- ℃ 11 تركيا
- 25 ديسمبر 2024
ذكرى رحيل ربع دستة إبداع
تحل اليوم ذكرى وفاة المبدعين الكبار صلاح جاهين، و سيد مكاوي و عبدالرحمن الأبنودي.
من المفارقات أن المبدعين الثلاثة رحلوا في اليوم ذاته "21 إبريل" حيث :
صلاح جاهين عام 1986
سيد مكاوي عام 1998
عبدالرحمن الأبنودي عام 2015.
والمبدع الأول هو صلاح جاهين واسمه بالكامل محمد صلاح الدين بهجت أحمد حلمي،
المعروف بـ صلاح جاهين (25 ديسمبر 1930 - 21 أبريل 1986 م) شاعر ورسام كاريكاتير وممثل مصري يساري الفكر.
ولد في شارع جميل باشا في شبرا. كان والده المستشار بهجت حلمي يعمل في السلك القضائي، حيث بدأ كوكيل نيابة وانتهى كرئيس محكمة استئناف المنصورة.
درس الفنون الجميلة ولكنه لم يكملها حيث درس الحقوق.
تزوج صلاح جاهين مرتين، زوجته الأولى "سوسن محمد زكي" الرسامة بمؤسسة الهلال عام 1955 وأنجب منها أمينة جاهين وإبنه الشاعر بهاء، ثم تزوج من الفنانة "منى جان قطان" عام 1967 وأنجب منها أصغر أبنائه سامية جاهين عضو فرقة إسكندريلا الموسيقية.
أعماله
أنتج العديد من الأفلام التي تعتبر خالدة في تاريخ السينما الحديثة مثل أميرة حبي أنا وفيلم عودة الابن الضال،
ولعبت زوجته أدوار في بعض الأفلام التي أنتجها. عمل محرراً في عدد من المجلات والصحف، وقام برسم الكاريكاتير في مجلة روز اليوسف وصباح الخير ثم انتقل إلى جريدة الأهرام.
كتب سيناريو فيلم خلي بالك من زوزو والذي يعتبر أحد أكثر الأفلام رواجاً في السبعينيات إذ تجاوز عرضه حاجز 54 اسبوع متتالي. كما كتب أيضاً أفلام أميرة حبي أنا، شفيقة ومتولي والمتوحشة. كما قام بالتمثيل في شهيد الحب الإلهي عام 1962 ولا وقت للحب عام 1963 والمماليك 1965 واللص والكلاب 1962.
إلا أن قمة أعماله كانت الرباعيات والتي تجاوزت مبيعات إحدى طباعات الهيئة المصرية العامة للكتاب لها أكثر من 125 ألف نسخة في غضون بضعة أيام. هذه الرباعيات التي لحنها الملحن الراحل سيد مكاوي وغناها الفنان علي الحجار.
قام بتأليف مايزيد عن 161 قصيدة، منها قصيدة "على اسم مصر" وأيضا قصيدة "تراب دخان" التي ألفها بمناسبة نكسة يونيو 1967.
وكان مؤلف أوبريت الليلة الكبيرة أشهر أوبريت للعرائس في مصر.
ينظر البعض إلى جاهين على أنه متبني علي الحجار، احمد زكي وشريف منير.
كما أرتبط بعلاقة قوية مع الفنانة سعاد حسني حيث دفعها إلى العمل مع أحمد زكي في مسلسل هو وهي.
رسوم الكاريكاتير
عمل صلاح جاهين رساما للكاريكاتير في جريدة الأهرام حيث كان كاريكاتير صلاح جاهين يُتابع بقوة وظل باباً ثابتاً حتى اليوم متميزاً بخفة الدم المصرية والقدرة على النقد البناء.
جاهين والسياسة
كانت حركة الضباط الأحرار وثورة 23 يوليو 1952، مصدر إلهام لجاهين حيث قام بتخليد جمال عبد الناصر فعلياً بأعماله، حيث سطر عشرات الأغاني. لكن هزيمة 5 يونيو 1967م، خاصةً بعد أن غنت أم كلثوم أغنيته راجعين بقوة السلاح عشية النكسة، أدت إلى أصابته بكآبة. هذه النكسة كانت الملهم الفعلي لأهم أعماله الرباعيات والتي قدمت أطروحات سياسية تحاول كشف الخلل في مسيرة الضباط الأحرار، والتي يعتبرها الكثير أقوى ما أنتجه فنان معاصر.
كانت وفاة الرئيس عبد الناصر هي السبب الرئيسي لحالة الحزن والاكتئاب التي أصابته وكذلك السيدة أم كلثوم حيث لازمهما شعور بالانكسار لأنه كان الملهم والبطل والرمز لكرامة مصر. لم يستعيد بعدها جاهين تألقه وتوهجه الفني الشامل.
أعماله السينمائية والتليفزيونية
له عشرات الأعمال التلفلويونية والسينمائية سواء ممثلاً أو مؤلفاً أو مؤلفاً لأغان
عرض التلفزيون المصري الرسمي مسلسلاً يتحدث عن رباعيات صلاح جاهين في 21 أبريل 2005، وذلك بمناسبة مرور 21 عاما على وفاته.
احتفى موقع جوجل بالذكرى الثالثة والثمانين لميلاد جاهين في 25 ديسمبر 2013، بوضع شعار جوجل يمثل مشهداً شعبياً من وحي مؤلفاته.
أما المبدع الثاني فهو: سيد محمد سيد مكاوي (8 مايو 1928 - 21 ابريل 1997) هو ملحن ومطرب مصري، يلقب بشيخ الملحنين .
ولد سيد مكاوي في أسرة شعبية بسيطة في حارة قبودان في حي الناصرية في السيدة زينب في القاهرة في 8 مايو 1928. كان كفيفاً وكان ذلك عاملاً أساسياً في اتجاه أسرته إلى دفعه للطريق الديني بتحفيظه القرآن فكان يقرأ القرآن ويؤذن للصلاة في مسجد أبو طبل ومسجد الحنفي بحي الناصرية.
وما إن تماثل لسن الشباب حتى انطلق ينهل من تراث الإنشاد الديني من خلال متابعته لكبار المقرئين والمنشدين آنذاك كالشيخ إسماعيل سكر والشيخ مصطفى عبد الرحيم وكان يتمتع بذاكرة موسيقية قوية فما أن يستمع للدور أو الموشح لمرة واحدة فقط سرعان ما ينطبع في ذاكرته وكانت والدته تشتري له الاسطوانات القديمة من بائعي الروبابيكيا بالحي ليقوم بسماعها لتعطّشه الدائم لسماع الموسيقى الشرقية.
وتعرّف فيما بعد على أول صديقين له في تاريخه الفني وهما الشقيقين إسماعيل رأفت ومحمود رأفت وكانا من أبناء الأثرياء ومن هواة الموسيقى وكان أحدهما يعزف على آله القانون والثاني على آلة الكمان.
وكان لديهما في المنزل آلاف الاسطوانات القديمة والحديثة آنذاك من تراث الموسيقى الشرقية لملحني العصر أمثال داوود حسني ومحمد عثمان وعبد الحي حلمي والشيخ درويش الحريري وكامل الخلعي وظل سيد مكاوي وصديقيه يسمعون يومياً عشرات الاسطوانات من أدوار وموشحات وطقاطيق ويحفظونها عن ظهر قلب ويقومون بغنائها.
كون سيد مكاوي مع الأخوين رأفت ما يشبه التخت لإحياء حفلات الأصدقاء وكان لحفظ سيد مكاوي لأغاني التراث الشرقي دوراً كبيراً في تكوين شخصيته الفنية واستمد منها مادة خصبة أفادته في مستقبله الموسيقي. كما كان لحفظه تراث الإنشاد الديني والتواشيح عاملاً مهماً في تفوقه الملحوظ في صياغة الألحان الدينية والقوالب الموسيقية القديمة مثل تلحينه الموشحات التي صاغها من ألحانه.
مشواره الفني
كان سيد مكاوي في بدايته مهتماً أكثر بالغناء ويسعى لأن يكون مطرباً وتقدم بالفعل للإذاعة المصرية في بداية الخمسينات وتم اعتماده كمطرب بالإذاعة وكان يقوم بغناء أغاني تراث الموسيقى الشرقية من أدوار وموشحات على الهواء مباشرة في مواعيد شهرية ثابتة.
ثم تم تكليفة بغناء ألحان خاصة وذلك بعد نجاحه في تقديم ألحان التراث ولعل من مفارقات القدر أن تكون أول أغانية الخاصة والمسجلة بالإذاعة ليست من ألحانة بل من ألحان صديقة والملحن عبد العظيم عبد الحق والأغنية هي (محمد). الأغنية الثانية كانت للملحن أحمد صدقي وهي أغنية (تونس الخضرا) و هما الأغنيتين الوحيدتين التي غناهما سيد مكاوي من ألحان غيره.
في منتصف الخمسينات بدأت الإذاعة المصرية في التعامل مع سيد مكاوي كملحناً إلى جانب كونه مطرباً وبدأت في إسناد الأغاني الدينية إليه والتي قدّم من خلالها للشيخ محمد الفيومي الكثير من الأغاني الدينية مثل (تعالى الله أولاك المعالي) و(آمين آمين) و(يا رفاعي يا رفاعي قتلت كل الافاعي) و(حيارى على باب الغفران) حتى توجها بأسماء الله الحسنى.
كما قدّم أغاني شعبية خفيفة مثل (آخر حلاوة مافيش كدة)و (ماتياللا يا مسعدة نروح السيدة).
والأغنيتان للشاعر الراحل عبد الله أحمد عبد الله. وكانت بدايته مع الفنان محمد قنديل في أغنية (حدوتة) للشاعر صلاح جاهين رفيق كفاح سيد مكاوي.
وقدم سيد مكاوي بعد ذلك العديد من الألحان للإذاعة من أغاني وطنية وشعبيه. فقدم مثلاً محمد عبد المطلب أغنيتي (إتوصى بيا)و(قلت لأبوكي عليكي وقالي) وكذلك أغنية (كل مرة لما أواعدك) والتي غناها سيد مكاوي في الثمانينات ونالت شهرة واسعة.
كانت بداية الشهرة لسيد مكاوي من خلال لحن لشريفة فاضل وهو (مبروك عليك يا معجباني يا غالي) واللحن الأشهر لمحمد عبد المطلب وهو (إسأل مرة عليّا) والذي دوى في جميع أنحاء مصر وسلط الضوء على ذلك الملحن الناشئ والذي تتجلى عبقريته في شدة بساطته وعمق مصريته والتي استمدها من المدرستين الموسيقتيين التين كان ينتمي إليهما ونهل من علمهما وهما مدرسة سيد درويش التعبيرية ومدرسة زكريا أحمد التطريبية وكان كثيراً ما يغني ألحانهما سواء في جلساته الخاصة أو حفلاته العامة وكان دائم الاعتراف بفضل سيد درويش وزكريا أحمد على الموسيقى وإن كان لم يعاصر الأول ولكن كانت تربطة صداقة بالثاني وهذا نوع من أنواع الوفاء النادر والذي قل في أيامنا هذه.
وبدأ تهافت المطربين والمطربات على الملحن سيد مكاوي كل يسعى للحصول منه على لحن فقدم:
للمطربة الكبيرة ليلى مراد (حكايتنا إحنا الاتنين)
للمطربة شادية (هوى يا هوي ياللي إنت طاير) و(همس الحب يا أحلى كلام).
لشهرزاد (غيرك أنت ما ليش)
لنجاة الصغيرة (لو بتعزني)
ولصباح (أنا هنا يا ابن الحلال)
لسميرة سعيد (بعديـن نتعاتب)
للفنانة وردة الجزائرية مجموعة كبيرة من الأغاني الناجحة مثل أوقاتي بتحلو وقلبي سعيد وشعوري نحيك وياما ليالي وبحبك صدقني
كما لحّن لأم كلثوم أغنية يا مسهّرني
انطلق الشيخ سيد مكاوي يصول ويجول بألحانة لكبار المطربين وكذلك للجيل الصاعد منهم آنذاك مثل المطربة فايزة أحمد حيث كان أول لحن تقدمه للإذاعة المصرية من ألحان سيد مكاوي وهو أغنية (يا نسيم الفجر صبح).
كانت الدراما والتمثيليات الإذاعية تتمتع بإقبال جماهيري كبير وتحظى بنسبة استماع كبيرة.
وقد أقنع سيد مكاوي المسئولين بالإذاعة بضرورة تطوير شكل المسلسلات الإذاعية بعمل مقدمات غنائية لهذة المسلسلات فكان له الفضل الأول في وضع هذه القاعدة وقدم من خلالها عشرات المقدّمات الغنائية لمسلسلات شهيرة للفنان أمين الهنيدي ومحمد رضا وصفاء أبو السعود مثل مسلسل شنطة حمزة ورضا بوند وعمارة شطارة وحكايات حارتنا وغيرها الكثير.
وقد راعى سيد مكاوي في تلحين هذه المقدمات أن يكون الغناء بشكل كوميدي ويتمتع بخفة ظل حيث كان هو شخصياً خفيف الظل ومن ظرفاء عصره وقد كانت هذه المقدمات من تأليف صديقيه الشاعران عصمت الحبروك وعبد الرحمن شوقي.
دأبت الإذاعة المصرية خلال شهر رمضان على تقديم حلقات المسحراتي وكانت تعهد لأكثر من ملحن لتقديم هذه الحلقات ومن الملحنين الذين سبق وأن شاركوا في تلحين المسحراتي أحمد صدقي ومرسي الحريري وعبد العظيم عبد الحق وكانوا يقدمونها على فرقة موسيقية وفي العام الذي أسندت الإذاعة لسيد مكاوي تلحين عدد من حلقات المسحراتي وأشترط أن يقوم هو بغنائها. وكم كانت دهشة المسئولين بالإذاعة كبيرة حين قرر الملحن سيد مكاوي الاستغناء نهائياً عن الفرقة الموسيقية وتقديم المسحراتي بالطبلة المميزة لتلك الشخصية وقدم سيد مكاوي ثلاث حلقات فقط مشاركة مع باقي الملحنين وفور إذاعة الحلقات الثلاث بأسلوب سيد مكاوي حتى حقّقت نجاحاً منقطع النظير مما حدا بالإذاعة في العام الذي يلية الي الاستغناء عن كل الملحنين المشاركين في ألحان المسحراتي وإسناد العمل كاملا لسيد مكاوي.
بدأ سيد مكاوي في تقديم المسحراتي مع الشاعر فؤاد حداد الذي صاغها شعراً.
وظل يقدم المسحراتي بنفس الأسلوب حتى وفاته وهو أسلوب على بساطته الشديدة يعتبر بصمة فنية هامة في الكلمات ومحطة من المحطات اللحنية المتفردة في التراث الموسيقي الشرقي.
كما كان لسيد مكاوي الفضل الأول في وضع أساس لحني خاص لتقديم المسحراتي كان له أيضاً الفضل في وضع أساس لتقديم الأغاني الجماعية بالإذاعة حيث كان أول من لحن أغاني المجاميع وكان معروفاً أن كل ملحن يسعى لتقديم لحنه لأحد الأصوات الشهيرة الموجودة تحقيقاً للشهرة والذيوع ولكن سيد مكاوي وجد أن نصوص تلك الأغاني لا تحتاج لأصوات فردية فضحى بالشهرة في مقتبل عمره في سبيل تقديم اللون الغنائي الذي يراه مناسباً فقدم للشاعر الكبير محمود حسن إسماعيل أغنية جماعية هي (آمين آمين يا رب الناس) وكذلك أغنية (وزة بركات) وللشاعر القدير فؤاد قاعود أغنية (عمال ولادنا والجدود عمال) والأغنية الشهيرة (زرع الشراقي).
كان لسيد مكاوي اهتمام شديد بقضايا مصر وكذلك القضايا القومية للوطن العربي وشارك في الكثير من المناسبات القومية الهامة ففي أثناء عدوان 1956 على بور سعيد قدم سيد مكاوي أغنية جماعية كانت من عيون أغاني المعركة وهي أغنية (ح نحارب ح نحارب كل الناس ح تحارب).
وفي حرب 1967 قدّم سيد مكاوي عقب قصف مدرسة بحر البقر أغنية (الدرس انتهى لموا الكراريس) للفنانة شادية وعقب قصف مصنع أبو زعبل قدم أغنية جماعية هي (إحنا العمال إلي إتقتلوا) والأغنيتان للشاعر العظيم صلاح جاهين.
كما اشترك سيد مكاوي في بداية الستينات في الحفل الكبير الذي أقيم بأسوان احتفالا بالبدء في بناء السد العالي وتحويل مجرى نهر النيل وحضر الحفل الزعيم جمال عبد الناصر ورئيس الاتحاد السوفيتي نيكيتا خروشوف والرئيس السوري شكري القوتلي وكذلك نخبة من روّاد الفضاء الروس ومعهم الرائدة الشهيرة فالنتينا،
حيث غنى سيد مكاوي أغنية ترحيب بأول رائدة فضائية من كلمات صلاح جاهين وهي أغنية (فالنتينا.. فالنتينا..
أهلا بيكي نورتينا) كما قدّم للشاعر فؤاد حداد (مصر مصر دايما مصر) وأغنية (مافيش في قلبي ولا عينية إلا فلسطين) وأثناء حرب السويس قدم لصديقه كمال عمار (يا بلدنا الفجر مادنة ونار بنادق).
اجتذب المسرح الغنائي هذا الملحن الموهوب. ففي عام 1969 كان بداية اشتراك سيد مكاوي بتقديم ألحانه للمسرح الغنائي والذي كان كثيراً ما يحلم به.
فكان اشتراكه في أوبريت (القاهرة في ألف عام) والذي قدم على مسرح البالون من خلال الفرقة الغنائية الاستعراضية وكان اشتراكه بالألحان في هذا الأوبريت مع عباقرة وكبار ملحني هذا الوقت مثل محمود الشريف وأحمد صدقي وعبد العظيم عبد الحق ومحمد الموجي وكمال الطويل وقدم سيد مكاوي في هذا الاوبريت ستة ألحان وهي:
لحن المماليك
لحن بناء القاهرة
لحن البياعين
لحن عيد الفطر
لحن الحاكم بأمر الله
لحن يا مصر افتحي قلبك
وكان للنجاح المدوي لهذا الأوبريت ولتألق ألحان سيد مكاوي في هذا العمل أن أسند إليه المسئولين بمسرح البالون تلحين الأوبريت التالي منفرداً فكان أوبريت (الحرافيش) والذي حظي بإقبال جماهيري واسع النطاق وحقّق نجاحاً مشهوداً.
انطلق سيد مكاوي يصول ويجول في المسرح الغنائي فقدم على مدار السنين من الأعمال المسرحية الهامة دائرة الطباشير القوقازية –الصفقة –مدرسة المشاغبين –سوق العصر –هاللو دوللي – ولمسرح العرايس قيراط حورية – حمار شهاب الدين – الفيل النونو الغلباوي والليلة الكبيرة والتي سبق تقديمها في نهاية الخمسينات للإذاعة المصرية كصورة غنائية مدتها ثمانية دقائق فقط من إخراج عباس أحمد ثم أُعيد تسجيلها لمسرح العرائس وهذا الأوبريت حقق نجاحا غير مسبوق ما زال مدويا حتى الآن. كما قدم سيد مكاوي للإذاعة المصرية الكثير من ألحان الصور الغنائية والتي تعتبر لونا من ألوان المسرح الغنائي أيضا مثل (سهرة في الحسين) و(على دمياط) و(هنا القاهرة) وغيرها إلى جانب عشرات الألحان الإذاعية.
وكان هناك في أعمال سيد مكاوي الإذاعية محطتين هامتين يجدر التوقف عندهما نظرا للأهمية الشديدة لهما وكان يجب أن يدرسوا في المعاهد الموسيقية لاحتوائهما على الكثير من بدائع موسيقانا الشرقية
المحطة الأولى والتي صاغها شعرا صلاح جاهين ألا وهي (الرباعيات) والتي قدمت من خلال إذاعة صوت العرب في نهاية الستينات من إخراج أنور عبد العزيز وكانت تقدم في حلقات يومية وحققت شهرة واسعة وشيوعا كبيرا مما حدا بالمطرب علي الحجار إلى استذان سيد مكاوي في إعادة تقديمها وقد وافق سيد مكاوي وتم إعادة تسجيلها بصوت علي الحجار.
المحطة الثانية هي حلقات نور الخيال وصنع الأجيال وهو ديوان شعري كامل للشاعر الكبير فؤاد حداد يصف فيها القاهرة العظيمة وما مر بها من أحداث عبر التاريخ حيث تم تقديمه من خلال إذاعة البرنامج العام خلال شهر رمضان عام 1968 من إخراج فتح الله الصفتي وهذا البرنامج له المقدمة الغنائية الشهيرة (أول كلامي سلام) وقام بغنائه سيد مكاوي في شكل الشاعر الراوي وقدم من خلال الثلاثين حلقة العديد من الأصوات الجديدة والمواهب الشابة آنذاك والتي شاركته في الغناء مثل ليلى جمال وزينب يونس ووجنات فريد وعبد الحميد الشريف وكان من أشهر أغاني سيد مكاوي والتي قدمت من خلال هذا البرنامج أغنية (الأرض بتتكلم عربي)و يعتبر هذا العمل عمل ملحمي مليء بالتراكيب اللحنية الشيّقة والمعقدة والمركبة ويعتبر مرجعا هاما لكافة الملحنين الجدد للاستفادة منة في كيفية التسلسل اللحني وحسن النقلات الغنائية وكان يجب أن يعتبر مرجعا موسيقيا هاما بمكتبة المعاهد والكليات الموسيقية.
لحّن سيد مكاوي أيضا لكوكب الشرق أم كلثوم وكان من أهمها أغنية (يامسهرني) وقدم أغنية (أوقاتي بتحلو) التي كان من المفترض أن تغنيها أم كلثوم قبل وفاتها إلى الفنانة وردة الجزائرية وقد أعطى ألحان إلى الفنان جورج وسوف الذي أبدع بها بشكل أبهر سيد مكاوي كأغنية الغالي التي ذاع صيتها.
من أعماله
مع الفنانة الكبيرة وردة الجزائرية
1976 أوقاتي بتحلو كلمات عبد الوهاب محمد
1978 ولو إنك بعيد عني كلمات عصمت الحبروك
1980 قال إيه بيسألوني كلمات عبد الوهاب محمد
1981 قلبي سعيد كلمات عبد الوهاب محمد
1981 شعوري نحيتك كلمات عبد الوهاب محمد
1982 ياما ليالي كلمات محمود نواب
1983 بحبك صدقني كلمات عبد العزيز سلام
1983 يا ناس.. لامش كده كلمات محمود نواب
1983 العروسه كلمات محمود نواب
1990 ما تعوّدناش كلمات عمر الجبيلي
1990 والله وقدر الحب كلمات محمد حمزه
ايضاً من اعماله مع فنانين اخرين:
(الأرض بتتكلم عربي)
حلوين من يومنا
عندك شك في أيه
يارب بلدي والمجتمع والناس أشعار عبد السلام أمين وغناء سمير الإسكندراني
حبيبي
الليلة الكبيرة
شاور لي
كل الأحبة اتنين
عطار
رباعيات صلاح جاهين
ليلة امبارح
المسحراتي
وحياتك يا حبيبي
أنت واحشني
أنا هنا يا ابن الحلال
كدة أجمل انسجام
بقى هي
أوقاتي بتحلو (حفلة)
يا حلاوة الدنيا
يا مسلى
دي مصر عايزة رجالة
الله الله يا بدوي
آخر حفلة
يا مسهرني
هذا وبالإضافة إلى مجموعة من التسابيح التي نذكر منها سبحان الله ذكرت الله ويا من يلبي الندا .
أوسمة
وسام العلوم والفنون من الدرجة الأولى
والمبدع الثالث
تمر اليوم (12 أبريل) ذكرى ميلاد شاعر مصر الكبير عبد الرحمن الأبنودي الذي ملأت أشعاره حياتنا جمال وحب ووطنية،
ومنها المقدمة الرائعة اللي كتبها لمسلسل عبد الله النديم وكأنه في الحقيقة كتبها رثاء لنفسه ولكل من أحبوا هذا الوطن وتغنوا بأحلامه..
كل سنة وانت في قلوب الناس يا عبد الرحمن.. وكل سنة ومصر كلها بخير وأمان:
يــا لــولا دقـة إيديكـي مـا انطـرق بابـي
طـول عمـري عاري البدن وإنتي جلبـابي
ياللـي سهرتـي الليــالي يونِّسـك صوتــي
متونسـة بحس ميـن يا مصـر في غيابي
أدباتي.. أراجوز.. نديـم صحبي وخلانـي
زجال مهرج.. مركـب صـوتي في لسـاني
وصحيت لقيتني اعرفك وإنتي عارفاني
وخداني من مجلس الضايعين وحطـاني
على أعلى منبـر.. يهــزك صـوتي وأدانـي
ياللي فطمتي النديم رديـه صغيـر السـن
باسكِّت الجــرح يسكت .. ينطـق التانـي
مولده
وولد أشهر شعراء العامية عام 1938 في قرية أبنود بمحافظة قنا في صعيد مصر، لأب كان يعمل مأذوناً شرعياً وهو الشيخ محمود الأبنودي، وانتقل إلى مدينة قنا وتحديداً في شارع بني على حيث استمع إلى أغاني السيرة الهلالية التي تأثّر بها. الشاعر عبد الرحمن الأبنودي متزوج من المذيعة المصرية نهال كمال وله منها ابنتان آية ونور.
أعماله
من أشهر أعماله السيرة الهلالية التي جمعها من شعراء الصعيد ولم يؤلفها.
ومن أشهر كتبه كتاب (أيامي الحلوة) والذي نشره في حلقات منفصلة في ملحق أيامنا الحلوة بجريدة الأهرام تم جمعها في هذا الكتاب بأجزائه الثلاثة،
وفيه يحكي الأبنودي قصصاً وأحداثاً مختلفة من حياته في صعيد مصر.
صدر مؤخرًا عن دار "المصري" للنشر والتوزيع، كتاب "الخال" للكاتب الصحفي محمد توفيق، يتناول فيه سيرة الشاعر عبد الرحمن الأبنودي الذاتية.
يرصد الكتاب قصص الأبنودي الآسرة، وتجاربه المليئة بالمفارقات والعداءات والنجاحات والمواقف.
في مقدمة كتابه، يقول توفيق: "هذا هو الخال كما عرفته.. مزيج بين الصراحة الشديدة والغموض الجميل، بين الفن والفلسفة،
بين غاية التعقيد وقمة البساطة، بين مكر الفلاح وشهامة الصعيدي، بين ثقافة المفكرين وطيبة البسطاء.. هو السهل الممتنع، الذي ظن البعض - وبعض الظن إثم - أن تقليده سهل وتكراره ممكن".
دواوينه الشعرية.
الأرض والعيال (1964 - 1975 – 1985).
الزحمة (1967 - 1976 – 1985).
عماليات (1968).
جوابات حراجى القط (1969 - 1977 – 1985).
الفصول (1970 – 1985).
أحمد سماعين (1972 – 1985).
انا والناس (1973).
بعد التحية والسلام (1975).
وجوه على الشط (1975 - 1978) قصيدة طويلة.
صمت الجرس (1975 – 1985).
المشروع والممنوع (1979 – 1985).
المد والجزر (1981) قصيدة طويلة.
الأحزان العادية (1981) ديوان مكتوب دراسة (محمد القدوسى).
السيرة الهلالية (1978) دراسة مترجمة.
الموت على الأسفلت (1988 - 1995) قصيدة طويلة.
سيرة بنى هلال الجزء الأول (1988).
سيرة بنى هلال الجزء الثاني (1988).
سيرة بنى هلال الجزء الثالث (1988).
سيرة بنى هلال الجزء الرابع (1991).
سيرة بنى هلال الجزء الخامس (1991).
الاستعمار العربي (1991 - 1992) قصيدة طويلة.
المختارات الجزء الأول (1994 – 1995).
أعماله المغناة وكتاباته للسينما
كتب الأبنودي العديد من الأغاني، من أشهرها:
عبد الحليم حافظ :عدى النهار، المسيح، أحلف بسماها وبترابها، إبنك يقول لك يا بطل، أنا كل ما أقول التوبة، أحضان الحبايب،
اضرب اضرب، إنذار، بالدم، بركان الغضب، راية العرب، الفنارة، يا بلدنا لا تنامي، صباح الخير يا سينا، انا كل ما أقول التوبة، الهوا هوايا وغيرها
محمد رشدي: تحت الشجر يا وهيبة، عدوية، وسع للنور، عرباوى
فايزة أحمد: يمّا يا هوايا يمّا، مال علي مال، قاعد معاي
نجاة الصغيرة : عيون القلب، قصص الحب الجميلة
شادية: آه يا اسمراني اللون، قالى الوداع، أغانى فيلم شيء من الخوف
صباح: ساعات ساعات
وردة الجزائرية: طبعًا أحباب، قبل النهاردة
محمد قنديل: شباكين على النيل عنيكي
ماجدة الرومي: جايي من بيروت، بهواكي يا مصر
محمد منير: شوكولاتة، كل الحاجات بتفكرني، من حبك مش بريء، برة الشبابيك،
الليلة ديا، يونس، عزيزة، قلبى مايشبهنيش، يا حمام، يا رمان
نجاح سلام: شئ من الغضب.
مروان خوري: دواير.
كما كتب أغاني العديد من المسلسلات مثل "النديم"،
و(ذئاب الجبل) وغيرها وكتب حوار وأغاني فيلم شيء من الخوف،
وحوار فيلم الطوق والإسورة وكتب أغاني فيلم البريء وقد قام بدوره في مسلسل العندليب حكاية شعب الفنان محمود البزاوي.
شارك الدكتور يحيى عزمي في كتابة السناريو والحوار لفيلم الطوق والأسورة عن قصة قصيرة للكاتب يحيى الطاهر عبد الله.
جوائز الأبنودي
حصل الأبنودي على جائزة الدولة التقديرية عام 2001، ليكون بذلك أول شاعر عامية مصري يفوز بجائزة الدولة التقديرية.
فاز الأبنودي بجائزة محمود درويش للإبداع العربي للعام 2014.
وفاته
توفى عصر يوم الثلاثاء الموافق 21 أبريل 2015.