة الرشاشة نفذه مجهولون، الثلاثاء الماضي، استهدف عنصراً من قوات "قسد" في بلدة الحريجي شمالي دير الزور، ما أدى إلى مقتله، سبقها تعليق "مجلس دير الزور المدني" التابع لـ"الإدارة الذاتية لشمال وشرق سورية" عمله، الأربعاء الماضي، في بلدية العزبة شمالي دير الزور، بسبب تهجم أحد الأشخاص على موظفيه، وطلبه منهم مغادرة البلدية وإغلاقها، حتى تنفيذ طلبه بمحاسبة أصحاب الأفران، وتأمين مياه الشرب للأهالي.

وأضافت أنّ "عبوة ناسفة انفجرت في 24 من أكتوبر/ تشرين الأول الماضي في قرية العزبة، استهدفت للمرة الثالثة محل الإيمان للحوالات المالية، كما سبقها بخمسة أيام مقتل المدعو صالح إسماعيل الشكال، برصاص مسلحين مجهولين على طريق العزبة - كونيكو، والذي يُتهم بالتعامل مع قوات قسد في المنطقة".

وأشارت المصادر إلى أنّ قوات التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة الأميركية المنتشرة في شمال شرق سورية، أرسلت، الثلاثاء الماضي، قافلة عسكرية ضمن أكثر من 70 آلية، بينها مدافع ميدانية ومعدات لوجستية، إلى حقل "كونيكو" للغاز، والذي تتخذه قوات التحالف قاعدة عسكرية لها بالقرب من منطقة العزبة شمالي دير الزور.

وكانت القوات الأميركية المنتشرة ضمن القاعدة قد أجرت، الأسبوع الماضي، تدريبات عسكرية اختبرت فيها منظومة دفاع جوي في الحقل المذكور.

وفي 28 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، قُتلت امرأة برصاص عناصر "قسد" وأُصيب أشخاص آخرون، واعتقلت "قسد" عدداً من المدنيين، بالإضافة إلى اعتقال آخرين، إثر عمليات دهم واعتقال نفذتها "قسد" بالاشتراك مع قوات التحالف الدولي، في بلدة ذيبان الحويجة بريف دير الزور الشرقي، وذلك بعد تزايد هجمات خلايا تنظيم "داعش" في المنطقة.

في المقابل، أعلنت صحيفة "النبأ"، التابعة لتنظيم "داعش"، اليوم الجمعة، عن عمليتين نفذهما التنظيم في كلٍ مما سمتهما "ولاية الخير، وولاية الرقة" شمال شرقي سورية، أدت إلى مقتل وجرح عنصرين اثنين من قوات النظام وقوات "قسد".

كذلك نفّذ تنظيم "داعش" ثماني عمليات موزعة على "خمس عمليات في ولاية الخير، وعمليتين في ولاية الرقة، وعملية في ولاية البركة"، أسفرت عن مقتل وجرح 9 عناصر من قوات النظام السوري وقوات "قسد".

وفي 8 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، أعلن تنظيم "داعش"، عبر "النبأ"، مسؤوليته عن تنفيذ 59 عملية ضد "قوات سوريا الديمقراطية" (قسد) وقوات النظام السوري، خلال 68 يوماً الماضية، ما أسفر عن مقتل وإصابة 122 عنصراً من الطرفين.

وذكرت الوكالة أنّ عمليات التنظيم أدت إلى مقتل وجرح 103 عناصر من "قسد"، و19 من قوات النظام، بالإضافة إلى تدمير 34 آلية عسكرية، وتنوعت بين الاغتيال المباشرة والهجمات بعبوات ناسفة والكمائن وغيرها.