- ℃ 11 تركيا
- 20 نوفمبر 2024
رسل جمال تكتب: أين سقطت عصا السنوار؟
رسل جمال تكتب: أين سقطت عصا السنوار؟
- 20 أكتوبر 2024, 1:08:17 م
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
القاعدة العسكرية تقول: "غير مكانك لكن لا تغادر الميدان".
صورت كاميرا العدو اللحظات الأخيرة للسنوار، والحق ما شهدت به الأعداء، فلم يتخيل هؤلاء أن طائرة مسيرة ستقوم بفضح أكاذيبهم وتُظهر مدى تقزمهم أمامه، إذ أظهرته وهو جالس بهدوء على كرسي غير مختبئ ولا خائف كأنه ينتظر الخلود، مقبلاً غير مدبر بذخيرة نافدة ويداً مصابة.
لقد أعمي على أبصارهم وعقولهم فلم يُمهلهم القدر أن يصوغوا لاستشهاد السنوار، سيناريو مكذوب كسردياتهم الخائبة، تنطلي على السذج من العقول، فصوروه كما هو أسد جريح في عرينه بيده عصاه يهش بها عليهم كالأغنام!
إن الحق لا يحتاج سوى رجال تؤمن بما تقوم به، وحبيبة يُستقتل من أجلها وهي "الأرض" وهذا ما ذكره السنوار نفسه في روايته "الشوك والقرنفل" والتي كتبها وهو خلف قضبان الأسر، حيث قال: "يبدو أن قدرنا هو أن نعيش حباً واحداً فقط، وهو حب الأرض ومقدساتها وترابها وهوائها"، كلام لن يفهمه أشباه الرجال، ومن لم يعتنقوا الحب بعد.
مع بداية الهجوم البربري الإسرائيلي على غزة وتمدده على الجنوب اللبناني، وأنا أنظر بعين المراقب إلى نشرة الأخبار بشكل يومي، وأتساءل: إلى أين نمضي؟ وإلى متى هذا الاحتراب والاحتراق؟ وكيف سينتهي؟ إلى أن أيقنت أنها البداية فقط.
إن سلسلة الأحداث تدفع الجميع دفعاً، للاصطفاف إما مع الحق أو مع الباطل، إما مع العزة أو الذلة، إما مع النصرة أو الخذلان، إما أن تكون مع أصحاب الأرض أو مع مستعمريها وغاصبيها، لا مجال للمهادنة ولا توجد أرض رمادية يقف عليها أصحاب الحياد.
يقول تشرشل: "لا يمكنك التفاوض مع النمر ورأسك داخل فمه". كذلك لا يمكن أن ترد على الرشقات الصاروخية ببرقيات دبلوماسية خجولة تنادي بالشجب والاستنكار!
كنا نقرأ في كتب التاريخ ونحن صغار أن للأمة عدو واحد، وهو العدو الصهيوني الغاصب، الذي اغتصب قبلة المسلمين الأولى ومسرى الرسول، وتحرير الأرض هي قضية العرب الاولى.
كيف تقهقر الواقع إلى مهادنة وتطبيع ومصالح مشتركة، وكيف نجح العدو في شراء صمت العربي، وشراء العبيد لهم الذين تتعالى أصواتهم في الدفاع عن العدو، وتبرير هجماته، وتخوين المقاومة بل جعلها سبب الدمار، وعدم استقرار المنطقة.
ومن هنا نعلم أن عصا السنوار لم تسقط في فراغ بل سقطت على من زّيف الحقائق وقّلب الموازين وضَلل الرؤية وتلاعب بعقلية جيل بأكمله، سقطت العصى على خذلان العرب وجُبن الذكور وأخزتهم بالدنيا والآخرة.