تكبير الخط تصغير الخط

في خطاب متلفز بمناسبة يوم الأسير الفلسطيني الذي يصادف 17 نيسان/أبريل من كل عام، أكد زاهر جبارين، رئيس حركة "حماس" في الضفة الغربية، أن هذا اليوم يأتي للعام الثاني على التوالي في ظل معركة "طوفان الأقصى"، والتي تُمثل ملحمة نضالية كبرى تهدف إلى تحرير الأسرى وحماية المقدسات.

الثبات عقيدة وطنية وشعبنا يضرب أعظم الأمثلة

وأوضح جبارين أن العدو الإسرائيلي "لن ينجح في اقتلاع شعبنا من أرضه"، مشددًا على أن الثبات في أرض فلسطين هو انتماء راسخ وعقيدة لا تتغير، مضيفًا: "اليوم شعبنا الفلسطيني يقدم أعظم النماذج في التاريخ من خلال صموده وصبره".

حماس حريصة على وقف الحرب والعدوان

وفي سياق متصل، شدد جبارين على أن حركة حماس ملتزمة بإنهاء الحرب ووقف العدوان الإسرائيلي على غزة، مع ضمان الانسحاب الكامل من القطاع. لكنه أشار إلى أن رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو يرفض أي تقدم في ملف تبادل الأسرى ويعرقل الوصول إلى صفقة شاملة.

نتنياهو يرفض التبادل ويسعى للبقاء في الحكم

انتقد جبارين بشدة سياسات نتنياهو، قائلاً إن رئيس الوزراء الإسرائيلي يُضحّي بأسرى غزة من أجل مكاسب سياسية وشخصية، مشيرًا إلى أن "نتنياهو يترك الأسرى للموت جوعًا وبردًا ومرضًا، ويرفض الإفراج عنهم دفعة واحدة".
وأضاف أن الرفض الإسرائيلي تكرر في مراحل سابقة من الحرب، حيث تم رفض صفقات إنسانية شملت نساءً وأطفالًا، كما تعمد عدم توقيع اتفاقات في شهري أيار وتموز من العام الماضي.

تعنت الاحتلال أدى إلى وفاة أسرى مشمولين بالصفقة

أكد جبارين أن تأخير التبادل وتصلب الموقف الإسرائيلي أدى إلى وفاة عدد من الأسرى كانوا ضمن المرحلة الأولى من صفقة التبادل، لافتًا إلى أن الاحتلال لم يغير موقفه إلا بعد فشله العسكري واضطراره للتوقيع على الاتفاق في يناير الماضي.

الضفة في لحظة مصيرية والمطلوب مشروع نضالي واضح

وأشار جبارين إلى أن الضفة الغربية تمر بلحظة مفصلية خطيرة، داعيًا إلى تبني مشروع نضالي واضح وجاد يمنع محاولات ضم الضفة الغربية إلى الكيان الصهيوني، ويضمن استمرار النضال الوطني على أسس موحدة.

الاحتلال يدفع ثمن جرائمه سياسيًا وأخلاقيًا

واعتبر جبارين أن الاحتلال الإسرائيلي "سيدفع ثمن الإبادة الجماعية التي ارتكبها بحق الفلسطينيين"، ليس فقط في ساحات المواجهة، بل أيضًا على الصعيد الدولي، حيث يتآكل رصيده السياسي والأخلاقي يومًا بعد يوم.
وقال:

"الجيل الجديد في العالم يعرف اليوم حقيقة الصهيونية وجرائم الاحتلال، وسيكون له الكلمة في المستقبل لمحاسبة هذا الكيان المجرم".

تحية لغزة وصمودها التاريخي

وجّه جبارين تحية إلى غزة، قائلاً:"السلام على غزة صاحبة الفداء والسبق، السلام عليها وهي تكتب بمداد الدم والشهادة أروع صفحات العز والصمود".
وأكد أن غزة لا ترى في بندقيتها إلا وسيلة لتحرير فلسطين واسترداد الحقوق المسلوبة.

رسالة إلى الأسرى المحررين: أنتم أمناء الدم والتاريخ

في ختام كلمته، خاطب جبارين الأسرى المحررين ضمن صفقة “طوفان الأحرار”، مؤكدًا أن معركة “طوفان الأقصى” وضعت دماء الأحرار أمانة في أعناقهم، ومطالبًا إياهم بالاستمرار في حمل راية المقاومة والعمل على توحيد صفوف الشعب والفصائل.

الأسرى في قلب المشروع الوطني

وختم جبارين بالتأكيد على أن دور الأسرى لا ينتهي بالتحرر، بل يمتد إلى قيادة العمل الوطني والمساهمة في مقاومة الاحتلال، وتحرير بقية الأسرى، خاصة من أبناء قطاع غزة الذين لا يزالون في قبضة الاحتلال.