- ℃ 11 تركيا
- 25 ديسمبر 2024
د. ناصر محمد معروف يكتب: إيتمار بن غفير يضغط على نتنياهو للإسراع في تهجير أهالي الخان الأحمر
د. ناصر محمد معروف يكتب: إيتمار بن غفير يضغط على نتنياهو للإسراع في تهجير أهالي الخان الأحمر
- 23 يناير 2023, 8:20:08 م
- 571
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
مائدة حزينة من ألمٍ إلى ألم
أحياء القدس تحكي قصة زمان تليد وتنتظر هبَّة الرجال، ولسان حالها ينادي: يا صلاح الدين قم إن بني العروبة نائمون.
إيتمار بن غفير يضغط على نتنياهو للإسراع في تهجير أهالي الخان الأحمر، والاحتلال يعلن نيته تهجير الأهالي.
الخان الأحمر قرية بدوية تقع على مسافة (15 كيلومترًا) إلى الشرق من مدينة القدس، بالقرب من الشارع السريع رقم 1 المؤدي إلى أريحا، تبلغ مساحتها (40 دونمًا)، يعيش فيها (45 عائلة فلسطينية)، وهم من قبيلة عرب الجهالين الذين كانوا يسكنون النقب.
المسلمون يحيون البلاد ولا يطمسون التاريخ، فقرية الخان الأحمر لها جذور قديمة حيث وُجدت آثار دير نصراني فيه كنيسة، بناه القديس أوثيميوس (سنة 428 للميلاد) قبل الميلاد، ليكون مركزًا للرهبان الذين يتعبدون في المغاور القريبة، وفي عام (614 للميلاد) احتل الفرس فلسطين، وقاموا بهدم الكنيسة، فلما جاء الفتح الإسلامي، أعادوا ترميم الكنيسة وظلت عامرة حتى العهد الصليبي، ثم خُربت بعد ذلك، لتبني الخلافة العثمانية، على أثارها خان يخدم التجار المارين بين القدس وأريحا، ويستريحون فيه كونه يربط بين ضفتي النهر، الضفة الغربية (فلسطين)، والضفة الشرقية (الأردن).
كان هذا الخان مُسورًّا ومكونًا من طابقين، وفيه بركة مياه، وسمي باسم الخان الأحمر لأنه مبني من حجارة حمراء اللون. وهو مملوكي الطراز، يبدو أنه بني في بداية القرن الثامن الهجري ببداية الرابع عشر للميلاد.
وترجع أصول عائلات الخان الأحمر إلى قبائل النقب ومنهم قبيلة بدو الجهالين، التي طُردت على يد الاحتلال من النقب بعد النكبة، (عام 1952)، واستقروا في الخان الأحمر في الضفة الغربية، وبعد احتلال الضفة الغربية (عام 1967)، تم الإعتداء على الخان وأقيمت على أراضيه، مستوطنة «معاليه أدوميم» وهي ثاني أكبر مستوطنة في الضفة الغربية.
إن ما يميز قرية الخان الأحمر أنها تربط شمال وجنوب الضفة الغريبة، والهدف من إخلاء الخان الأحمر والتجمعات البدوية المجاورة وطرد الفلسطينيين منها، هو فصل شمال الضفة عن جنوبها، وإقامة مشروع القدس الكبرى الذي يخطط له الاحتلال منذ فترة، عبر الاستيلاء على الأراضي الفلسطينية الممتدة من شرق القدس حتى البحر الميت، والهادف إلى تفريغ المنطقة من أي وجود فلسطيني.
يظهر أن حكومة الإحتلال الجديدة تسارع الزمن وتتعجل المواجهة، حيث إنها تعمل على جميع الأصعدة، فاقتحامات الأقصى أصبحت يومية، وها هي تجرح قلوبنا باعتداءاتها على الأحياء المقدسية، وها هو الخان الأحمر يعاني من جديد، فما أكثر ما تعرض له من هدم، والآن يقف أهالي الخان الأحمر ويترقبون نصرتهم من شعبهم أولا، ومن الدول الإسلامية ثانيا، عسى أن يردُّوا عنهم هدماً متواصلا ، فيتوقف النزيف، فيا ترى إلى متى؟