ستراتفور: هكذا تؤثر معركة غزة على المشهد السياسي الفلسطين

profile
  • clock 25 مايو 2021, 5:27:39 م
  • eye 621
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01

منحت معركة غزة الأخيرة الزخم للحركة الشعبية المزدهرة بين الفلسطينيين الشباب المحبطين من الحركات السياسية التقليدية "حماس" و"فتح".



ومن غير المرجح أن يتم ترجمة ذلك إلى قوة تنظيمية جيدة، 

ولكن هذا النوع الجديد من النشاط الفلسطيني سيتصادم على نحو متزايد مع السياسة الإسرائيلية اليمينية،

 مما يشير إلى حدوث المزيد من الصراع والاضطرابات في المنطقة.


زخم للحراك الشعبي:


نفذت إسرائيل و"حماس" اتفاقا لوقف إطلاق نار في الساعات الأولى من 21 مايو/أيار،

 بعد 11 يوما من أسوأ تصعيد عسكري منذ عام 2014. وأدى تزايد التركيز والتعاطف الدولي مع القضية الفلسطينية خلال الحرب،

 لإعادة تنشيط السياسة الفلسطينية الراكدة، وخاصة مجتمع الناشطين القائم على الشباب.

ستحاول "حماس" و"فتح" الاستفادة من هذا الزخم، لكن الاضطرابات التي شوهدت في إسرائيل خلال الأسبوعين الماضيين كانت فريدة من نوعها، 

وعكست كيف أن طاقة الفلسطينيين السياسية أصبحت تتجاوز أهداف ومشاريع الحركتين.

وللمرة الأولى منذ عقود، شارك الفلسطينيون في إضرابات في 18 مايو/أيار في إسرائيل والضفة والقدس، 

وحاولوا استخدام نفوذهم الاقتصادي لتحقيق مطالبهم بإنهاء التوسع الإسرائيلي. ولم تكن "حماس" ولا "فتح" من نظم الإضراب.

وكانت المظاهرات الشعبية في القدس، بالإضافة إلى مظاهرات أخرى أكثر عفوية وتفرقًا، محركات رئيسية للتصعيد الأخير. 

ومع أن معركة غزة بعد إطلاق "حماس" الصواريخ في 10 مايو/أيار، إلا أن ذلك حدث فقط بعد أن بدأ الأفراد بالاحتجاجات والمظاهرات في القدس.

وخلال الفترة الماضية، ظهرت علامات على استياء قطاعات من الناشطين الفلسطينيين تجاه كل من "فتح" و"حماس"، مما يفتح الباب لبرزخ سياسي جديد في الأراضي الفلسطينية مع مرور الوقت.

وبعد تراجع حرارة المعركة، ستكافح كل من الحركتين لمعالجة هذا الارتفاع الجديد في المعارضة الشعبية، والتي من المرجح أن تعمق الشلل بينهما.


الانسداد السياسي:


تجلى الانسداد السياسي بين "فتح" و"حماس" مؤخرا في إلغاء الانتخابات بسبب وخوف "فتح" من انتصار "حماس". 

وقد سجل 93% من الفلسطينيين في الانتخابات بحلول 2021 فبراير/شباط، 

مما يشير إلى الإقبال المرتفع الذي كان يفترض أن يحدث لو جرت الانتخابات التشريعية في موعدها في 22 مايو/أيار.

ومع أن "حماس" فازت ببعض النفوذ السياسي من هذه الجولة الأخيرة من القتال مع إسرائيل، 

إلا إن نهاية المعركة وضعت قيودا على أي تكتيكات هجومية للحركة،

 مما سيجعل من الصعب على "حماس" استخدام القوة المسلحة مرة أخرى على المدى القريب،

 أو العمل على الاستفادة من قوتها السياسية المكتسبة حديثا.

والرغم أن "حماس" رسخت صورتها كمدافعة عن القدس على حساب "فتح"،

 إلا أنها فعلت ذلك بتكلفة كبيرة على البنية التحتية التي تستخدمها في الوقوف بوجه إسرائيل.

وبالنسبة لـ"فتح"، فقد صمتت إلى حد كبير خلال أحدث اندلاع للأحداث، 

فيما ينظر إليه الكثير من الفلسطينيين على أنه إذعان لسياسات إسرائيل التوسعية.

 كما يواجه رئيس السلطة الفلسطينية "محمود عباس" انتقادات متزايدة بسبب بقائه في منصبه دون إجراء الانتخابات.

وبالتالي، بما أن "حماس" و"فتح" سيصعب عليهما السيطرة على الطاقة الشعبية، 

فهناك خطر كبير يكمن في إمكانية تحولها إلى اضطرابات مزعزعة للاستقرار في الأراضي الفلسطينية وإسرائيل على المدى القريب.

ماذا بعد؟

وتشمل الآثار المحتملة إمكانية تطور الحراك الشعبي للعنف والمظاهرات المناهضة للحكومة في الأراضي الفلسطينية وفي مناطق إسرائيل ذات الغالبية الفلسطينية، 

مع زيادة التصدعات السياسية الفلسطينية.

كما يظل من المحتمل أن تحدث انتفاضة أخرى ضد إسرائيل، في وقت لا تزال فيه الطاقة الشعبية ومشاعر الغضب عالية،

 وقد يحدث هذا بدون أن تقودها "حماس" أو "فتح" في البداية، ويمكن أن تتحول إلى شيء مماثل للانتفاضة الأولى والثانية.

ومن شأن مثل هذه الانتفاضة أن تشكل مخاطر أمنية مهددة لإسرائيل، حيث ستستهدف مباشرة إجبار السياسة الإسرائيلية على التغيير.

كما يمكن أن تزيد إسرائيل العزلة على غزة وتواصل التوسعات في الضفة الغربية، مستفيدة من الشلل السياسي العميق في الأراضي الفلسطينية.

 وبغض النظر عن الإجراءات الرسمية لـ"حماس" و"فتح"،

 فسوف يقوم بعض الفلسطينيين بالمقاومة ضد أي مستوطنات جديدة في الضفة الغربية، مما يرفع خطر إثارة صراع آخر مع إسرائيل.

ويحتمل أيضًا أن يظهر قادة جدد داخل "حماس" و"فتح"، في إطار سعي الحركتين لجذب الشباب الذين نشطهم الصراع حديثًا،

 لكن هذا من شأنه أن يؤدي أيضا إلى تعزيز تنافس "حماس" و"فتح"، 

مما يؤدي لمزيد من النزاعات حول كيفية عقد الانتخابات وإجراء المفاوضات مع إسرائيل، فضلا عن الخلافات السياسية الأخرى.

ويحتمل أيضًا أن تتكون حركة مقاومة غير منظمة. وبما أن هذه الطاقة الشعبية بدون قادة إلى حد كبير، 

فإن تحولها لقوة معارضة سيتعرض للاضطرابات نتيجة خلفية تعدد خلفيات منتسبيها.

وقد تحاول "حماس" و"فتح" بشكل منفصل الاستفادة من الضعف التنظيمي للحركة الناشئة من 

المصدر | إيميلي هاوثرون - ستراتفور

 

موضوعات قد تهمك:

وقف إطلاق نار غير مستقر: سياسة وممارسات إسرائيل تصعّد التوتر

معهد إسرائيلي : المناهج الدراسية في قطر تحارب التطبيع

هنية: سأناقش مع أردوغان ترسيم الحدود البحرية بين تركيا وفلسطين


التعليقات (0)