- ℃ 11 تركيا
- 5 نوفمبر 2024
رحيل وديع فلسطين.. سيرة الصحافي في مئويته
رحيل وديع فلسطين.. سيرة الصحافي في مئويته
- 5 نوفمبر 2022, 5:33:32 ص
- 605
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
أُغلقتِ القوس إذن على حياة الكاتب والموسوعي المصري وديع فلسطين، الذي رحل اليوم عن عُمر يُناهز 99 عاماً، حياة ظلّت عبارةً عن شهادةٍ على الفكر والأدب والصحافة العربية في القرن العشرين، حتى آخر يوم فيها.
ولد الراحل عام 1923 في مدينة أخميم التابعة لمحافظة سوهاج، وهناك تنقّل بين مدارسها في مراحل تعليمه المبكّرة، قبل أن يلتحق بصفوف "الجامعة الأميركية" في القاهرة، والتي تخرّج من قسم الصحافة منها عام 1942. ثمّ ما لبث أن بدأ العمل في كبريات الصُّحف المصرية حينها مثل: "المقتطف" و"المقطّم".
ولعل الفترة الممتدّة بين 1948 و1957 كانت العتبة الأُولى له للدخول في عالم التدريس الأكاديمي، فتمكّن من التعرّف عن كثب على مناهج "الجامعة الأميركية"، والتفقّه بأساليب وضعها. إلّا أن العمل الوظيفي لم يمنعه من التصدّي لمهمّة البحث والتأليف، فاستطاع أن يوقّع أكثر من 30 كتاباً ما بينَ تأليف أصيل وترجَمة، في مواضيعَ مختلفةٍ كالسياسة والتاريخ ومناهج تدريس الصحافة.
أمّا العلامة الفارقة التي عُرفت عنه في عالم الصحافة، فتمثّلت في أنّه نقل مجلّة "قافلة الزيت" التابعة لـ"شركة أرامكو" النفطية، من مجلّة اختصاصية وتقنية إلى أُخرى تُعنى بالأدب، وتستطيع أن تُفرد لهُ مكانةً على صفحاتها. عندها استكتب وديع فلسطين فيها أسماء مشهورة من أعلام الأدب مثل: عباس محمود العقاد، ومحمود تيمور، ومحمد منصور وآخرين. وهكذا ظلّ في منصبه كمدير للعلاقات في المجلّة حتى أواسط السبعينيات.
قبل ذلك، فهو الصحافي الذي يُشار إليه كلّما تحدّثنا عن بدايات نجيب محفوظ، ومن قام بالتعريف به مطالع الأربعينيات. إلى جانب ما سبق، شغل الراحل مهمات مختلفة في تجمّعات أدبية مختلفة مثل: "رابطة الأدباء" التي أسّسها مع الشاعر إبراهيم ناجي عام 1935، و"رابطة الأدب الحديث"، و"اتحاد الكتّاب المصريين"، وعضواً في "مجمع اللغة العربية" في سورية (1986)، و"مجمع اللغة العربية" في الأردن (1988).
إلّا أنّه حُرِم من عضوية مجمع اللغة في بلده لدورتين بحجّة عدم استكمال النصاب القانوني، الأمر الذي ترك في نفسه الكثير من الأسى، نقلَه للقارئ عبر كتابه الصادر مؤخّراً عن "دار الجديد" ببيروت، وحمَل عنوان "الأديب من أين يبدأ؟"، وهو عبارة عن منتقيات من مقالاته كان قد نشرها على صفحات "مجلّة ألف" قبل سنوات، والتي تُصدِرها "الجامعة الأميركية بالقاهرة"، في قسم اللغة الإنكليزية والأدب المقارَن.
شارك الراحل في إصدار عدد من الموسوعات منها "الموسوعة العربية الميسّرة"، و"موسوعة الأقباط" باللغة الإنكليزية (ثمانية أجزاء)، و"موسوعة أعلام مصر والعالم". ولكنّ كتابه الذي وقّعه عام 2003، وحمل عنوان "وديع فلسطين يتحدّث عن أعلام عصره" يبقى الأكثر ارتباطاً باسمه؛ ذلك لجهوده في تحديث كيفية التعاطي مع ترجمة الأعلام (السيرة الغيرية)، إذ سجّل فيه علاقاته بنحو مئةٍ من الأعلام في مصر والبلاد العربية والمهجر.
الجدير بالذكر، إلى أن أبرز الترجمات التي أصدرها الراحل هي: "قضية فلسطين في ضوء الحق والعدل" لهنري القطان، و"مسرحية الأب" لأوغست ستريندبرغ، أمّا مؤلفاته العربية فأبرزها: "مي: حياتها صالونها وأدبها"، "مختارات من الشعر العربي المعاصر".